المغنيسيوم
تحتوي أجسام الحيوانات على معدن المغنيسيوم، ويوجد أيضاً في النباتات، والبحار، وفي الأرض، ويعتبر رابع أكثر المعادن وفرةً في جسم الإنسان، ويوجد 60% من المغنيسيوم الموجود في الجسم في العظام، بينما تتوزع النسبة الباقية منه بين العضلات، والأنسجة اللينة (بالإنجليزية: Soft tissues)، والسوائل بما فيها الدم. وفي الواقع كل خلية في جسم الإنسان تحتاج للمغنيسوم؛ إذ يلعب دوراً في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي في الجسم، بما فيها استقلاب الغذاء (بالإنجليزية: Food metabolism)، وتكوين الأحماض الدهنية، والبروتينات، وغيرها الكثير.[١][٢]
وظائف المغنيسيوم في الجسم
من أهم وظائف المغنيسيوم دوره كعامل مساعد (بالإنجليزية: Cofactor) في الكثير من التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تقوم بها الإنزيمات في جسم الإنسان، ونذكر منها ما يأتي:[١]
- صنع الطاقة: إذ يساهم المغنيسيوم في التفاعلات التي يحدث فيها تحويل الطعام إلى طاقة.
- تكوين البروتين: يساعد المغنيسيوم على تصنيع البروتينات من الأحماض الأمينية (بالإنجليزية: Amino acids).
- حركة العضلات: يلعب المغنيسيوم دوراً مهماً في انقباض وانبساط العضلات.
- تنظيم الجهاز العصبي: إذ يساعد المغنيسيوم على تنظيم الناقلات العصبية التي ترسل إشارات للدماغ والجهاز العصبي.
فوائد المغنيسيوم
يعتبر المغنيسيوم واحداً من المعادن الغذائية الرئيسية (بالإنجليزية: Macromineral)، وهي المعادن التي يجب أن يستهلكها الإنسان بكيمات كبيرة نسبياً؛ أي 100 ملغ يومياً على الأقل، إذ يساهم تناول الكميات الكافية من المغنيسيوم في الوقاية من العديد من المشاكل الصحية كالسكري، وأمراض القلب، كما يعود بفوائد عديدة على جسم الإنسان وبيان ذلك في ما يأتي:[٢]
- صحة العظام: يعتبر المغنيسيوم معدناً مهماً لصحة العظام وتشكّلها، إذ يساعد العظام على امتصاص الكالسيوم، ويلعب دوراً مهماً في تفعيل فيتامين د في الكلى والذي يُعتبر مهماً لصحة العظام، ومن الجدير بالذكر أنّ تناول الكميات الكافية من المغنيسيوم مرتبطٌ بزيادة كثافة العظام، كما أنه يرتبط بانخفاض احتمال إصابة النساء بهشاشة العظام، خصوصاً بعد سن اليأس.
- امتصاص الكالسيوم: من المعروف أن كلّاً من المغنيسيوم والكالسيوم مهمٌ لصحة العظام، ولكن من الممكن أن تزيد مستويات الكالسيوم المرتفعة في الدم خطر الإصابة بتكلّس الشرايين (بالإنجليزية: Arterial calcification)، وحصى كلى إذا لم يكن المغنيسيوم موجوداً، لذلك يجدر بأي شخصٍ يتناول مكملات الكالسيوم الغذائية أن يتناول أيضاً المغنيسيوم لضمان استقلاب الكالسيوم بالشكل الصحيح.
- السكري: يلعب المغنيسيوم دوراً مهماً في أيض الجلوكوز والكربوهيدرات، وبذلك يمكن لمستويات المغنيسيوم أن تؤثر في احتمالية الإصابة بمرض السكري، حيث أثبتت دراساتٌ عديدة ارتباط تناول كميات أكبر من المغنيسيوم مع انخفاض خطر الإصابة بالسكري، كما ترتبط مستويات المغنيسيوم المنخفضة في الجسم بضعف إفراز الإنسولين، وانخفاض حساسية الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin Sensitivity).
- صحة القلب: يُعتبر المغنيسيوم ضروريّاً للحفاظ على صحة القلب؛ إذ يرتبط تناول الكميات الكافية منه بانخفاض خطر إصابة الشخص بتصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis) ومرض ارتفاع ضغط الدم، حيث بيّنت دراسات أنّ المرضى الذين تناولوا مكملات المغنيسيوم بعد إصابتهم بنوبة قلبية (بالإنجليزية: Heart attack) قلّ خطر وفاتهم،ومن الجدير بالذكر أنّه قد يُستخدم المغنيسيوم أحياناً كجزءٍ من علاج فشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive heart failure) للتقليل من احتماليّة حدوث اضطراب النظم القلبي (بالإنجليزية: Arrhythmia).
- الصداع النصفي: (بالإنجليزية: Migraine headaches) حيث أشارت بعض الدراسات إلى إمكانية تخفيف المغنيسيوم لأوجاع الصداع أو الوقاية منه، إلا أنّ الجرعة أو الكمية الذي تلزم لتحقيق ذلك مرتفعة، لذلك تجب استشارة الطبيب عند الحاجة إليها.
- متلازمة ما قبل الحيض: (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome) إنّ تناول كميات كافية من المغنيسيوم وخصوصاً إن صاحبها تناول فيتامين ب6، أن يساهم في التخفيف من أعراض متلازمة ما قبل الحيض كالأرق، وانتفاخ الساقين، وزيادة الوزن.
مصادر المغنيسيوم
لا يصل معظم الأشخاص لكمية المغنيسيوم الموصى بها يومياً (وهي 400 ملغ)، وعليه فإنّ معرفة أهم مصادر المغنيسيوم وتناولها أن يساعد على الوصول لتلك الكمية، ومن هذه المصادر ما يأتي:[٣]
- الشوكولاتة الداكنة: تحتوي الشوكلاتة الداكنة على مستويات عالية من المغنيسيوم؛ حيث تحتوي الحصة الواحدة منها (28 غرام) على 64 ملغ مغنيسيوم، أي 16% من القيمة اليومية الموصى بها من المغنيسيوم، كما أنها غنيةٌ بالحديد، والمنغنيز، ومضادات الأكسدة.
- الأفوكادو: إذ تحتوي حبة الأفوكادو المتوسطة على 58 ملغ من المغنيسيوم، أي 15% من القيمة اليومية الموصى بها، كما تحتوي على البوتاسيوم، وفيتامين ب بأشكاله، وفيتامين ك، وعلى عكس معظم الفواكه فإنّ فاكهة الأفوكادو تحتوي على دهون مفيدة لصحة القلب.
- المكسرات: تعد المكسرات من الأغذية الغنية بالمغنيسيوم وخصوصاً اللوز، والكاجو، والمكسرات البرازيلية، إذ تحتوي الحصة الواحدة من الكاجو (28 غرام) على 82 ملغ مغنيسيوم، أي 20% من القيمة اليومية الموصى بها، كما أنّ معظم المكسرات غنية بالألياف، والدهون أحادية اللاإشباع (Monounsaturated fats).
- البقوليات: تعتبر عائلة البقوليات من الأغذية الغنية بالعديد من العناصر الغذائية ومنها المغنيسيوم، فكوب واحد من الفاصولياء السوداء على سبيل المثال يوفر 120 ملغ من المغنيسيوم، أي ما يعادل 30% من القيمة اليومية الموصى بها، كما أنّ البقوليات غنية بالحديد، والبوتاسيوم، وتعد مصدراً للبروتين بالنسبة للنباتيين.
- الحبوب الكاملة: لا شك أنّ الحبوب الكاملة تشكل مصدراً ممتازاً للعديد من العناصر الغذائية، كالسيلينيوم، وفيتامينات ب، والألياف، والمغنيسيوم، إذ توفر الحصة الواحدة من الحنطة السوداء الجافة 65 ملغ من المغنيسيوم، أيّ ما يعادل 16% من القيمة اليومية الموصى بها.
- الأسماك الدهنية: تحتوي بعض الأسماك الدهنية كالسلمون، والمكاريل على مستويات عالية من المغنيسيوم، حيث يحتوي 178 غم من السلمون على 53 ملغ من المغنيسيوم، أي 13% من القيمة اليومية الموصى بها، بالإضافة إلى أنها غنية بالبوتاسيوم، والسيلينيوم، وفيتامينات ب.
- الموز: يُعرف الموز على أنه غنيٌ بالبوتاسيوم، إلا أنه يحتوي على المغنيسيوم أيضاً، إذ تحتوي الموزة الكبيرة الواحدة على 37 ملغ من المغنيسيوم، أي ما يعادل 9% من القيمة اليومية الموصى بها.
- الخضراوات الورقية: إذ تحتوي العديد من الخضراوات الورقية كاللفت، والسبانخ على كميات كبيرة من المغنيسيوم؛ إذ يزوّد الكوب الواحد من السبانخ الجسم بـ157 ملغ من المغنيسيوم، أي ما يعادل 39% من القيمية اليومية الموصى بها.
المراجع
- ^ أ ب Franziska Spritzler (18-6-2017), "10 Evidence-Based Health Benefits of Magnesium"، www.healthline.com, Retrieved 30-11-2017. Edited.
- ^ أ ب Deborah Weatherspoon (25-9-2017), "Magnesium: Health benefits, sources, and risks"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 30-11-2017. Edited.
- ↑ Franziska Spritzler (18-6-2017), "10 Magnesium-Rich Foods That Are Super Healthy"، www.healthline.com, Retrieved 5-12-2017. Edited.