كيف تقيم الصلاة
معنى كل من الأذان والإقامة . كيفيّة إقامة الصّلاة . حكم الإقامة . المُدّة بين الأذان والإقامة . قصة الأذان . المراجع .
معنى كل من الأذان والإقامة
- الأذان في اللّغة: الإعلام بالشّيء[١]، قال الله عزَّ وجلَّ: (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ)،[٢]إعلام. [٣]وقوله عزَّ وجلَّ: (آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ)؛[٤] أي: أعلمتُكم فاستوينا في العلم.[٣]
- والأذان في الشّرع: الإعلام بوقت الصّلاة بألفاظ معلومة مخصوصة مشروعة.[٥]
- الإقامة في اللّغة: مصدر أقام، وأقام الشيء أي أدامه، وهو كما ورد في قوله عزَّ وجلَّ: (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ). [٦]
- الإقامة في الشّرع: هي الإعلام بشروعٍ في الصّلاة بألفاظ عيَّنها الشّارع، وامتازت عن الأذان بلفظ الإقامة.[٧]
كيفيّة إقامة الصّلاة
إنَّ الأذان الذي استمرّ عليه الصحابيّ الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه بين يدي رسول الله عليه الصّلاة والسّلام هو ما ثَبَت من حديث عبد الله بن زيد بن عبد، وصِفَتُه: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله)،[٨] والإقامة أيضاً في نفس هذا الحديث: (الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، قد قامت الصلاةُ، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله)،[٨] فيكون أذان بلال بوجود النبيّ عليه الصّلاة والسّلام خمس عشرة جملة، والإقامة إحدى عشرة جملة، ومّما يُؤكّد ذلك حديث أنس -رضي الله عنه- قال: (أُمِرَ بلال أن يشفع الأذان ويُوتر الإقامة، إلا الإقامة)،[٩] والمقصود أن يأتي بألفاظ الأذان مرتين مرتين لكل لفظة، أو أربعاً أربعاً لكل واحدة، ويُشتَرط في ذلك كونها شفعاً زوجيّةً، فشَفْعُ التّكبير في أول الأذان يعني أن يُلفَظ التّكبير أربع مرّات، أمّا شَفع غيره فيُشتَرط أن يأتي به مرّتين مرتين لكل لفظة، وهذا بالنّظر إلى الأغلب، وإلا فإنّ كلمة التّوحيد -لا إله إلا الله- التي في آخر الأذان، وفي آخر الإقامة مُفردةً بالاتّفاق، فتُذكَر مرّةً واحدةً فقط، والتّكبير في الإقامة وتر بالنسبّة إلى التّكبير الرباعيّ في الأذان، وكذلك يُكَرَّر في آخر الإقامة، ويُكرَّر لفظ الإقامة، وتُفرَد بقيّة الألفاظ حال الإقامة.
حكم الإقامة
ذهب الفقهاء في حكم الإقامة من حيث التكليف إلى قولين:
- القول الأول: الإقامة فرض كفاية؛ إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، وإذا تركوها أثموا جميعاً، وإلى هذا ذهب الحنابلة،[١٠]، وبعض الشافعية[١١] وتكون الإقامة في الصّلوات الخمس. استدلّ أصحاب هذا القول بأنّ الإقامة من شعائر الإسلام الظّاهرة، ومن تركها يُعتبر مُتهاون فيها، فكانت فرض كفاية كما هو الجهاد.
- القول الثّاني: الإقامة سُنّة مُؤكّدة، وإلى هذا ذهب المالكيّة،[١٢] والرّاجح عند الشافعيّة،[١١]، وهو الأصحّ عند الحنفيّة.[١٣] والمُراد بالسُنّة هي السّنن التي تُعتبر من شعائر الإسلام الظّاهرة المُتواترة، فمن تركها فقد أساء؛ وذلك لأنّ ترك السُنّة المُتواترة يُسبّب الإساءة وإن لم يكن من شعائر الإسلام، فهذا أولى.
المُدّة بين الأذان والإقامة
شُرِع الأذان للإعلام بدخول وقت الصّلاة، فلا بد من وجود وقت يتّسع الاستعداد للصّلاة وحضورها، وإلا لذهبت فائدة النداء، وفُوِّتَت صلاة الجماعة؛ فمن النّاس من يكون على طعامه أو شرابه، أو يقضي حاجته، أو يكون غير متوضّئ وقت النّداء للصّلاة؛ فإذا قام يتوضّأ فاتته الجماعة إذا لم يكن هناك فصل بين الأذان والإقامة. وقد روى عبد الله بن مغفل عن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام قال: (بينَ كلِّ أذانينِ صلاةٌ، بَينَ كلِّ أذانينِ صلاةٌ، بينَ كلِّ أذانينِ صلاةٌ، لمن شاءَ)،[١٤] والمقصود بالأذانين هنا الأذان والإقامة، ولا شك أن التمهّل بين الأذان والإقامة يُساعد على البِرّ والتّقوى المُستحبّين والمندوب إليهما.
قصة الأذان
عندما شُرِعَت الصّلاة كان من الضروريّ جَمع النّاس لها، وكان الصّحابة لا يجدون طريقةً لجمع النّاس من خلالها؛ فعند اليهود تُقرع النّواقيس للإخبار عن الصّلوات وجمع النّاس، وعند المسيحيّة تَقرَع الكنيسة أجراسها للإعلان عن الأمور الهامّة، كالاجتماعات، والصّلوات، والاحتفالات، والأعياد، والمُناسبات الدينيّة وغير ذلك، إلا أنّ الإسلام جاء بكل ما يُخالف تلك العادات والأعراف، فكان من الضروريّ إيجاد طريقةٍ جديدة يُدعَى المسلمون من خلالها للصّلاة والاجتماع عند الضّرورة، حتى جاء أمر الله عزَّ وجل، وجاءت البشارة على شكل رُؤيا رآها الصحابيّ الجليل أبو عبدالله بن زيد -رضي الله عنه- حيث يقول: (لمَّا أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بالنَّاقوسِ يُعمَلُ ليُضربُ به للنَّاسِ لجمعِ الصَّلاةِ طاف بي وأنا نائمٌ رجلٌ يحمِلُ ناقوسًا في يدِه فقلتُ: يا عبدَ اللهِ أتبيعُ النَّاقوسَ؟ قال: وما تصنعُ به؟ فقلتُ: ندعو إلى الصَّلاةِ، قال: أفلا أدُلُّك على ما هو خيرٌ من ذلك؟ فقلتُ له: بلَى، قال: فقال: تقولُ: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفلاحِ، حيَّ على الفلاحِ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، قال: ثمَّ استأخر عنِّي غيرَ بعيدٍ ثمَّ قال: ثمَّ تقولُ إذا أقمتَ الصَّلاةَ: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر، أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفلاحِ، قد قامت الصَّلاةُ، قد قامت الصَّلاةُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، فلمَّا أصبحتُ أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فأخبرتُه بما رأيتُ فقال: إنَّها لرؤيا حقٍّ إن شاء اللهُ، فقُمْ مع بلالٍ فألْقِ عليه ما رأيتَ فليُؤذِّنْ به فإنَّه أندَى صوتًا منك، فقمتُ مع بلالٍ فجعلتُ أُلقيه عليه ويُؤذِّنُ به، قال: فسمِع ذلك عمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه وهو في بيتِه، فخرج يجُرُّ رداءَه يقولُ: والَّذي بعثك بالحقِّ يا رسولَ اللهِ لقد رأيتُ مثلَ ما أُرِي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فللَّهِ الحمدُ).[١٥]
المراجع
- ↑ ابن الأثير (1974)، النهاية في غريب الحديث والأثر، بيروت: المكتبة العلمية ، صفحة 34، جزء 1.
- ↑ سورة التوبة ، آية: 3.
- ^ أ ب ابن قدامة (1968)، المغني، القاهرة: مكتبة القاهرة، صفحة 292، جزء 1.
- ↑ سورة الانبياء، آية: 109.
- ↑ عبد السلام الصنعاني ، سبل السلام، السعودية: دار الحديث، صفحة 177، جزء 1.
- ↑ سورة البقرة، آية: 3.
- ↑ محمد عميم الإحسان المجددي البركتي (2003)، التعريفات الفقهية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 33.
- ^ أ ب رواه الشوكاني، في نيل الأوطار، عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، الصفحة أو الرقم: 15/2.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 378، صحيح.
- ↑ إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبو إسحاق، برهان الدين (1997)، المبدع في شرح المقنع (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 275، جزء 1.
- ^ أ ب أحمد سلامة القليوبي وأحمد البرلسي عميرة (1995)، حاشيتا قليوبي وعميرة، بيروت: دار الفكر، صفحة 1422، جزء 1.
- ↑ عبيد الله بن الحسين بن الحسن أبو القاسم ابن الجَلَّاب المالكي (2007)، التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس - رحمه الله (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 60، جزء 1.
- ↑ محمد بن فرامرز بن علي الشهير بملا، درر الحكام شرح غرر الأحكام، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، صفحة 54، جزء 1.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن مغفل، الصفحة أو الرقم: 627، صحيح.
- ↑ رواه الوادعي، في صحيح دلائل النبوة، عن أبو عبدالله بن زيد، الصفحة أو الرقم: 353، حسن.