المولد النبوي
يحتفل المسلمون في معظم دول العالم الإسلامي سنوياً بالمولد النبوي لرسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- أي اليوم الذي ولد فيه أشرف الخلق وخاتم النبيين، والذي يصادف عند أهل السنة الثاني عشر من شهر ربيع الأول، يوم الإثنين.
يأتي هذا الاحتفال عند المسلمين من باب محبتهم الكبيرة للنبي محمد، وتعبيراً عن فرحتهم بيوم ولادته، وهو ليس عيداً رسمياً في الدين الإسلامي وإنما مناسبة دينية، يعقد فيها البعض مجالس لذكر محاسن النبي وخصاله الحميدة، كما يستذكرون العديد من قصص النبي محمد ومسيرته في الدعوة الإسلامية، ويؤدّون الأناشيد الدينية في مدح النبي عليه السلام، ويوزعون الحلوى والطعام لعامة الناس.
تحرص غالبية الدول الإسلامية والعربية على تعطيل الدوام الرسمي في البلاد احتفالاً بهذا اليوم السعيد، كما هو الحال في الأردن، وسوريا، وفلسطين، وليبيا، والعراق، والمغرب، والجزائر، وتونس، والإمارات، وسلطنة عمان وغيرها من الدول.
تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي
يعود الاحتفال بالمولد النبوي لأول مرة إلى الدولة الفاطمية في القرن السادس الهجري، حيث يقال بأن أول من احتفل رسمياً بهذه المناسبة حاكم أربيل في العراق وهو الملك المظفر؛ إذ أقام حفلاً كبيراً منظماً ورسمياً احتفالاً بمولد النبي محمد وتعبيراً عن مدى محبة المسلمين له، وهناك قول آخر بأن أول المحتفلين بالمولد النبوي كان في عهد الخليفة "المستعلي بالله"، حيث كان يتم توزيع الحلوى على جميع الناس في الشوارع، إضافة إلى توزيع الصدقات على الفقراء والمساكين في الدولة الفاطمية "العبيدية".
ثم توالى الاهتمام تباعاً في عهد الدولة الأيوبية والعثمانية بهذا اليوم السعيد، وكان تصرف لهذه المناسبة أموال طائلة من خزينة الدولة، حيث كان يتم فيها ترتيل القرآن على مسامع الناس، وعقد مجالس الذكر للنبي محمد-عليه السلام- وذكر بعض من سيرته وقصصه للناس، إضافة إلى توزيع الحلوى في نواحي الدولة.
الحكم الشرعي للاحتفال بالمولد النبوي
لا يزال الاحتفال بالمولد النبوي موضع جدلٍ للكثير من علماء الدين الإسلامي الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض؛ حيث يقول المؤيدون من علماء الدين أنه من البدع الحسنة والمحمودة التي تشجع الناس على ذكر النبي وسماع سيرته ومدحه وتفسير بعضٍ من أحاديثه النبوية دون زيادة على ذلك، ومن المؤيدين ابن الجوزي، والسيوطي، والسخاوي، وابن عابدين، والقسطلاني وغيرهم.
أما الفئة المعارضة فهي تؤكد بأن الاحتفال بدعة منكرة جملةً وتفصيلاً؛ وذلك لأنه لم يرد عن أي من الصحابة أوالتابعين أن احتفلوا بهذا اليوم، وهم أشد الناس حباً للنبي محمد، ولو كان بالاحتفال خير لكانوا أول من قاموا به، لذا فإن الاحتفال به غير مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، والله تعالى أعلم.