ما هو الفهد
الفهد (باللاتينيّة: Acinonyx jubatus) هو حيوان من القطط الكبيرة ينتمي إلى فصيلة السنوريّات، ويُعتَبر أحد أشهر أنواعها في العالم، يشتهر هذا الكائن بسرعته الشّديدة في الجري، حيث يُعدّ أسرع الثدييات التي تعيشُ على اليابسة في العالم أجمع، إذ يُمكن أن تصل سرعته في أقصاها إلى ما يُقارب 87 كيلومتراً في السّاعة. تصطاد الفهود عادةً خلال ضوء النّهار، وتعتمد على سرعتها الشّديدة لإمساك الطّرائد كبيرة الحجم، حيث تتنافس مع الأسود والنّمور على نفس النوعيّة من الفرائس. تختلف الفهود عن باقي السنوريّات بعدم قُدرتها على طوي مخالبها داخل أقدامها بالكامل، ممَّا يسمحُ لها بالتشبّث بالأرض بقوّة أثناء مُطاردة فرائسها. وهي تعيش حاليّاً في قارّة أفريقيا فقط، حيث انقرضت من معظم أماكن تواجدها السّابقة.[١] يُعتبر الفهد الأسيويّ عرضةً للانقراض؛ فقد كان عرضة للاصطياد من قِبَل الملوك الأوروبيّين والآسيويّين منذ العصور القديمة. عانت الفهود من الأسر منذ 3,000 سنة على الأقل، حيث تمّ ترويضها لأوّل مرة في عصر الحضارة السومريّة في العراق، إذ عُثِر على نقوش تُصوّرها وقد أُحيطت رقابها بحلقاتٍ معدنيّة وغُطِّيت رؤوسها للسّيطرة عليها. وفي نفس تلك الحقبة الزمنيّة كانت الفهود تُعتبر رمزاً للحُكم الملكيّ في مصر، ويشتهر العديد من الحُكّام التاريخيّين باحتفاظهم بأعدادٍ كبيرة من هذه الحيوانات بغرض المُتعة والتّسلية، ومن أهمّهم جنكيز خان، وشارلمان، وإمبراطور الهند أكبر (الذي يُقال أنه كان لديه تسعة آلاف فهد في قصره). استُعملت الفهود في مُختلف أنواع الرّياضيات؛ حيث كان يتمّ نقلها من مكانٍ للآخر بتغطية رؤوسها ومن ثمَّ حملها في عربات أو على ظهور الأحصنة، وكان الملوك يحتفظون في الأسر بأعداد كبيرة من هذه الحيوانات بين القرنين الرّابع عشر إلى السّادس عشر.[٢] زادت مُطاردة الفهود للإمساك بها أو قتلها في آسيا بصورة شديدة خلال القرن التاسع عشر، وتمّ نقلها من أفريقيا إلى الهند وإيران. في عام 1900 كان يعيش ما يُقدّر بحوالي 100,000 فهد في مُختلف أنحاء قارّة أفريقيا والبلاد العربيّة، لكن مُنذ ذلك الحين وخلال آخر مائة سنة تعرّضت الفهود للقتل وبيئاتها الطبيعيّة للتدمير في العديد من هذه المناطق. انقرضت الفهود الآن من جميع أنحاء العالم العربيّ، وهي لا زالت مُتواجدة في الكثير من البلدان الأفريقيّة، لكنّها مُهدّدة بالانقراض. يُقدّر عدد الفهود في العالم الآن بما يتراوح من 9,000 إلى 12,000 فهد، وهي تواجه خطر الانقراض بسبب تدمير بيئتها، وتضاؤل طرائدها، وقتل السُكّان البشر لها؛ لخوفهم من اعتدائها على قطعانهم من المواشي.[٢] مال علماء التّصنيف والأحياء مُنذ فترة طويلة لاعتبار الفهود نوعاً قائماً بذاته من السنوريّات، حيث تُظهر جيناتها أنّها انفصلت عن باقي أنواع القطط الكبيرة مُنذ فترة طويلة، ومنذ بداية القرن العشرين صُنِّف هذا الحيوان على أنّه نوع قائم بذاته ويتبعُ لجنسٍ خاصّ به. في المقابل، تنقسم الفهود إلى خمس سلالات أو أنواع فرعيّة تسكنُ كل واحدةٍ منها في منطقة جغرافيّة مُحدّدة من العالم؛ حيث تعيشُ كلّ واحدة من هذه السّلالات في أحد الأقاليم الآتية: جنوب أفريقيا، وشرق أفريقيا، ودولتا نجيريا والصومال، جنوب غربي أفريقيا، وشبه الجزيرة العربية إلى منتصف الهند (شاملةً إيران وباكستان). كما أنّ لبعض الفهود في جنوب أفريقيا نمطاً مُميّزاً من الرّقع السّوداء على فرائها، ولذلك كانت تُعرَف بالفهود الملكيّة (بالإنجليزيّة: King Cheetah) وتُصنّف على أنّها نوع مُستقلّ من الفهود، لكن تبيَّن لاحقاً أنّها تتبع لسلالة جنوب أفريقيا.[٢] تعيشُ هذه الحيوانات مدّةً تتراوحُ في البريّة من عشر سنوات إلى ما يقارب اثني عشرة سنة. يزن الفهد في المُتوسّط ما بين 35 إلى 65 كيلوغراماً، وأما طوله فيتراوح ما بين المتر إلى متر ونصف بالتّقريب من حيث الجسد، ومن حافة الرّأس إلى طرف الذّيل يُصبح متراً ونصفاً إلى أكثر من مترين. ومع أن الفهود ليست فعلاً أسرع الحيوانات في العالم كُلّه، إلا أنّها أفضلها جميعاً من حيث التّسارع؛ حيث إنّ لدى الفهد القدرة على الانتقال من حالة السّكون التامّ إلى الجري بسُرعة أكثر من تسعين كيلومتراً خلال 3 ثوانٍ فحسب، وهذا يعني أنّه قادر على تجاوز تسارعُ مُعظم السّيارات الحديثة في العالم بسهولة كبيرة. عدا عن ذلك، فإنّ رشاقة الفهود أثناء عدوُها بسرعتها الشّديدة تكون فائقةً، حيث إنّها تستطيع التوقّف والالتفاف بشكل مُفاجئ في اتّجاهها دون أيّة صعوبات.[٣] ورغم ذلك فإن لسُرعة الفهود معوّقاتها، حيث أنها لا تستطيع المحافظة عليها لأكثر من 200 إلى 300 متر، ومن ثم تنخفضُ سرعتها بشكل كبير جداً.[١] يتكوّن النّظام الغذائيّ للفهود من مجموعة واسعة من الفرائس، وهي كائنات لاحمة بالكامل، حيث تعيش على اصطياد وقتل الحيوانات الأخرى. من أهمّ الفرائس التي تُطاردها الفهود الظّباءَ مُتوسّطة الحجم والغزلان، ففي مناطق السّهول في أفريقيا يتكوَّن معظم غذاء الفهد من مثل هذه الكائنات، خصوصاً بالنّسبة للإناث. وأمّا ذكور الفهود فهي تعيش أحياناً في مجموعات، وعندها تستطيع اصطياد حيواناتٍ كبيرة الحجم جدّاً، مثل جاموس النّو. تميل الفهود للبحث عن فريستها في النّهار تجنّباً للتّنافس مع كائنات مُفترسة أخرى تصطاد ليلاً، مثل الأسود والضّباع. تقتل الفهود الحيوانات الأخرى بالانقضاض عليها وعضّ أعناقها من عند الحنجرة لتختنق وتموت.[١] تعيش الفهود في أقاليم السّافانا المفتوحة كليّاً أو جُزئيّاً، كما قد تتواجد في الأحراش الجافّة والغابات المفتوحة والأقاليم شبه الصحراويّة، وتعتمد الفهود على الأعشاب الطّويلة للتّمويه والاختباء خلفها عند عمليّة الصّيد، وتُعتبر من الحيوانات النهاريّة التي تعيش مُعظم فترة نشاطها في ضوء الشّمس.[١] عادة ما تحمل أنثى الفهد ثلاثة جِراء في المرّة الواحدة، وتعيشُ معهم فترةً قد تصلُ إلى سنتين كاملتين لترعاهم وتُعلّمهم كيفيّة الصّيد والبقاء. وتُرافق الأشبال أمَّها خلال هذه الفترة عندما تخرج للصّيد كي تتعلم وتُتقن الحصول عل
الفهد
الفهد (باللاتينيّة: Acinonyx jubatus) هو حيوان من القطط الكبيرة ينتمي إلى فصيلة السنوريّات، ويُعتَبر أحد أشهر أنواعها في العالم، يشتهر هذا الكائن بسرعته الشّديدة في الجري، حيث يُعدّ أسرع الثدييات التي تعيشُ على اليابسة في العالم أجمع، إذ يُمكن أن تصل سرعته في أقصاها إلى ما يُقارب 87 كيلومتراً في السّاعة.
تصطاد الفهود عادةً خلال ضوء النّهار، وتعتمد على سرعتها الشّديدة لإمساك الطّرائد كبيرة الحجم، حيث تتنافس مع الأسود والنّمور على نفس النوعيّة من الفرائس. تختلف الفهود عن باقي السنوريّات بعدم قُدرتها على طوي مخالبها داخل أقدامها بالكامل، ممَّا يسمحُ لها بالتشبّث بالأرض بقوّة أثناء مُطاردة فرائسها. وهي تعيش حاليّاً في قارّة أفريقيا فقط، حيث انقرضت من معظم أماكن تواجدها السّابقة.[١]
تاريخ الإنسان والفهود
يُعتبر الفهد الأسيويّ عرضةً للانقراض؛ فقد كان عرضة للاصطياد من قِبَل الملوك الأوروبيّين والآسيويّين منذ العصور القديمة. عانت الفهود من الأسر منذ 3,000 سنة على الأقل، حيث تمّ ترويضها لأوّل مرة في عصر الحضارة السومريّة في العراق، إذ عُثِر على نقوش تُصوّرها وقد أُحيطت رقابها بحلقاتٍ معدنيّة وغُطِّيت رؤوسها للسّيطرة عليها. وفي نفس تلك الحقبة الزمنيّة كانت الفهود تُعتبر رمزاً للحُكم الملكيّ في مصر، ويشتهر العديد من الحُكّام التاريخيّين باحتفاظهم بأعدادٍ كبيرة من هذه الحيوانات بغرض المُتعة والتّسلية، ومن أهمّهم جنكيز خان، وشارلمان، وإمبراطور الهند أكبر (الذي يُقال أنه كان لديه تسعة آلاف فهد في قصره). استُعملت الفهود في مُختلف أنواع الرّياضيات؛ حيث كان يتمّ نقلها من مكانٍ للآخر بتغطية رؤوسها ومن ثمَّ حملها في عربات أو على ظهور الأحصنة، وكان الملوك يحتفظون في الأسر بأعداد كبيرة من هذه الحيوانات بين القرنين الرّابع عشر إلى السّادس عشر.[٢]
زادت مُطاردة الفهود للإمساك بها أو قتلها في آسيا بصورة شديدة خلال القرن التاسع عشر، وتمّ نقلها من أفريقيا إلى الهند وإيران. في عام 1900 كان يعيش ما يُقدّر بحوالي 100,000 فهد في مُختلف أنحاء قارّة أفريقيا والبلاد العربيّة، لكن مُنذ ذلك الحين وخلال آخر مائة سنة تعرّضت الفهود للقتل وبيئاتها الطبيعيّة للتدمير في العديد من هذه المناطق. انقرضت الفهود الآن من جميع أنحاء العالم العربيّ، وهي لا زالت مُتواجدة في الكثير من البلدان الأفريقيّة، لكنّها مُهدّدة بالانقراض. يُقدّر عدد الفهود في العالم الآن بما يتراوح من 9,000 إلى 12,000 فهد، وهي تواجه خطر الانقراض بسبب تدمير بيئتها، وتضاؤل طرائدها، وقتل السُكّان البشر لها؛ لخوفهم من اعتدائها على قطعانهم من المواشي.[٢]
أنواع الفهود
مال علماء التّصنيف والأحياء مُنذ فترة طويلة لاعتبار الفهود نوعاً قائماً بذاته من السنوريّات، حيث تُظهر جيناتها أنّها انفصلت عن باقي أنواع القطط الكبيرة مُنذ فترة طويلة، ومنذ بداية القرن العشرين صُنِّف هذا الحيوان على أنّه نوع قائم بذاته ويتبعُ لجنسٍ خاصّ به. في المقابل، تنقسم الفهود إلى خمس سلالات أو أنواع فرعيّة تسكنُ كل واحدةٍ منها في منطقة جغرافيّة مُحدّدة من العالم؛ حيث تعيشُ كلّ واحدة من هذه السّلالات في أحد الأقاليم الآتية: جنوب أفريقيا، وشرق أفريقيا، ودولتا نجيريا والصومال، جنوب غربي أفريقيا، وشبه الجزيرة العربية إلى منتصف الهند (شاملةً إيران وباكستان). كما أنّ لبعض الفهود في جنوب أفريقيا نمطاً مُميّزاً من الرّقع السّوداء على فرائها، ولذلك كانت تُعرَف بالفهود الملكيّة (بالإنجليزيّة: King Cheetah) وتُصنّف على أنّها نوع مُستقلّ من الفهود، لكن تبيَّن لاحقاً أنّها تتبع لسلالة جنوب أفريقيا.[٢]
الخصائص الأحيائيّة للفهد
تعيشُ هذه الحيوانات مدّةً تتراوحُ في البريّة من عشر سنوات إلى ما يقارب اثني عشرة سنة. يزن الفهد في المُتوسّط ما بين 35 إلى 65 كيلوغراماً، وأما طوله فيتراوح ما بين المتر إلى متر ونصف بالتّقريب من حيث الجسد، ومن حافة الرّأس إلى طرف الذّيل يُصبح متراً ونصفاً إلى أكثر من مترين. ومع أن الفهود ليست فعلاً أسرع الحيوانات في العالم كُلّه، إلا أنّها أفضلها جميعاً من حيث التّسارع؛ حيث إنّ لدى الفهد القدرة على الانتقال من حالة السّكون التامّ إلى الجري بسُرعة أكثر من تسعين كيلومتراً خلال 3 ثوانٍ فحسب، وهذا يعني أنّه قادر على تجاوز تسارعُ مُعظم السّيارات الحديثة في العالم بسهولة كبيرة. عدا عن ذلك، فإنّ رشاقة الفهود أثناء عدوُها بسرعتها الشّديدة تكون فائقةً، حيث إنّها تستطيع التوقّف والالتفاف بشكل مُفاجئ في اتّجاهها دون أيّة صعوبات.[٣] ورغم ذلك فإن لسُرعة الفهود معوّقاتها، حيث أنها لا تستطيع المحافظة عليها لأكثر من 200 إلى 300 متر، ومن ثم تنخفضُ سرعتها بشكل كبير جداً.[١]
النّظام الغذائيّ
يتكوّن النّظام الغذائيّ للفهود من مجموعة واسعة من الفرائس، وهي كائنات لاحمة بالكامل، حيث تعيش على اصطياد وقتل الحيوانات الأخرى. من أهمّ الفرائس التي تُطاردها الفهود الظّباءَ مُتوسّطة الحجم والغزلان، ففي مناطق السّهول في أفريقيا يتكوَّن معظم غذاء الفهد من مثل هذه الكائنات، خصوصاً بالنّسبة للإناث. وأمّا ذكور الفهود فهي تعيش أحياناً في مجموعات، وعندها تستطيع اصطياد حيواناتٍ كبيرة الحجم جدّاً، مثل جاموس النّو. تميل الفهود للبحث عن فريستها في النّهار تجنّباً للتّنافس مع كائنات مُفترسة أخرى تصطاد ليلاً، مثل الأسود والضّباع. تقتل الفهود الحيوانات الأخرى بالانقضاض عليها وعضّ أعناقها من عند الحنجرة لتختنق وتموت.[١]
السّلوك
تعيش الفهود في أقاليم السّافانا المفتوحة كليّاً أو جُزئيّاً، كما قد تتواجد في الأحراش الجافّة والغابات المفتوحة والأقاليم شبه الصحراويّة، وتعتمد الفهود على الأعشاب الطّويلة للتّمويه والاختباء خلفها عند عمليّة الصّيد، وتُعتبر من الحيوانات النهاريّة التي تعيش مُعظم فترة نشاطها في ضوء الشّمس.[١]
عادة ما تحمل أنثى الفهد ثلاثة جِراء في المرّة الواحدة، وتعيشُ معهم فترةً قد تصلُ إلى سنتين كاملتين لترعاهم وتُعلّمهم كيفيّة الصّيد والبقاء. وتُرافق الأشبال أمَّها خلال هذه الفترة عندما تخرج للصّيد كي تتعلم وتُتقن الحصول على الغذاء. من المُمكن أن تعيش ذكور الفهد وحيدةً أو في مجموعات صغيرةٍ.[٣]