يوم الحشر
يوم الحشر هو اليوم الذي يبعث الله فيه الخلائق جميعاً، ابتداءً بآدم عليه السّلام إلى آخر مخلوقٍ على الأرض، لا يتخلّف أحد، من مات منهم على فراشه أو مقتولاً أو غريقاَ، أو ابتلعته الوحوش، كمن أكله تمساحٌ أو أسدٌ أو ابتلعته أفعى، أو نهشه الطّير، أو من أحرقته النار، حتى الجنين في بطن أمه، والموؤودة، يعيد اللّه خلقهم من كما خلقهم أول مرةٍ، من عجب الذنب، وهو جزءٌ من عظام الإنسان، خلق منه الإنسان وسيعود فيه ثانية وهو القدير العزيز، ويتم ذلك عند النفخة الثانية، نفخةً يسمعها أهل الأرض وأهل السماء، فعند النفخة الأولى يموت كل من في الأرض إلى حين النفخة الثانية، حيث يأمر الله مَلَكاً يدعى اسرافيل، فينفخ في البوق أو السور.
ينادي المنادي أهل الأرض والسماء بأن يقومو ويقفو أمام اللّه عزَّ وجلّ، وإنّ أوّل من يخرج من قبره، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وسكون بانتظاره ما يزيد عن سبعين ألف من الملائكة، ويطلب عليه السلام من اللّه الرحمة والمغفرة لأمته.
أرض المحشر
أرض المحشر هي بلاد الشام كما أخبرنا نبينا الكريم،حيث قال: (هاهنا تحشرون، هاهنا تحشرون، هاهنا تحشرون - ثلاثاً - ركباناً، ومشاة، وعلى وجوهكم) قال ابن أبي بكير: فأشار بيده إلى الشام فقال: إلى هاهنا تحشرون.
وصف الناس في يوم الحشر
وصف النبي -صلى الله عليه وسلم - بأنها أرضٌ مستوية، لا جبال ولا وديان فيها، فالله تعالى ينسف الجبال، ويذرها، ويحشر الناس جميعاً عراةً حفاةً غير مختونين، فلا ينظر أحدهم إلى سوءة الآخر؛ لأنّ يومئذٍ كلٌ لديه مايشغله، فيكون ينظر ما مصيره، ويأتي الناس منهم من يركب، وهو من شغله دين الله، وحمل هم الرسالة، وعمل صالحاً في حياته، فعمله الذي أتعبه في الدنيا يركبه يوم الحشر، ومنهم من يمشي على قدميه، وهم من كان يعمل صالحا وسيئاً، ومنهم من يجر على بطنه،أو على وجهه وهو من كان يأكل اموال الناس بغير حق، وظلم وبغى، ويحشر بعضهم أصم أبكم، وهو من كان يأكل الربا، وبعضهم أعمى من كان يجور في حكمه، ويُحشر الناس على ما ماتو عليه، فمن مات ذاكراً لله، يأتي يوم الحشر يذكر الله عزّ وجلّ، ومن مات وهو يقرأ القرآن يحشر يقرأُ القرآن، وتحشر الحيوانات أيضاً، حيث لبعضها حقٌ على بني آدم، كما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم - عن المرأة التي دخلت النار؛ بسبب أنّها حبست القطة ولم تطعمها ولم تسقيها.
أهمية يوم الحشر
الحشر هو عدلٌ ربانيّ، فلولا وجوده لما تحاسب الظالم على ظلمه، ولما أُثيب الصالح على صلاحه، فيأتي يوم الحشر فيأخذ كل ذي حقٍ حقه. رزقنا الله وإياكم النجاة من أهوال يوم الحشر،وثبتنا على دينه، وثبّت أقدامنا على الصراط المستقيم، وجعلنا من أهل الجنة.