كتابة الشعر
إنّ كتابة الشعر ونظم القوافي ليس بالأمر السهل؛ ولا يستطيع جميع الناس، وإن أحبّوا الشعر أن يكتبوه، ومن يستطع كتابة الشعر يتدرج في أسلوبه، وإمكانيّاته اللغوية، والوصفيّة، أو التصويريّة؛ فالقصيدة التي يكتبها الشاعر، أو الموهوب في عمر السابعة عشر عاماً، ليست كالقصيدة التي يكتبها ذات الشخص في عمر الثلاثين مثلاً.
يمر الشاعر بمراحل عديدة حتى يصل للمرحلة التي يُنادى بها شاعراً، ويمنحه هذا اللقب أهل الثقافة والفكر؛ ويستزيد الشاعر بكثيرٍ من الأمور التي تجعله شاعراً واثق النظم، ومتمكناً فيما يقول؛ وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
خطوات لتصبح شاعراً متمكناً
التأكد من الموهبة
على الشخص الذي يشعر برغبته الحقيقيّة بأن يكون شاعراً متمكناً، أن يتأكد أولاً أنّه يملك الموهبة لذلك؛ فكتابة الشعر ليست مهارة عمليّة تتطور مع الممارسة والتدريب، بل هي موهبة فطريّة؛ يتأتى لصاحبها تطويع اللغة، وتشكيل الكلمات بذائقةٍ فنيةٍ عالية، وصبغها بإحساسه المُرهف؛ بطريقةٍ لا يستطيع أحدٌ تفسيرها.
تطوير الموهبة
إنّ امتلاك الموهبة لا يعني الوصول لمرحلة التمكن الشعري؛ فكم هي المواهب التي ذهبت أدراج الرياح؛ لأنّ أصحابها لم يرعوها حق رعاية؛ ويكون تطوير الموهبة عن طريق العديد من الأمور أبرزها؛ القراءة والمطالعة الحثيثة؛ فقراءة الكتب تنمّي لغة الشاعر، وترفع من مستوى حسّه الثقافي والفكري، تجاه العديد من الأمور في الحياة، كما تجعل من لحظة نظمه للشعر تلقائيةً أكثر.
البحث لدى الآخرين
يحتاج الشاعر الذي يريد أن يصبح شاعراً مُتمكناً؛ الاطلاع على تجارب الشعراء المبدعين، والبحث بكل الوسائل الممكنة عن مفاتيح نجاحهم، والاستفادة منها، ويشمل هذا الأمر أيضاً تقليد بعض الشعراء في أشعارهم، ولا نقصد عنها الاقتباس من كلماتهم؛ بل محاولة النظم على هوى قصائدِهِم.
كأن تكتب شاعرة - تميل للحديث عن حق المرأة في تقرير مصيرها، والنيل من التخلف - قصيدةً تُشابه فيها ما تكتبه الشاعرة الكويتية سعاد الصباح مثلاً؛ لكن ذلك التقليد يجب أن يكون مؤقتاً؛ لغاية استفزاز لغة الشاعر المُقلِد، وحث قدراته المكنونة على البروز، وفيما بعد يُشكل لنفسه نهجاً شعريّاً خاصّاً به.
التمكن اللغوي
ليس من المعقول أن يصير الشاعر كذلك، دون معرفة أساليب لغته، وقواعدها النحويّة، وأساليبها الوصفيّة، والبلاغيّة؛ كالتشبيه والاستعارة والمجاز وغيرها؛ لأنّ النظم وإن صح من حيث القافية، يجب أن يتضمن جمالاً لغويّاً، يشعر باختلافه القارئ عن الكلام العادي، وإلا لما سُمي الشعر شعراً.
المشاركة الثقافية
من يُريد الشعر يبحث عن الأماكن التي يجتمع الناس لأجل سماعه، والاتصال بمعانيه العميقة؛ وهناك العديد من الندوات الثقافية التي تُعقد خلالها أمسيات الشعر؛ كما توجد العديد من روابط الشعراء؛ التي يمكن تعزيز التواصل معها، لتسهيل تواصل الشاعر مع الناس، وذلك حين يشعر المرء أن نضجه الشعري قد اكتمل.