يمر على الإنسان الكثير من اللحظات المميزة والجميلة، وأهمها لحظة غروب الشمس عبر الأفق والتي تشكل لوحة خلابة ومتناسقة الألوان، وهي من المناظر الطبيعية التي تمنح كل من يشاهدها شعوراً بالراحة والطمأنينة وهدوء النفس، وتعطي انطباعاً بأن غداً أجمل.
غروب الشمس هو ذلك الوقت الذي تختفي فيه الشمس تحت خط الأفق في جهة الغرب من نصف الكرة الأرضية، ويعتقد الكثيرون بأنّ الغروب يختلف عن الغسق والذي يعبر عن وقت دخول الظلام حيث يختفي الشفق الأحمر من السماء.
عندما تبدأ الشمس بالاختفاء بين الغيوم، تنتشر أشعتها كالخيوط المضيئة والتي تتميز بألوانها الرائعة والتي تغطي السماء حينها، ومع اختفائها تدريجياً يبدأ الظلام بالحلول لتأتي ساعات الليل بما تحمله من سكون ليأخذ الإنسان قسطاً كبيراً من الراحة، والتي تساعده في استقبال يومه الجديد بطاقة وحيوية ونشاط.
يستغل العديد من الناس لحظات الغروب ليختلوا إلى أنفسهم قليلاً من الوقت لمراجعة النفس والتفكير ببعض الخطط المستقبلية بهدوء ودون أي ضغوطات، كما يستغلها البعض لالتقاط الصور التذكارية الجميلة والمميزة خصوصاً مع من يحب من الناس، ولهذا الوقت تحديداً أجواءً رومانسية تثير في النفس الشجن وفي القلب العواطف والأحاسيس، فقال أحمد عرابي الأحمد عن الغروب ما يلي:
تأمَّلتُ الغروبَ ففاضَ حِسِّي
- وأسْمعتُ الفؤادَ قصيدَ شمْسِ
أناجيها: ألا يا شمسُ بوحي
- لعلِّي أن أغادِرَ صَمْتَ حبْسي
من أجمل صور الغروب أيضاً عندما يكون على البحر حيثُ تنعكس أشعة الشمس البرتقالية المائلة للحمرة على الأمواج لتعطي صورةً جميلة ومميزة، حيثُ تظهر الأشعة وكأنها تنتقل مع الأمواج، وكأن البحر والشمس يتهامسان معاً بخجل، فكيف يمكن أن تُنسى هذه اللحظات العظيمة، والتي يتغنى بها الشعراء في أشعارهم والفنانون في لوحاتهم وأعمالهم الفنية.
وأخيراً نقف عاجزين أمام قدرة الله سبحانه وتعالى على خلق هذا الكون البديع بما فيه من ظواهر طبيعية تأسر النفس من شدة جمالها وروعتها، ففي الغروب تغيب الشمس لتودع الأرض ببطء شديد وتنشر أشعتها الحمراء الجميلة في السماء وبين الغيوم، وكأنها تخبرنا بأن لنا لقاء قريب، وتجمع نورها وتغرب بعيداً لترحل ككل يوم، وتعود مرة أخرى في اليوم التالي لتشرق من جديد معلنةً ابتداء يوم جديد بأحداث جديدة وجميلة.
تغيب الشمس كل يوم لتعطي الإنسان درساً بأن لكل بداية نهاية، كذلك هي رحلتنا لا شك يوماً ستنتهي لذلك يجب علينا رسم حياتنا جيداً لتكون النهاية كما نشاء.