نقص الحديد
يُعتبر الحديد أحد المعادن التي يحتاجها جسم الإنسان، فهو يُشكّل أحد مكوّنات الخلايا والعديد من الإنزيمات، كما أنّه جزء من الهيموغلوبين؛ إذ يحمل الحديد الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم، إضافة إلى ما سبق فإنّ الحديد يساعد العضلات على تخزين واستخدام الأكسجين، وفي الحقيقة قد يُصاب العديد من الأشخاص بنقص الحديد، والذي يُمثل أكثر أشكال نقص التغذية شيوعاً، وبحسب الإحصائيّات يُمثل نقص الحديد السبب الرئيسي لفقر الدم في الولايات المتحدة، ويُعزى حدوثه إلى زيادة حاجة الجسم إلى الحديد، أو انخفاض امتصاصه، أو انخفاض كمية الحديد التي يتمّ أخذها.[١]
أعراض نقص الحديد
في الحقيقة تختلف العلامات والأعراض الدّالة على الإصابة بنقص الحديد اعتماداً على العديد من العوامل؛ بما في ذلك شدّة فقر الدم، ومدى سرعة تطوّره، وعمر المريض، وحالته الصحية، وفي بعض الحالات قد لا يُعاني المريض من أيّة أعراض ظاهرة، وفيما يأتي بيان لأبرز الأعراض التي قد تُصاحب الإصابة بنقص الحديد:[٢]
- الشعور بالتّعب غير العادي: ويُمثل ذلك أكثر أعراض نقص الحديد شيوعاً، إذ يؤثر نقص الحديد في كمية الهيموغلوبين في الجسم، وهذا بحدّ ذاته يتسبّب بنقصان كمية الأكسجين الواصلة إلى الأنسجة والعضلات، ممّا يحول دون حصولها على الطاقة التي تحتاجها، إضافة إلى ما سبق فإنّ هذه الحالة تُجبر القلب على العمل بجدّ أكثر لتحريك المزيد من الدم الغنيّ بالأكسجين حول الجسم، مما قد يزيد من الشعور بالتعب.
- الشحوب: قد يظهر الشحوب لدى الأشخاص الذين يُعانون من نقص الحديد في جميع أنحاء الجسم، أو قد يقتصر على منطقة واحدة من الجسم؛ مثل الوجه، أو اللثة، أو المنطقة الداخلية للشفاه، أو الجفون السفلية، أو الأظافر، ويُمكن تفسير الشحوب بأنّ انخفاض مستويات الحديد يُقلل من احمرار الدم نظراً لانخفاض كمية الهيموغلوبين المسؤولة عن منح خلايا الدم الحمراء لونها الأحمر، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشحوب يُعتبر أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم المتوسط الشدة إلى الشديد.
- ضيق التّنفس: كما ذكرنا سابقاً إنّ انخفاض الحديد يقلل من كمية الهيموغلوبين، وهذا بحدّ ذاته يُقلّل كمية الأكسجين في الجسم، ممّا يحول دون حصول العضلات والأنسجة على الكمية التي تحتاجها، ولذلك يحاول الجسم الحصول على المزيد من الأكسجين من خلال زيادة معدل التنفس، وبالتالي فهو يؤثر في قدرة الإنسان على أداء أنشطته الطبيعية.
- الصداع والدوخة: في الحقيقة يُعتبر كلاهما أقل شيوعاً مُقارنة بالأعراض الأخرى، ويُفسّر حدوثهما بأنّ نقص الحديد يقلل من كمية الأكسجين الواصلة إلى الدماغ، ممّا يؤدي إلى انتفاخ الأوعية الدموية في الدماغ؛ وبالتالي الشعور بالضغط والصّداع.
- خفقان القلب: كما وضّحنا سابقاً فإنّ نقص الحديد يؤثر في عمل القلب، ممّا يتسبّب بعدم انتظام ضربات القلب، أو الشعور بأنّ القلب ينبض بسرعة وبشكلٍ غير طبيعيّ، وفي الحالات الخطيرة قد يؤدي ذلك إلى تضخّم عضلة القلب، أو النّفخة القلبية (بالانجليزية: Heart murmur)، أو فشل القلب، وفي الحقيقة يُعتبر هذا العَرض أقل شيوعاً؛ بحيث يظهر عند الإصابة بنقص الحديد لفترات طويلة.
- جفاف وتلف الشعر والبشرة: ويُعزى ذلك إلى انخفاض كمية الأكسجين التي تُغذي الشعر والبشرة، وقد ترتبط الحالات الشديدة من نقص الحديد بتساقط الشعر بمعدل أكثر من الطبيعيّ.
- انتفاخ وتقرّح اللسان والفم: قد تظهر علامات أخرى على اللّسان؛ منها الالتهاب أو الشحوب، ويُعزى ذلك إلى انخفاض مستويات الهيموغلوبين المُرتبطة بنقص الحديد، كما قد تتسبّب هذه الحالة بجفاف الفم، وظهور تقرّحات الفم، أو شقوق تقرّحيّة حمراء في زوايا الفم.
- متلازمة تململ الساقين: وتتمثل هذه المتلازمة بوجود رغبة قوية لدى الشخص بتحريك قدميه أثناء فترات الراحة؛ وخاصّة ليلاً، وقد يُصاحبُها خدر أو حكّة في القدمين والساقين، واستناداً إلى الإحصائيّات فإنّ ما نسبته 25% من الأشخاص الذين يُعانون من متلازمة تململ الساقين يُعتقد بأنّهم مُصابين بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وممّا ينبغي التنبيه إليه أنّ هُناك علاقةً طردية بين شدّة نقص الحديد ومدى سوء الأعراض التي تظهر على الشخص.
- تقعر الأظفار: (بالإنجليزية: Koilonychia)، إذ يُعاني المُصابين بنقص الحديد من هشاشة الأظافر وتغيّر شكلها، بحيث تتّخذ شكل الملعقة، ويُذكر بأنّ هذه الحالة تظهر في الحالات الشديدة من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
-
العلامات والأعراض الأخرى: ومنها:
- زيادة الرغبة تجاه أنواع مُعينة من الأطعمة.
- الشعور بالقلق.
- برودة اليدين والقدمين.
- التعرّض للعدوى بشكلٍ مُتكرر.
أسباب نقص الحديد
يُعتبر تحديد السبب الدقيق الذي أدّى إلى حدوث نقص الحديد أمر في غاية الأهمية، إذ إنّ الخطّة العلاجية تعتمد على المُسبّب الذي أدّى إلى حدوث نقص الحديد، وفيما يأتي بيان لأبرز الأسباب المُحتملة لنقص الحديد:[٣]
- عدم تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية بالحديد: في الحقيقة لا يُمكن للجسم إنتاج الحديد بينما بإمكانه تخزينه، وهذا ما يجعل الشخص بحاجة إلى تناول الأطعمة الغنية بالحديد لتحقيق احتياجاته منه؛ ومن أبرز هذه الأطعمة اللحوم الحمراء وبعض الخضروات، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الفئات تحتاج إلى الحديد أكثر من غيرها نظراً لطبيعة المرحلة التي يمرّون بها والتي تتطلب ذلك، مثل: الأطفال، والنّساء الحوامل، والمُرضعات، والنّساء في عمر الطمث، والمراهقين وخاصّة الفتيات.
- اضطرابات في امتصاص الحديد: في الحقيقة يتمّ امتصاص الحديد الموجود في الأطعمة من خلال المعدة والأمعاء، وتؤدي الإصابة ببعض المشاكل الصحية أو الخضوع لجراحة في المعدة إلى التأثير في كمية الحديد التي يتمّ امتصاصها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجسم يُواجه صعوبة في امتصاص الحديد الموجود في الأطعمة النباتية أكثر من الحديد الموجود في الأطعمة الحيوانية.
- النزيف: غالباً ما يُصاحب فقدان الدم فقدان الحديد، وفيما يتعلّق بالأسباب الرئيسية لفقدان كميات كبيرة من الدم؛ فهي تتمثل بغزارة الطمث، أو نزيف المعدة أو الأمعاء الناجم عن تناول أدوية مُعينة كالأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) أو غيرها من الأدوية المُضادة للالتهابات، أو القروح، أو أورام الأمعاء الحميدة أو السرطانيّة.
- الأسباب الأخرى: وتتضمن التبرّع بالدم بشكلٍ منتظم، أو فقدان الدم الناجم عن الخضوع للجراحة، أو الإصابة بأنواع مُعينة من أمراض الأمعاء، مثل: أمراض الأمعاء الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، أو الإصابة بعدوى الطفيليات، مثل: الديدان الشصيّة (بالإنجليزية: Hookworm).