عيد الأم
عيد الأم أو يوم الأم هو احتفال ظهر في بداية القرن العشرين لتكريم الأمهات، وبيان أهمية وجودهنَّ في المجتمع، وبدأت فكرته من المجتمع الغربي والأوربي بعد ما وجد العديد من كبار وسادة المجتمع أن الأبناء يهملون أمهاتهم، ولا يقومون بالرعاية والواجبات الضرورية لهم، حيث بيَّن العلماء أنه ابتكار أمريكي، وليس له أي علاقة بالاحتفالات المتعلقة بالأمومة منذ آلاف السنين مثل عبادة اليونان لكوبيلي، وعيد الرومان لهيلريا.
طقوس عيد الأم
العصر القديم
احتفل الناس بعيد الأم منذ القدم، واتخذ الاحتفال مظاهر وطقوساً متعددة؛ لأن الاعتقاد بوجود الآلهة كان بداية الاحتفال بيوم الأم عند الإنسان البدائي، حيث بينت الأسطورة وجود إلهين في الأرض؛ أحدهما ذكر والآخر أنثى، وبحسب الأسطورة حرك الإلهان قرص الشمس في السماء منذ أكثر من سبعة آلاف عام، وأُضيفت بعد ذلك المعاني والرموز الخاصة بالأمهات، لهذا اعتقدوا أن السماء والأرض هي أم جميع الآلهة، مما أدَّى إلى تخصيص يوم لتكريم الأم، والاحتفال بها، وتقديم القرابين من أجلها.
وكذلك الأمر بالنسبة للرومان الذين كانوا يحتفلون بأم جميع الآلهة التي تُسمى ماجنا ماتر؛ أي الأم العظيمة، حيث قدس الرومان الماجنا، وبنوا لها معبداً خاصاً سمي بتل بالاتين، وخلال العهد الفرعوني قدس الفراعنة الأم إلى أقصى حد، وكان من أشهر الأمهات في عصرهم أيزيس التي كانت أختاً ووزيرة وزوجة لأوزوريس.
العصر الإسلامي
حظيت الأم بمكانة مهمة ومرموقة في العصر الإسلامي، ولم يكن أي يوم محدد للاحتفال بها على أساس أنّ الاهتمام والعناية بالوالدين يجب أن يكون بشكلٍ يومي وليس ليوم واحد، حيث قال تعالى في كتابه : (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [الإسراء: 23].
كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالأمهات، وأمر بالإحسان إلى الوالدين، والرفق بهم، والتعامل معهم معاملة حسنة، وبيَّن الرسول في كثير من الأحاديث فضل وأهمية الوالدين، كما ميَّز الأم، حيث جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك) [صحيح البخاري].
العصور الوسطى
اتخذ الاحتفال بعيد الأم في العصور الوسطى طقوساً وشكلاً جديداً وحديثاً، حيث ارتبط بأبناء الأسر الفقيرة الذين كانوا يعملون ويجتهدون لتوفير القوت، ولم يكن للأطفال والأبناء آنذاك فرصة أخذ الإجازة في العام إلا مرة، وكان ذلك اليوم هو يوم الأحد الرابع من الصوم الكبير المخصص للأمهات، لهذا أطلق عليه اسم أحد الأمهات.
العصر الحالي
- اليابان: يصنع الشعب الياباني معرض صور متنقل خاص بالأمهات يسمى: معرض أمي.
- المملكة المتحدة: يُعتبر عيد الأم في المملكة المتحدة يوم إجازة لأنه من المناسبات المهمة، ويكون الاحتفال في يوم الصوم الكبير عند المسيحيين، ومن الضروري صناعة الحلويات والكعك، وإحضار الزهور، وبطاقات التهنئة والشكر إلى الأمهات في المملكة؛ للتأكيد على رابطة الأمومة بين الأم والأبناء.
- الهند: يستمر الاحتفال بعيد الأم في الهند لمدة عشرة أيام على التوالي، وفي هذا اليوم يرسل الأبناء بطاقات تهنئة ودعوات على الطعام إلى أمهاتهم، كما يتم تقديم نسبة كبيرة من القرابين للآلهة.
أصل تسمية عيد الأم
خصصت أنا جارفيس في عام 1912م جمعية دولية ليوم الأم، وبينت أهمية هذا اليوم، وأكدت أن مصطلح mother's يجب أن يكون مفرداً وفي صيغة الملكية، بعد ذلك استخدم رئيس الولايات المتحدة هذه التسمية، وأصدر قانوناً رسمياً للاحتفال بيوم الأم، وطبق الكونغرس الأمريكي الفكرة واستخدام المصطلح أيضاً.
تاريخ الاحتفال بعيد الأم
يختلف تاريخ الاحتفال بعيد الأم من دولة لأخرى بحسب العادات والتقاليد لديهم، فمثلاً يحتفل العالم العربي بعيد الأم في اليوم الأول من فصل الربيع أي 21 مارس، بينما تقيمه الأرجنتين في الأحد الثالث أكتوبر، أما النرويج فتقيمه في فبراير، ويحتفل سكان جنوب أفريقيا به في الأول من مايو، وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، ويحتفل الشعب الياباني بعيد الأم في اليوم الثاني من مايو.