الجوع المستمر
يُعدّ الشعور بالجوع (بالإنجليزية: Hunger) أحد الطرق الطبيعيّة التي يُعبّر بها الجسم عن حاجته إلى الطعام، وقد يصاحبه صدور صوت من المعدة، أو الشعور بفراغ المعدة، أو قد يفقد الشخص قدرته على التركيز، أو إصابته بالصداع، وقد تؤدي زيادة الشهيّة للأكل، لأكل الشخص أكثر من حاجة جسمه ممّا قد ينتج عنه زيادة الوزن والإصابة بالسُمنة، وتُعدّ زيادة الشهيّة من الأمور الطبيعيّة في بعض الحالات مثل زيادة الشهيّة التي يتمّ الشعور بها بعد القيام بالتمارين الرياضيّة، أو بعض الأنشطة الأخرى، أمّا في حال الشعور المستمر بالجوع لفترة طويلة فقد يدلّ ذلك على وجود مشكلة في طبيعة الأكل أو مكونات الوجبات الغذائيّة، أو الإصابة بأحد المشاكل الصحيّة أو النفسيّة، أو عدد من الأسباب المختلفة الأخرى، لذلك تجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بالجوع المستمر، والذي يطلق عليه طبيّاً مصطلح النهام (بالإنجليزية: Polyphagia)، أو فرط الأكل (بالإنجليزية: Hyperphagia).[١][٢]
أسباب الجوع المستمر
هناك العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى الشعور بالجوع المستمر، نذكر منها ما يلي:[٢][٣]
- الإصابة بمرض السكريّ: يقوم الجسم بتحويل السكريّات المتواجدة في الطعام إلى سكر الجلوكوز وهو السكر الذي تستفيد منه خلايا الجسم في إنتاج الطاقة، وفي حال الإصابة بمرض السكريّ لا تستطيع الخلايا الحصول على سكر الجلوكوز، ممّا يؤدي إلى الشعور الدائم بالجوع خاصّة عند الأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري، وكذلك فقدان الوزن على الرغم من تناول كميّات كبيرة من الطعام، ويوجد عدد من الأعراض الأخرى التي قد تدلّ على الإصابة بمرض السكريّ، مثل تكرار الحاجة إلى التبوّل، والشعور بالعطش الشديد، والشعور بالتعب والإعياء.
- فرط نشاط الغدّة الدرقيّة: (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) حيثُ يؤدّي إنتاج كميّات زائدة من هرمونات الغدّة الدرقيّة إلى زيادة الشعور بالجوع، ومن الأعراض الأخرى التي قد تصاحب هذه الحالة زيادة التعرّق، وزيادة سرعة نبض القلب، وضعف العضلات.
- بعض أنواع الأدوية: قد يؤدي تناول بعض أنواع الأدوية إلى فتح الشهيّة والشعور بالجوع بشكلٍ أكثر من المعتاد، ومن هذه الأدوية، مضادات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics)، ومضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants)، وأدوية الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids)، وبعض الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكريّ، مثل الإنسولين، والأدوية التي تزيد من إفراز الإنسولين في الجسم.
- المشاكل النفسيّة: قد تؤدي بعض الحالات النفسيّة، مثل الشعور بالاكتئاب، أو القلق، أو الإصابة بمتلازمة ما قبل الحيض (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome)، إلى زيادة الشعور بالجوع، وقد يؤدي كذلك التوتر الشديد إلى زيادة الشعور بالجوع؛ إذ يُعزى ذلك إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol).
- عدم الحصول على ساعات كافية من النوم: يُعدّ الحصول على عدد ساعات كافية من النوم أحد العناصر الأساسيّة للمحافظة على الصحة، وأحد العناصر الأساسيّة لعمل الجهاز المناعيّ، والدماغ، ويؤدي اضطراب النوم إلى اختلال بعض الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالشبع والجوع في الجسم، مثل هرمون الجريلين المسؤول عن تنظيم الشهيّة، وهرمون اللبتين وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالشبع.
- النظام الغذائيّ: قد يؤدي تناول الوجبات الغذائيّة التي لا تحتوي على كميّات كافية من البروتينات إلى زيادة الشعور بالجوع، بسبب خصائص البروتينات في تقليل الشعور بالجوع، ويوجد العديد من أنواع الأطعمة المختلفة الغنيّة بالبروتينات والتي يمكن إضافتها إلى النظام الغذائيّ كالأسماك ومنتجات الألبان، كما يؤدي تناول الوجبات الغذائيّة التي لا تحتوي على الدهون إلى سرعة الشعور بالجوع، بسبب الوقت الطويل التي تحتاجه الدهون للهضم ممّا يساعد على الشعور بالشبع لمدّة أطول، أمّا بالنسبة للألياف فيؤدي عدم احتواء الوجبات الغذائيّة على كميّات كافية من الألياف إلى سرعة الشعور بالجوع، بسبب خصائص الألياف في تقليل سرعة الهضم والوقت الذي يحتاجه الطعام للعبور من المعدة، ممّا يساعد على تأخر الشعور بالجوع.
- الحمل: قد يؤدي حمل المرأة إلى فتح الشهيّة وزيادة الشعور بالجوع، بسبب حرص الجسم على تأمين الغذاء اللازم للجنين، ممّا ينتج عنه زيادة وزن المرأة في العديد من الحالات خلال فترة الحمل، ومن الأعراض الأخرى التي قد تدلّ على الحمل، انقطاع الدورة الشهريّة، والشعور بالغثيان، وزيادة الرغبة في التبوّل.
- عدم شرب كميّات كافية من الماء: قد يؤدي الشعور بالعطش إلى الاعتقاد بأنّه شعور بالجوع في بعض الحالات، كما قد يساعد شرب كأس من الماء عند الشعور بالجوع إلى المساعدة على التخلّص من الشعور بالجوع، ومن الجدير بالذكر أنّ الحصول على كميّات كافية من الماء يُعدّ ضروريّاً للمحافظة على الصحة العامة، وصحة الدماغ.
- ممارسة التمارين الرياضيّة: قد يؤدي ممارسة التمارين الشديدة أو المطوّلة، بشكلٍ منتظم إلى زيادة سرعة حرق السعرات الحراريّة في الجسم ممّا ينتج عنه الشعور بالجوع بشكلٍ أسرع، ومن الجدير بالذكر أنّ ممارسة التمارين الرياضيّة المتوسطة قد يساعد على خفض الشهيّة.
تشخيص الجوع المستمر
تجدر مراجعة الطبيب في حال استمرار الشعور بالجوع المستمر لفترة طويلة أو في حال مصاحبته لبعض الأعراض الأخرى، ويقوم الطبيب بتشخيص الحالة من خلال إجراء الفحص السريريّ، وملاحظة التغيّرات الحاصلة على وزن الشخص، كما يقوم الطبيب بسؤال الشخص بعض الأسئلة التي تساعد على تشخيص الحالة أو يمكن ذلك من خلال الأعراض الظاهرة على الشخص، وفي حال عدم قدرة الطبيب على تحديد المسبب الرئيسيّ للجوع المستمر قد يطلب من الشخص إجراء بعض الاختبارات التشخيصيّة الأخرى، مثل تحليل الدم والذي يمكن من خلاله الكشف عن وجود مشكلة صحيّة في الغدّة الدرقيّة، وفي حال عدم القدرة على تحديد المسبّب بعد إجراء هذه الاختبارات المختلفة قد يقوم الطبيب بتحويل الشخص إلى أحد الأطباء المختصين بالحالات النفسيّة لمحاولة تحديد سبب الجوع المستمر.[١]
المراجع
- ^ أ ب Ann Pietrangelo, "What Causes Increased Appetite?"، www.healthline.com, Retrieved 6-7-2018. Edited.
- ^ أ ب Brianna Elliott (16-10-2017), "14 Reasons Why You're Always Hungry"، www.healthline.com, Retrieved 6-7-2018. Edited.
- ↑ "Why Am I Always Hungry?", www.webmd.com, Retrieved 6-7-2018. Edited.