كيف كان يمشي الرسول

كتابة - آخر تحديث: الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٩

حب الناس للرسول صلى الله عليه و سلم

من فرط حب رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي عمر قلوب المسلمين والصحابة، بسبب فرادة شخصيته واستثنائيته على مستوى الإنسانية منذ آدم – عليه السلام – وحتى آخر إنسان على هذه الأرض وفي هذه الحياة، فإذا كان الناس الذين لم يشاهدوه يحبوه بهذا الشكل فكيف بمن عاصره وعاش معه وتعرف إلى أخلاقه الكريمة بنفسه ولمس تواضعه وطيب معشره وحسن كلامه وكيف بمن كلمه وأكل وشرب على مائدته ومازحه وتعلم منه وقاوم الظلم والطغيان معه، وعاش معه في لحظات الحزن ولحظات الفرح، كيف كان حال الصحابة عندما مات الرسول الأعظم، أظن ان الكتب التاريخية لا تستطيع ان تنقل المشاعر بل إنها تنقل الوقائع فقط، لهذا فحتى وفاة الرسول قد تم ابتذالها كما ابتذلت باقي الأمور وباقي القصص العظيمة، فقد ابتذل موقف عمر بن الخطاب عندما قال بأنه سيقتل كل رجل يتفوه بموت الرسول الكريم، وابتذل موقف الصديق الحكيم عندما تلى آية ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )، فظننا ان الصديق هو رجل عقله يغلب على عاطفته حتى في مواقف كهذه، ونتخيل الصديق انه كان صامداً وقالها بكل حزم من على المنبر، ولم نعلم أنه ربما كان يقول كلمة من هذه الآية ويببكي بعدها لساعات، لم نتخيل كيف قالها، لم نتخيل بماذا كان يفكر حين قالها، وهو الذي له مكانة في قلب الرسول ليست لأحد غيره فيكفي رفقة الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الهجرة النبوية الشريفة، ببساطة لقد تم ابتذال كل شئ في حياتنا.


سبب حب الناس الشديد للرسول صلى الله عليه و سلم

فبسبب حبهم الشديد للرسول عملوا على تدوين كل شئ متعلق بخص النبي شكله وهيأته ومشيته ومأكله ومشربه وكيف ينام وماذا يقول وكيف يتحدث وكيف يمزح وكيف يجاهد وكيف يغضب وكيف يبتسم وشكله عند الابتسام وشكله عند الغضب في الحق، وطريقة كلامه وشكل بنيته الجسديه وطوله وتفاصيل يديه وأكتافه، باختصار لم تترك صغيرة ولا كبيرة متعلقة بشخص النبي الكريم إلا وتم وصفها.


وصف الصحابة للرسول صلى الله عليه و سلم

حسب وصف الصحابة فقد كان الرسول الكريم مشيته سريعة وكانت خطواته واسعه، وكأنه نازل من مكان عالٍ، فيميل قليلاً إلى الأمام، حيث أن هذه الطريقة في المشي تدل على انعدام الكسل وتدل على علو الهمة والعزيمة، هكذا كانت مشيته – صلى الله عليه وسلم -.


ولا ضير من الاهتمام بتفاصيل الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلا أنه وبجانب هذا يجب الاهتمام بما هو اهم من هذا، والأهم هو أخلاق الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – نظراً لأن الاقتداء بأخلاقه واجب لكل إنسان يطمح ويسعى إلى الكمال ويرغب في رؤية إنسان كامل في أخلاقه وصفاته.

73 مشاهدة