محتويات
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
كانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مصيبةً عظيمةً حلّت بالمسلمين، فبوفاته انقطع الوحي من السماء، وانتهت رسالات النّبوة. انتقل عليه الصلاة والسلام إلى الرّفيق الأعلى في السنة الثانية عشرة للهجرة، وكان قدّ حدّث النّاس بعظم هذه المصيبة، إذ صحّ عنه قوله: "النجوم أَمَنَةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون...". وكان الله عزّ وجلّ قد أخبره بأجله في كتابه العزيز في سورة النصر.
عمر النبي عند وفاته
ورد في الصحيحين عن أمّنا عائشة رضي الله عنها أنّ وفاته عليه الصلاة والسلام كانت وهو ابن ثلاثةٍ وستين عاماً، وجاء في روايةٍ أخرى أنّ عمره كان خمسةً وستين عاماً، وغيرُها أيضاً أورد أنّه توفي وهو ابن ستين عاماً.
قد جمع العلماء بين الروايات بأنّ من قال إنه خمسةٌ وستون كان قد حسبَ سنتي المولد والوفاة، والصحيح أنّ عمره صلى الله وعليه وسلم كان ثلاثةً وستين.
سبب مرض الوفاة
كان السبب الرئيس في مرضه عليه الصلاة والسلام هو السمّ الذي وضعته له اليهوديّة في الطعام الذي دعته إليه يوم خَيبر، فبعد أن بدأ بالأكل هو وأصحابه، عاد ونهاهم عن متابعة الأكل لأنّه أُخبر بأنّه فيه سُمّاً، وفي يوم من الأيام وبعد أن عاد من دفن أحد أصحابه كان يشعر بألمٍ في رأسه، وأخبر السيّدة عائشة رضي الله عنها بذلك. كان هذا الألم بداية المرض الذي كان سبباً في وفاته صلى الله عليه وسلم.
تخيير النبي بين الرفيق الأعلى وعدم الموت
خيَّر الله جلّ وعلا حبيبَه محمداً صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بين أن يبقى في الدنيا حيّاً أو أن يَقبضَ روحه الطاهرة إليه، فاختار عليه الصلاة والسلام القبض. وعندما خطب في النّاس أخبرهم أنّ الله تعالى خيّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله، فبكى سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، لأنه فهم أنّ هذا العبد هو صاحبه المصطفى صلى الله عليه وسلّم.
حزن الصحابة الكرام على فراق الحبيب
كانت وفاته عليه الصلاة والسلام خَطْباً جللاً لأصحابه، فمنهم من ذُهِل ومنهم من يستطع الكلام ومنهم من لم تحمله قدماه ومنهم من أنكر وفاته عليه الصلاة والسلام، كسيّدنا عمر رضي الله عنه الذي قال: "والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم!"، إلى أن جاء سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وخطب في الناس قائلاً: "من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت". فأخذ الناس بالبكاء. إلا أنّ حزن الصحابة الكرام كان في حدود الشرع، فلم يلطموا ولم يشقّوا ثوباً ولم ينوحوا، بل كانوا صابرين وراضين بقضاء الله عزّ وجلّ.