الاكتئاب
يُعتبر الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) مشكلة صحيّة شائعة ومهمة للغاية، ويتمثل بالمُعاناة من مشاعر الحزن، أو اليأس، أو فقدان الاهتمام، أو الغضب، أو الإحباط، أو غيرها من المشاعر السلبية لفترة تتراوح بين أسابيع أو سنوات، بحيث تؤثر هذه المشاعر في حياته اليومية، وقد تؤدي إلى معاناته من ألم عاطفيّ عميق ليس لدى الشخص المصاب فحسب؛ وإنّما لدى عائلته وأصدقائه المقربين له أيضاً. وبحسب الإحصائيّات فإنّ الاكتئاب هو أحدّ أكثر الأمراض العقلية شيوعاً في الولايات المتحدة؛ إذ تجاوز عدد المُصابين به من البالغين ال16 مليون شخص، بينما يبلغ عدد المُراهقين المُصابين بالاكتئاب في الولايات المتّحدة حوالي 3.1 مليون، ويُعتبر الاكتئاب السبب الرئيسي للعجز في الولايات المتحدة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-44 عاماً، وهو السبب الأول للتّعرض للإصابة أو المرض لدى الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وقد تؤدي الإصابة بالاكتئاب إلى الإقدام على الانتحار أو المُعاناة من أمراض أخرى كأمراض القلب.[١]
التّخلص من الاكتئاب
يُعتبر الاكتئاب أحد الأمراض القابلة للعلاج، إذ تتراوح نسبة الأشخاص الذين يستجيبون للعلاج منه بين 80-90%، وعند إجراء التشخيص يتوجب على الطبيب التأكد من أنّ أعراض الاكتئاب غير مُرتبطة بالمُعاناة من أيّ مرض جسديّ آخر؛ فقد تختلف طريقة العلاج في هذه الحالة، وبعد تشخيص الاكتئاب والتأكد من إصابة المريض به يتمّ الانتقال إلى مرحلة العلاج، ويُذكر بأنّ هناك العديد من الطُرق العلاجية التي يُمكن اتّباعها للتُغلب على الاكتئاب، نذكر منها ما يلي:[٢]
- العلاج بالأدوية: يتمّ وصف الأدوية المُضادة للاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants) بهدف تعديل كيمياء الدّماغ التي ساهم تغيّرها في المُعاناة من الاكتئاب، وقد يظهر التحسّن في حالة المريض خلال أسبوع إلى أسبوعين بعد تناول هذه الأدوية، إلّا أنّ الفائدة التامّة من العلاج تستغرق فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر لتبدو واضحة، ويُنصح بالاستمرار على الأدوية لمدّة ستة أشهر أو أكثر بعد تحسن الأعراض، أمّا في الحالات التي يكون التحسّن فيها معدوماً أو أقل من المتوقع بعد استخدام هذه الأدوية لعدة أسابيع؛ فقد يلجأ الطبيب إلى تغيير جرعة الدواء، أو إضافة دواء جديد أو استبداله بأنواع أخرى من مضادات الاكتئاب. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية لا تمتلك تأثيراً مُهدّئاً أو منوّماً، كما أنّها لا تمتلك تأثيراً محفزاً لدى الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب.
- العلاج النّفسي: (بالإنجليزية: Psychotherapy)، يُمكن استخدام هذا النّوع من العلاج وحده دون أي علاج دوائي للسيطرة على أعراض الاكتئاب الخفيف، ويُستخدم العلاج النّفسي إلى جانب العلاج الدوائيّ بهدف السيطرة على حالة المريض الذي يُعاني من الاكتئاب المُعتدل أو الشديد، وقد أثبت العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy) والذي يُمثل أحد أشكال العلاج النّفسي فعاليّته في علاج الاكتئاب، إذ يقوم هذا العلاج في مبدئه على تحليل الأفكار الخاطئة والمشوّهة لدى الشخص والعمل على تغيير سلوكيّاته وتفكيره، ويُمكن القول بأنّ عدد الجلسات ومدّة العلاج تعتمد على شدّة الاكتئاب الذي يُعاني منه الشخص.
- العلاج بالصدمة الكهربائية: (بالإنجليزية: Electroconvulsive Therapy)، يقوم هذا العلاج في مبدئه على تحفيز الدّماغ كهربائيًا بشكل وجيز، بحيث يكون المريض تحت تأثير التخدير في هذه الأثناء، وقد يخضع المريض لعدد من الجلسات يتراوح مجموعها بين 6-12 جلسة بما معدّله جلستين إلى ثلاث جلسات في الأسبوع الواحد، وفي الحقيقة يُستخدم هذا النّوع من العلاجات للسيطرة على حالة الأشخاص الذين يُعانون من الاكتئاب الشديد أو الاضطراب ثنائيّ القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder) ولم يستجيبوا للعلاجات الأخرى.
أعراض الاكتئاب
هناك العديد من الأعراض التي قد تظهر وتدلّ على إصابة الشخص بالاكتئاب، نذكر منها ما يلي:[٣]
- الشعور بالحزن والاكتئاب.
- تدنّي القدرة على الاستمتاع بالأنشطة التي كان يستمتع بها الشخص مُسبقاً، إضافة إلى انخفاض اهتمامه بها.
- فقدان الرغبة الجنسيّة.
- فقدان الوزن بشكل غير مقصود.
- فقدان الشهية.
- المُعاناة من الأرق (بالإنجليزية: Insomnia) والذي يتمثل بمواجهة صعوبة في النّوم، وفي حالات أخرى قد يعاني المصاب من فرط النوم أو النّعاس المفرط (بالإنجليزية: Hypersomnia).
- بطء الحركة والكلام.
- الشعور بالتعب أو فقدان الطاقة.
- انتياب الشخص الشعور بالذنب أو انعدام القيمة الذاتية.
- ضعف القدرة على التّفكير، أو التّركيز، أو اتّخاذ القرارات.
- التفكير بالموت أو الانتحار بشكل مُتكرر، أو حتى محاولة الانتحار.
أنواع الاكتئاب
يّمكن تصنيف الاكتئاب إلى عدّة أنواع، وفيما يلي بيان لبعض منها:[٤]
- الاضطراب الاكتئابي المستمر: (بالإنجليزية: Persistent depressive disorder)، وتتمثل هذه الحالة باستمرار المزاج المُكتئب لمدّة تتجاوز العامين، وقد يُصاحب هذه الحالة المُعاناة من نوبات الاكتئاب الكبرى مع فترات تُصاحبُها أعراض أقل شدّة.
- اكتئاب ما بعد الولادة: (بالإنجليزية: Postpartum depression)، إذ إنّ النّساء اللاتي يُعانين من اكتئاب ما قبل الولادة يكُنّ قد عانين من نوبة اكتئابية كبرى أثناء الحمل أو بعد الولادة، بحيث تُسيطر على المرأة مشاعر الحزن الشديد، والقلق، والإرهاق، مما يحول دون تمكّنها من إكمال أنشطة الاهتمام والرعاية اليومية سواء لأنفسهن أو لأطفالهن.
- الاكتئاب الذهاني: (Psychotic depression)، تتمثل هذه الحالة بُمعاناة الشخص من اكتئاب شديد بالإضافة إلى أحد أشكال الذهان؛ كالأوهام (بالإنجليزية: Delusions) أو الهلوسات (بالإنجليزية: Hallucinations).
- الاضطرابات العاطفية الموسمية: (بالإنجليزية: Seasonal affective disorder)، وتتمثل هذه الحالة بالمُعاناة من الاكتئاب خلال أشهر الشتاء أيّ عندما يكون ضوء الشمس الطبيعي أقل من المعتاد، ويُصاحب الاكتئاب الشتوي عدّة أعراض أخرى؛ منها الانسحاب الاجتماعي، أو زيادة النوم، أو اكتساب الوزن، وغالباً ما يزول هذا النّوع من الاكتئاب خلال فصليّ الربيع والصيف، ويعود مُجدّداً بحلول فصل الشتاء.
- الاكتئاب ثنائيّ القطب: في الحقيقة يختلف الاضطراب ثنائي القطب عن الاكتئاب؛ وقد تمّ إدراجه ضمن أنواع الاكتئاب نظراً لأنّ الشخص المُصاب باضطراب ثنائي القطب قد يعاني من انخفاض شديد في الحالة المزاجية بما يُحقّق معايير الإصابة بالاكتئاب الشديد ليُطلق على هذه الحالة مُصطلح الاكتئاب الثنائي القطب.
المراجع
- ↑ "Depression Signs, Symptoms, Latest Treatments, Tests, and More", www.everydayhealth.com, Retrieved 12-10-2018. Edited.
- ↑ "what is depression", www.psychiatry.org, Retrieved 12-10-2018. Edited.
- ↑ "What is depression and what can I do about it?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-10-2018. Edited.
- ↑ "Depression", www.nimh.nih.gov, Retrieved 12-10-2018. Edited.