معجزة القرآن
خصّ الله سبحانه وتعالى أنبياءه بمعجزات خارقة ميّزتهم عن غيرهم من الخلق، وأثبتت صدق نبوّتهم من عند الله تعالى، فسيّدنا إبراهيم عليه السلام كانت النار عليه برداً وسلاماً عندما أراد قومه حرقه، وسيّدنا موسى أيّده الله بمعجزة السحر ليضاهي بها سحرة الفرعون، وسيدنا عيسى أيّده الله بالكثير من المعجزات، فشفى الأبرص، والأبكم، وأحيا الميت، وسيّدنا سليمان كانت معجزته كلامه مع الحيوانات والدواب، وأخيراً فقد كان لخاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم القرآن الكريم المعجزة الخالدة إلى يوم القيامة، ليهدي بها البشر في كلّ زمن ومكان في هذه الأرض.
لقد كانت معجزة رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه القرآن الكريم، ذلك الكتاب الموحى من عند الله تعالى، ليكون دليلاً قاطعاً على صدق نبوته ورسالته، وهدياً نهتدي به نحن المسلمون، وشريعة لا تحريف فيها ولا تزوير بحفظ من العليّ الجبّار. القرآن الكريم المعجزة الخالدة التي أنزل بها الله كلامه على سيدنا محمّد ليخرج الناس من ظلمات الكفر والشرك إلى نور الحق والهداية، يقول تعالى في كتابه العزيز: "هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور"(الحديد:9)، وقد تعهّد الله سبحانه وتعالى بحفظه من التزوير والتحريف إلى يوم القيامة، يقول تعالى: "إنّا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون"(الحجر:9).
القرآن الكريم يتكوّن من ثلاثين جزءاً، فيه مئة وأربع عشرة سورة قرآنيّة، أوّلها سورة الفاتحة، وآخرها سورة الناس، وقد شمل في محكم آياته كل شرائع العقيدة الإسلامية وأُسسها التي يقوم عليها الإسلام، وإنّ قراءة القرآن الكريم واجب وفرض على كلّ مسلم بالغ عاقل، ولو تفكّرنا في هذا الكتاب، وتأملنا آياته الرصينة لوجدنا الكثير من الإعجاز والإبداع فيها، وزاد إيماننا بوجود ربّ عظيم خلق هذا الكون وكلّ ما فيه، فما هي فوائد تلاوة القرآن الكريم؟ وما هو فضل ذلك؟
فوائد قراءة القرآن الكريم
- إنّ تلاوة القرآن تزرع في نفس المسلم الثقة، وأنّ الله معه في كلّ وقت ومكان، وأنّ الله حامٍ له لا محال، يقول تعالى في محكم كتابه: "فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ"(الأنبياء:87).
- إنّ قراءة القرآن تزرع في قلب الإنسان المؤمن الطمأنينة والسكينة، وتُعينه على مصائب الدهر ومصاعبه، وتزيد من قدرته على تحمّل مشقّات الدنيا.
- قراءة القرآن تزيد المسلم ثباتاً على دينه، وتطرد كلّ الشبهات التي قد ترد إليه بوسوسة الشيطان.
- تزيد من تفاؤل الإنسان وقوّته، وترفع من عزّته بنفسه واعتداده، يقول تعالى: "أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا، وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا، وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا، وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا"( الإسراء :78،79).
- قراءة القرآن تبعد الإنسان المسلم عن التشاؤم والإحباط والاكتئاب.
- قراءة القرآن شفاء لما في صدور الإنسان من حزن، وهمّ، وكرب.
- تبعد المسلم عن الخوف، يقول تعالى: "إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً، إِلَّا الْمُصَلِّينَ"المعارج:20ـ24)، فنحن تلو القرآن في كلّ صلاة من صلواتنا المفروضة.
- إنّ قارئ القرآن الكريم يزرع الله فيه نور من عنده، يحبّب به خلقه، يقول رسولنا الكريم:"عليك بتلاوة القرآن فإنّه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء".
- الأجر الكبير والعظيم الذي يحصل عليه قارئ القرآن، يقول سيدنا محمّد - صلوات الله عليه -: "من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف".