ليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك، وهي ليلة خير من ألف شهر، فيها نزل القرآن الكريم على سيّدنا محمد "صلى الله عليه وسلم"، حيث فيها أمر الله عز و جل جيريل عليه السّلام لينزل بأول آية من القرآن الكريم من اللّوح المحفوظ وهي آية "إقرأ بإسم ربّك الذي خلق".
أخبر الرسول "صلى الله عليه وسلم" أصحابه بتحرّي ليلة القدر، وقيامها، لما فيها من خير عظيم يعود على الإنسان، حيث تكون أبواب الرحمة مفتوحة، لمن أراد أن يتوب إلى الله، وتكون أبواب السماء مفتوحة، لمن أراد أن يدعو الله عز و جل .
يستطيع العلماء معرفة ليلة القدر إما من خلال رؤية القمر، أو من خلال بعض العلامات الأخرى، كأن تشرق الشمس في صباح اليوم التالي لا شعاع لها، أو تكون حمراء اللّون، إضافة إلى أن الجو يكون معتدلاً في ليلة القدر، فلا يكون بارداً، ولا حاراً، قوة الإضاءة والإنارة في تلك اللية، والطمأنينة والراحة النفسية التي يشعر بها الانسان في ليلة القدر.
من إجتهد في قيام ليلة القدر نال ثواباً عظيماً، حيث قال الرسول "صلى الله عليه وسلم" (من قام رمضان ايماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
يكون قيام ليلة القدر من خلال الصلاة وقراءة القرآن، ويفضل الإطالة في قراءة القرآن في الركعة الواحدة، على أن يقرأ الانسان قليل من القرآن ويكثر السجدات .
ليلة القدر : هي إحدى الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، فقد تكون واحدة من الليالي الفردية (21،23،25،27،29)، وتختلف معظم البلدان العربية في تحديد موعد ليلة القدر، وذلك بسبب عدم وضوح علامات هذه الليلة، فيقوم معظم الناس بقيام الأيام الأخيرة العشرة، وكأن كل ليلة هي ليلة القدر.
لا يكون قيام ليلة القدر فقط بالصلاة في الليل، وإنما يبدأ الانسان نهاره منذ البداية بالإستغفار، وقراءة الاذكار، والتسبيح وتلاوة القرآن، ويفضل أيضاً أن يفطر الإنسان صائماً في ذلك اليوم، إما بدعوته لتناول الإفطار عنده بالبيت، أو أن يرسل له الطعام إلى منزله، أو أن يدفع له المال مقابل الافطار، بذلك يحصل الصائم على أجر صيام شهرين كاملين .
يحبّذ أن يخرج الإنسان زكاة الفطر في تلك الليلة، لأن جزاء العمل فيها مضاعف، ويفضل أن يخفيها الانسان ولا يظهرها أمام الآخرين، حتى لا يدخل الرّياء والنفاق فيها، وتكون خالصة لوجه الله تعإلى، يمكن للصائم أيضاً أن يكثر من الدعاء قبل أن يفطر، وأن يعجل في الإفطار ،ويحب الله دعاء العبد له وهو ساجد، لذلك يفضل أن يطيل الإنسان في السجود، كي يطيل في الدعاء .