قيام الليل
يعتبر قيام الليل عبادة نافلة من السنن والرواتب الزائدة عن الفريضة والتي تنطبق عليها فضائل النوافل من حيث التقرب إلى الله تعالى، وجبر نواقص الفرائض، إذ يمكن للمسلم أن يتوجه لله سبحانه وتعالى أثناء قيام الليل بشتى أنواع العبادات المشروعة من صلاة نافلة زائدة عن الفريضة، أو قضاء الأيام الفائتة من الصلوات الخمس المفروضة، أو ذكر الله بالحمد والتسبيح والتهليل والدعاء، أو مناجاة الله والتوسل إليه بطلب حاجة سواء أكانت دنيوية أم أخروية، كما يصح أثناء القيام قراءة القرآن الكريم غيباً أو عن المصحف والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عدد ركعات صلاة قيام الليل
من المعروف أن حكم صلاة الليل سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليها وسلم، فهي ليست فريضة ولا واجبة على كل مسلم كغيرها من الصلوات المفروضة، ولذلك لم تحدد الشريعة الإسلامية عدد ركعاتها، فالأمر فيه وساع حسب مقدرة المسلم صحياً وبدنياً، إذ من الممكن أداؤها ركعتين، أو زيادتها إلى ما هو أكثر من ذلك، وإذا ما تحدثنا عن صلاة قيام النبي عليه السلام فقد ثبت عنه أنه صلى الليل إحدى عشرة ركعة، وفي روايات ثلاث عشرة ركعة، والاقتداء بالنبي هو الأفضل.
مشروعية قيام الليل
ورد في مصادر التشريع الاسلامي آيات قرانية عديدة حول مشروعية قيام الليل وفضله، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ) [الزمر: 9]، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أداء الصلاة في الليل، فقد روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَيْسٍ عن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (لاَ تدع قيامَ اللَّيلِ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ لاَ يدعُهُ وَكانَ إذا مرضَ أو كسلَ صلَّى قاعدًا) [صحيح].
فضل قيام الليل
- باب من أبواب الفوز بالجنان واجتناب النيران.
- إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به، وبصحابته رضوان الله عليهم.
- سبيل من سبل التقرب إلى الله، كما أنها تكفر المعاصي وتمحو الآثام.
- تعتبر صلاة قيام الليل أفضل صلاة بعد الفريضة، حيث يستشعر المسلم لذة الخشوع والمناجاة، كما أنها تثبت العبادة الخالصة لله جل وعلا بعيداً عن الرياء والمباهاة بين الناس.
- في الليل ساعة لا يرد فيها الدعاء، وقيل إنّ هذه الساعة في جوف الليل، أي في الثلث الأخير منه وهو ما يصادف قبل الفجر بنحو ثلاث ساعات.