محتويات
عمليّات تصغير المعدة
تُعدّ عمليّات تصغير المعدة إحدى الطرق التي يتمّ عن طريقها علاج زيادة الوزن المُفرطة؛ وذلك بإحداث تغييرات في الجهاز الهضميّ للحدّ من مقدار الطعام الذي يمكن تناوله، أو الحدّ من امتصاص العناصر الغذائيّة، أو كليهما. ويُلجأ لإجراء عمليّات تصغير المعدة عادةً في حال فشل الحمية الغذائيّة وممارسة التمارين الرياضيّة في إنقاص الوزن، أو في حال وجود مشاكل صحيّة خطيرة بسبب زيادة الوزن، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم أنواع عمليّات تصغير المعدة تتمّ باستخدام منظار البطن في الوقت الحاليّ.[١]
أنواع عمليّات تصغير المعدة
هناك العديد من عمليّات تصغير المعدة، منها ما يأتي:[٢]
-
جراحة المجازة المَعِدِيّة (بالإنجليزيّة: Gastric bypass surgery): تتمّ هذه العمليّة بقصّ الجزء العلويّ من المعدة؛ لإنشاء كيس معديّ صغير يُقارب حجمه 30مل؛ بحيث يكون جاهزاً لاستقبال الطعام، ثمّ يُحدث قطع في الأمعاء الدقيقة ويوصَل بالكيس المعديّ الصغير، فيبقى الجزء السفليّ الكبير من المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة المتّصل به، فيتمّ وصلهما بمنطقة أخرى من الأمعاء الدقيقة، لاحتوائهما على العصارة الهاضمة والإنزيمات التي لا بُدّ منها لهضم الطعام. ومن الجدير بالذكر أنّ إعادة توجيه الطعام بواسطة هذه العملية تتسبّب بإحداث تغيّرات في هرمونات الأمعاء، وهذا بدوره يُعزّز الشبع ويقلّل الشعور بالجوع، ومن المزايا الأخرى لهذه العمليّة، ما يأتي:
- تساعد على فقدان كمية كبيرة من الوزن الزائد، قد تصل إلى 60-80% على المدى البعيد.
- تقلّل كمية الطعام التي يمكن تناولها؛ وذلك لأنّ حجم المعدة المُهيَّأ لاستقبال الطعام قد قلّ بشكل كبير.
-
تكميم المعدة (بالإنجليزيّة: Sleeve Gastrectomy): يتمّ في هذه العملية استئصال ما يقارب 80% من المعدة؛ بحيث يشبه ما تبقّى منها شكل الموزة، ونظراً لصِغَر حجم المعدة بعد العمليّة فإنّ كميّة الطعام التي يتناولها الشخص تقل بشكل كبير، كما أنّ هذه العملية تؤثر في هرمونات المعدة ممّا يعزّز الشبع، ويقلّل الشعور بالجوع، وينظّم مستوى السكر في الدم، ومن مزايا هذه العملية ما يأتي:
- تتطلّب المكوث في المستشفى لفترة قصيرة، تصل إلى يومين تقريباً.
- تساعد على فقدان الكثير من الوزن بشكل سريع، قد يصل إلى أكثر من 50% من الوزن الزائد في فترة تتراوح من 3-5 سنوات.
- لا تحتاج إلى تغيير مسار المعدة والأمعاء، كما هو الحال في عملية المجازة المَعِدِيّة.
-
ربط المعدة (بالإنجليزيّة: Adjustable Gastric Band surgery): يتمّ في هذه العملية ربط المعدة بواسطة حزام أو شريط قابل للضبط أو التعديل، ويقسم المعدة إلى قسمين: الأول صغير، والآخر كبير، ويمكن عن طريق هذا الشريط التحكم بحجم فتحة المعدة بين القسمين؛ وذلك بحقن الحزام بمحلول ملحيّ بصمامٍ خاصٍ يوضَع تحت الجلد، ومن مزايا هذه العملية ما يأتي:
- لا تتطلب إجراء قطع في المعدة، أو إعادة توجيهٍ للأمعاء.
- تعزّز الشبع، وتقلل الشعور بالجوع.
- تتطلّب إقامةً أقصر في المستشفى مقارنةً بغيرها من العمليّات؛ فهي لا تتجاوز 24 ساعةً عادةً.
- يمكن عكس التغييرات الناتجة عن العملية، ولذا تُعدّ قابلةً للتعديل.
- ترتبط بمعدل أقلّ من الوفيات ومضاعفات ما بعد الجراحة، مقارنةً بإجراءات البدانة المعتمدة.
- ترتبط بخطر نقص الفيتامينات والمعادن بشكل أقلّ من العمليّات الأخرى.
- تقلل ما يقارب من 40-50% من الوزن الزائد.
-
تحويل مجرى القناة المراريّة مع تحويل مسار الاثني عشر (بالإنجليزيّة: Biliopancreatic diversion with duodenal switch): تتمّ هذه العملية على مرحلتين، حيث تشمل المرحلة الأولى تصغير حجم المعدة بشكلٍ مشابهٍ لما يحدث في عملية تكميم المعدة، وفي المرحلة الثانية يتمّ قطع جزء كبير من الأمعاء؛ أي ما يقارب ثلاثة أرباعها، ووصل المعدة بالجزء الأخير منها مباشرةً، ومن الجدير بالذكر أنّ الجزء المقطوع من الأمعاء يحمل العصارة الصفراء وإنزيمات البنكرياس اللازمة لهضم الدهون والبروتينات، وامتصاص الكثير من الفيتامينات، وغيرها، ولذا تتمّ إعادة وصله بالجزء الأخير من الأمعاء في موضع بعد نقطة اتصالها بالمعدة، ممّا يسمح بامتزاج الطعام في النهاية مع ما تحمله الأمعاء من إنزيمات، ومن مزايا هذه العملية ما يأتي:
- تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل أكبر من باقي العمليّات؛ حيث تبلغ نسبة الوزن المفقود 60-70% أثناء 5 سنوات من إجراء العملية.
- تقلّل امتصاص الدهون بنسبة 70%، أو أكثر.
- تُسبّب تغيرات في هرمونات الأمعاء، تحدّ من الشهية، وتُحسّن الشبع.
- تُعدّ الأكثر فاعليّةً مقارنةً بالعمليّات الأخرى.
سلبيّات عمليّات تصغير المعدة
ترتبط عمليّات تصغير المعدة بأنواعها المختلفة ببعض السلبيات، وفيما يأتي تفصيل ذلك حسب نوع العملية:[٢]
- سلبيّات جراحة المجازة المَعِدِيّة: تُعدّ هذه العملية من الناحية الفنيّة أكثر تعقيداً وأكثر تسبّباً بالمضاعفات مقارنةً بعمليّات ربط المعدة وتكميمها، ويمكن أن تؤدّي جراحة المجازة المَعِدِيّة إلى معاناة الشخص من نقص عدد من الفيتامينات والمعادن على المدى الطويل؛ خاصّةً فيتامين B12، والحديد، والكالسيوم، وحمض الفوليك، لذا يتمّ إعطاء الفيتامينات والمكمّلات المعدنية بعد إجرائها مدى الحياة، كما تتطلّب مكوث الشخص في المستشفى وقتاً أطول.
- سلبيّات تكميم المعدة: ترتبط هذه العملية بمعدل مضاعفات أعلى من عملية ربط المعدة، ويمكن أن تؤدّي إلى نقص الفيتامينات على المدى البعيد، كما تُعدّ إجراءً غير قابلٍ للعكس في حال رغب المريض باستعادة ما فقده من معدته.
- سلبيّات عملية ربط المعدة: ترتبط هذه العملية بفقدان للوزن بشكل أبطأ وأقل من العمليّات الجراحية الأخرى، كما أنّ نسبة المرضى الذين يفشلون في فقدان ما لا يقلّ عن 50% من أوزانهم الزائدة تُعدّ كبيرةً مقارنةً بالعمليّات الأخرى، ويمكن أن تؤدي إلى تمدّد المريء في حال إفراط الشخص في تناول الطعام، وتتطلّب الالتزام الصارم بالنظام الغذائي، وزيارات المتابعة بعد العملية الجراحية، كما أنّ احتمالية الحاجة لإعادة إجراء العملية أعلى من غيرها؛ بسبب بعض المشاكل التقنية المتعلقة بالحزام أو الشريط.
- سلبيّات تحويل مجرى القناة المرارية مع تحويل مسار الاثني عشر: ترتبط هذه العملية بمعدّلٍ أعلى من المضاعفات وخطر الوفاة مقارنةً بعمليّات تصغير المعدة الأخرى، وتتطلّب مكوثاً أطول في المستشفى، وتُسبّب نقص البروتينات وعدد من الفيتامينات والمعادن، مثل: الحديد، والكالسيوم، والزنك، والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، مثل: فيتامين د، ولذلك يجب الالتزام بمواعيد المراجعة عند الطبيب، والحرص على اتباع النظام الغذائيّ المُوصى به.
ما بعد عمليّات تصغير المعدة
لن يُسمَح للمريض في العادة بتناول الطعام لمدة يوم أو يومين بعد الخضوع لعملية تصغير المعدة؛ وذلك لإعطاء المعدة والجهاز الهضمي فرصةً للشفاء، كما يُطلَب من الشخص اتّباع نظام غذائيّ معيّنٍ لمدة 12 أسبوعاً، وغالباً ما يبدأ هذا النظام بالسوائل فقط، ثمّ إدخال الأطعمة الطريّة، حتّى الوصول في نهاية الأمر إلى الطعام المُعتاد، وقد تحدث تغيرات في الجسم نتيجة فقدان الوزن السريع في أول 3-6 أشهر بعد العمليّة، منها: آلام الجسم، والشعور بالتعب، والبرد، وجفاف الجلد، وفقدان الشعر، وتغيرات في المزاج، ويمكن أن تؤدي عمليّات تصغير المعدة إلى تحسّن أو شفاء بعض الأمراض المتعلقة بزيادة الوزن، بما في ذلك الارتجاع المعديّ المريئيّ، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وانقطاع التنفّس أثناء النوم، ومرض السكري من النوع الثاني، والسكتة الدماغية.[٣]