محتويات
ضيق الشعب الهوائية
تُعدّ مشكلة تضيّق الشعب الهوائيّة (بالإنجليزية: Bronchoconstriction) من المشاكل التنفسيّة التي قد تحدث نتيجة بذل الفرد مجهوداً أو قيامه بتمرين شاق، وتجدر الإشارة إلى أنّه بالرغم من أنّ هذا التضيق الذي يصيب الشعب الهوائيّة قد يحدث دون الإصابة بأية أمراض أو مشاكل رئوية، إلاّ أنّه غالباً ما يترافق مع الإصابة بأمراض الرئة المختلفة، وهنا يمكن تعريف ضيق الشعب الهوائيّة على أنّه ذلك الانقباض الذي يحدث للعضلات الملساء المكوّنة للشّعب الهوائية، الأمر الذي يؤدّي إلى تضيق هذه الممرّات الهوائيّة، وإعاقة مرور الهواء فيها، ممّا يحدّ من كميّة الهواء التي يتم تبادلها مع الرئة.[١]
أعراض ضيق الشعب الهوائية
في الحقيقة هناك مجموعة من الأعراض والعلامات التي قد تظهر على المصاب بتضيّق الشعب الهوائيّة، ويمكن إجمال بعض منها على النحو الآتي:[٢]
- السعال (بالإنجليزية: Coughing).
- الإصابة بضيق التنفّس.
- صدور صوت صفير (بالإنجليزية: Wheezing) أثناء عمليّة التنفس.
- الشعور بألم وضيق في منطقة الصدر.
- الشعور بالإجهاد والتعب الشديدين أثناء ممارسة التمارين الرياضيّة.
- تراجع الأداء البدني بشكل كبير، وعدم القدرة على القيام ببعض الأنشطة الرياضية.
أسباب ضيق الشعب الهوائية
في الحقيقة، يصعب تحديد السّبب الحقيقي وراء حدوث ضيق الشعب الهوائيّة، ولكن يمكن القول بأنّ هناك مجموعة من العوامل المحفّزة والتي تؤدي إلى تضيّق الشعب الهوائيّة والإصابة بالربو، ومن هذه العوامل نذكر ما يلي:[١]
- التعرّض للملوّثات البيئيّة، ومسبّبات الحساسيّة، والدخان، والمواد الكيماويّة.
- التعرّض للهواء البارد، أو الجاف.
- الإصابة بالتوتر، والتعرّض للضغوطات النفسيّة.
- الإصابة بأمراض الرئة.
- الإصابة بعدوى الجهاز التنفّسي.
- ممارسة التمارين المجهدة والشديدة؛ وهنا يطلق على هذا التضيّق الذي يحدث نتيجة ممارسة التمارين المجهدة؛ تضيق الشعب الهوائية الناجم عن التمارين الرياضية (بالإنجليزية: Exercise-induced bronchoconstriction)، ومن الجدير بالذكر أنّ المصاب يستعيد عافيته بمجرّد توقّفه عن ممارسة التمرين، مثل تمرين السباحة، أو تمرين الركض وغيرها.
المضاعفات والأمراض المرتبطة بضيق الشعب الهوائية
في الحقيقة تُعدّ مشكلة تضيق الشعب الهوائيّة من المشاكل التي ترتبط بإصابة الفرد بعدد من الأمراض والمضاعفات الشديدة والمزمنة، خاصّةً في حال عدم خضوع المريض للعلاج المناسب واتّخاذ الإجراءات اللّازمة للحدّ من حدوث هذا التضيق، ومن هذه المضاعفات والأمراض المرتبطة بضيق الشعب الهوائية ما يلي:[٢]
- تغيّر بنية الممرّات الهوائيّة؛ فنجد أنّ تضيّق الشعب الهوائيّة المتكرّر والذي يحدث باستمرار، يُتلف خلايا الأنسجة المبطنة للممرّات الهوائيّة، الأمر الذي يؤدّي إلى حدوث تغيير في سمك الممرّات الهوائيّة، وشكلها، بالإضافة إلى أنّه قد يؤدّي إلى زيادة كميّة المخاط الذي يتم إفرازه في هذه الممرّات.
- الإصابة بأمراض القلب الوعائية (بالإنجليزية: Cardiovascular conditions).
- الإصابة بالربو (بالإنجليزية: Asthma)؛ ويمكن تعريف الربو على أنّه أحد الأمراض التنفسيّة المزمنة التي تحدث نتيجة التهاب الممرات الهوائيّة، الأمر الذي يؤدّي تضيّق هذه الممرّات بشكل مؤقت ومنع وصول الأكسجين للرئتين بشكل طبيعي، فتظهر على المريض مجموعة من الأعراض كالسّعال، والصفير أثناء التنفّس، وضيق النفس، وألم الصدر.[٢][٣]
- الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease or COPD)؛ وهو من أمراض الاتهابات الرئويّة المزمنة التي تتسبّب بإعاقة مرور الهواء من وإلى الرئتين، فيشعر المصاب بصعوبة في التنفّس، وتحدث زيادة في كميّة المخاط المتكوّن، كما يعاني المريض من الصفير أثناء التنفّس، والسعال، وتجدر الإشارة إلى أنّ داء الانسداد الرئوي المزمن يُقسم إلى نوعين وهما النفاخ الرئوي (بالإنجليزية: Emphysema)، والتهاب القصبات المزمن (بالإنجليزية: Chronic bronchitis).[٢][٤]
- الإصابة بخلل في الحبال الصوتية (بالإنجليزية: Vocal cord dysfunction)؛ وفي هذه الحالة يحدث انغلاق غير طبيعي للحبال الصوتيّة أثناء القيام بعمليّة التنفّس، وذلك بسبب التعرّض لمواد مهيجة للرئتين، أو القيام بالتمارين الرياضيّة، أو حتى الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي، وتجدر الإشارة إلى أنّه كثير ما يتمّ الخلط بين كل من مرضى الربو وخلل الحبال الصوتيّة عند التشخيص، وذلك للتشابه الكبير في الأعراض فقط بينهما، أمّا موقع الإصابة والآلية العلاجية لكل منهما فمختلفة تماماً.[٢][٥]
- الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux)؛ وهو من المشاكل التي تُصيب الجهاز الهضمي، ويتمثل بارتداد مكوّنات المعدة إلى المريء عبر العضلة العاصرة السفليّة للمريء (بالإنجليزية: Lower esophageal sphincter)، وذلك بسبب ارتخاء هذه العضلة أو ضعفها.[٢][٦]
علاج ضيق الشعب الهوائية
تغيير نمط الحياة
يجدر التنبيه إلى أنّه على المصاب بتضيّق الشعب الهوائيّة السيطرة على المشكلة باتباع بعض الإجراءات والتعليمات الهامّة، ونذكر منها ما يلي:[١]
- تجنّب التعرّض للمهيّجات التي تسهم في الإصابة بتضيّق الشعب الهوائيّة.
- الحرص على ارتداء الأوشحة وأغطية الوجه أثناء الطقس البارد.
- الحرص على القيام بتمارين الإحماء قبل القيام بأي نوع من التمارين الرياضيّة، ومحاولة تجنّب التمارين الشديدة.
- تناول الأطعمة الصحيّة والتي تحتوي على كميات قليلة من الأملاح، كما ويُنصح مريض تضيّق الشعب الهوائيّة بتناول الأطعمة التي تحتوي على الحمض الدهني أوميجا 3، الذي يتوفر في الأسماك الدهنيّة، بالإضافة إلى أهميّة تناول الخضراوات والفواكه الغنيّة بفيتامين سي.
العلاج الدوائي
بالاعتماد على حالة الشخص وشدّة الإصابة بتضيق الشعب الهوائيّة، يقوم الطبيب بصرف العلاج الدوائي للمريض، ليقوم بتناوله إمّا بشكل منتظم للسيطرة على أعراض التضيّق والحد منها، أو بشكل مباشر قبل القيام بأداء التمارين الرياضيّة أو التعرّض لمحفّز يتسبّب بتضيق الشعب الهوائيّة، ومن الأدوية التي يمكن أن تسهم في التخفيف من أعراض تضيّق الشعب الهوائيّة، نذكر ما يلي:[٢]
- ألبوتيرول (بالإنجليزية: Albuterol) وغيره من ناهضات بيتا قصيرة المفعول (بالإنجليزية: Short-acting beta agonists).
- الكورتيكوستيرويدات المُستَنشقة (بالإنجليزية: Inhaled corticosteroids).
- معدّلات الليكوترين (بالإنجليزية: Leukotriene modifiers)؛ حيثُ يتم تناول هذه الأدوية فمويّاً لتثبيط بعض أنواع الالتهاب.
- ^ أ ب ت Pramod Kerkar (14-3-2018), "Bronchoconstriction: Causes, Symptoms, Treatment, Prognosis"، www.epainassist.com, Retrieved 6-6-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Diana Wells (18-12-2017), "Bronchoconstriction"، www.healthline.com, Retrieved 6-6-2018. Edited.
- ↑ Nayana Ambardekar (14-4-2018), "What Is Asthma?"، www.webmd.com, Retrieved 6-6-2018. Edited.
- ↑ "COPD", www.mayoclinic.org,11-8-2017، Retrieved 6-6-2018. Edited.
- ↑ "Vocal cord dysfunction: Is it a type of asthma?", www.mayoclinic.org,8-8-2017، Retrieved 6-6-2018. Edited.
- ↑ Minesh Khatri (10-9-2017), "Gastroesophageal Reflux Disease (GERD)"، www.webmd.com, Retrieved 6-6-2018. Edited.