من هو الفنان صاحب لوحة المسيسيبي

كتابة - آخر تحديث: الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠٢١
من هو الفنان صاحب لوحة المسيسيبي

لوحة المسيسيبي

عُرِفت لوحة المسيسيبي حول العالم باسم لوحة الثلاثة أميال، أو بانورامية بانفارد الضخمة للمسيسيبي (بالإنجليزية: Banvard's Grand Panorama of the Mississippi)؛ حيث أظهرت هذه اللوحة القماشية تصويراً لضفّة نهر المسيسيبي على امتداد ثلاثة أميال، ابتداءً من الجزء العلوي من ولاية ميزوري من مَصبّ نهر يلوستون (بالإنجليزية: Yellowstone River) وصولاً إلى مدينة نيو أورلينز،[١] ويُشار إلى أنّ بانفارد مكث قرابة العامَين وهو يُسافر على متن قاربٍ في نهر المسيسيبي، ابتداءً من مدينة سانت لويس وصولاً إلى مدينة نيو أورلينز؛ ليرسم مئات المناظر الطبيعية والجميلة التي تُشكّل لوحته الفنية الأكبر حجماً في عصره، وقد تمّ تجميع هذه المناظر الطبيعية بطريقة مُتّصلة ومتسلسلة بأسلوب يُدعى البانوراما المُتحرِّكة (بالإنجليزية: moving panorama).[٢]


ذهب بانفارد إلى مدينة لويزفيل في ولاية كنتاكي؛ لنَقل رسوماته التي رسمها، ولفّ لوحاته الفنية، وقد كانت هذه المهمة صعبةً جداً؛ إذ بلغ ارتفاع اللوحة الواحدة قرابة ثلاثة أمتار وسبعين سنتمتراً، كما بلغ امتداد هذه اللوحات المتصلة ببعضها قرابة ثلاثمئة وستة وتسعين متراً، ويجدر بالذكر أنّ بانفارد أحضر لوحته إلى الملكة فيكتوريا في إنجلترا عام 1846م؛ لإقامة عرض خاص في قلعة ويندسور بناءً على طلبها، ومن خلال ذلك العرض بدأت شهرته ونجاحه، وأخذ يجمع ثروته، إلّا أنّه لم يحفظ لوحته، أو ينسخها؛ حيث تمّ استخدامها كألواح صغيرة منفصلة لإنتاج أعمال بانورامية.[٢]


جون بانفارد صاحب لوحة الميسيسيبي

اشتُهِر جون بانفارد (بالإنجليزية: John Banvard) مع حلول منتصف القرن الثامن عشر الميلادي؛ وذلك من خلال التسويق للوحته الشهيرة التي أطلق عليها اسم لوحة الثلاثة أميال (بالإنجليزية: Three mile painting)، والتي تعرض صورةً بانوراميةً لنهر المسيسيبي، فقد أثّرت هذه اللوحة بشكل كبير في جماهير الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، كما أنّ بانفارد كان رجلاً موهوباً، ومُحاضراً، إلى جانب أنّه كان من أغنى الفنّانين في عَصره.[٣]


نبذة عن حياة جون بانفارد

طفولة جون بانفارد

وُلِد جون بانفارد في مدينة نيويورك في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1815م، وكان الطفل الأصغر في عائلته التي تتكوّن من أحد عشر فرداً بالإضافة إلى والدهم المهاجر المورافي دانيال ووالدتهم إليزابيث ميد؛ إحدى أفراد عائلة نيو إنجلاند المعروفة، وقد تميّز جون من بين إخوته بذكائه ونُضجه المُبكّر، ممّا دفع والده المعماريّ إلى حَثّه على تعلُّم تصميم المباني البسيطة ورسمها، كما اهتمّ جون بالشعر اهتماماً بالغاً؛ ففي عام 1824م عندما كان في التاسعة من عُمره، كتب قصيدةً طويلةً في ذكرى إحياء زيارة لافاييت إلى مدينة نيويورك، وقد كتب قرابة ألف وسبعمئة قصيدة من الشِّعر، ومع نهاية صيف عام 1831م تُوفِّي والد جون بسكتة دماغيّة.[٤]


حياة جون بانفارد الشخصية

أمضى بانفارد حياته الزوجية مع زوجته عازفة البيانو إليزابيث جودناو لما يزيد عن أربعين سنة؛[٥] إذ تزوّج منها في السابع عشر من شهر أيار/مايو في عام 1848م في الكنيسة المعمدانية في شارع هارفارد في بوسطن، وأنجب منها ثمانية أولاد استقرَّ معهم بعد عودته من أوروبا في كولد سبرينج هاربور في نيويورك.[٣]


عرض الفنان بانفارد أعماله في الأماكن المُكتَظّة بالجماهير ممّن يُقدّرون الفن التصويري ويحترمونه،[٢] وقد كان في ذلك الوقت أغنى فنان على الإطلاق، وساعد نجاحه على إتاحة الفرصة أمام مئات المُقلّدين لأعماله ليتنافسوا في هذا الفن،[١] كما أنّه أقدم على بناء عقار في مدينة لونغ آيلند الواقعة في نيويورك، و وكان مشابهاً للقلعة في تصميمه، إذ بناه على مساحة 242,811 متراً مُربّعاً تقريباً، وعلى الرغم من تنبيه أهل المنطقة المَحلّيين له بأنّ هذا البناء لا جدوى منه، إلّا أنّ هذا البناء أصبح فندقاً فاخراً فيما بعد.[٢]


حياة جون بانفارد العملية

انتقل جون بانفارد في الخامسة عشر من عمره غرباً للعمل، حيث عمل كمساعد في صيدلية في مدينة لويزفيل في ولاية كنتاكي مدّة عامَين، ثمّ قضى أربع عشرة سنة أخرى من عُمره كفنّانٍ مُتنقّلٍ على النهر الغربيّ؛ فرسمَ عشرات الصور الجميلة في حدائق المدينة، ممّا أدّى إلى تنمية قدراته الفنّية، كقدرته على دراسة خلفيات الصور بدقّة، ورَسم لقطات المَشاهد السريعة، الأمر الذي ساعد على نجاح أعماله البانورامية الأخرى.[٦]


عمل بانفارد في مسرح تشابمان العائلي العائم (بالإنجليزية: Chapman Family Floating Theater) كرسّام مسرحيّ عام 1833م، كما أنّه صمّم أوّل سفينة استعراضية في أمريكا، ثمّ أسّس فرقةً استعراضيةً تضمّ مُمثّلين، وموسيقيّين، وتنقّل بها في نهر المسيسيبي، وواباش (بالإنجليزية: Wabash)، وأوهايو، حيث قدّم مسرحيات هزلية، وعَرض رسومات ضخمة بتأثيرات ضوئية جذّابة.[٦]


ويُشار إلى أنّ بانفارد أنشأ متحفاً يضمّ مسرحاً ذا صور بانورامية، وكتب أغلب المسرحيات التي عُرِضت فيه بنفسه،[١] وفي عام 1883م باع بانفارد القلعة التي كان يعيش فيها، وغادر نيويورك مع زوجته مُتَّجهين إلى مدينة ووترتاون التي تُسمّى حالياً داكوتا الجنوبيّة ( بالإنجليزية: South Dakota)؛ ليعيشوا مع ابنهم المحامي يوجين بانفارد.[٥]


سنوات جون بانفارد الأخيرة

قضى بانفارد سنواته الأخيرة في مدينة ووترتاون، وحاول أثناءها أن يُقدّم مشاريع فنيةً كبيرة، إلّا أنّه لم يتمكّن بسبب سوء حالته الصحية، فاستمرّ بكتابة الشعر، ونَشر بعض القصائد والكُتب، كما أعاد إصدار قصيدة (تقليد المعبد) في عام 1885م، وألّف أوّل كتاب له بعنوان (Shorthand Acquired in a Week without a Master) ونَشره في عام 1887م، بالإضافة إلى أنّه فكّر في مشاريع أخرى، كتأليف كتاب للرسومات الطفولية، وكتابة سيرة ذاتية، إلّا أنّه تخلّى عن ذلك،[٣] وقد ألقى بانفارد العديد من المحاضرات التي حَظِيت بحضور جيّد، مثل كيفية قراءة الهيروغليفية، وفَكّ رموزها، وذلك خلال وجوده في مصر،[١] وبحلول عام 1889م تُوفِّيت زوجته، ولم يلبث طويلاً بعدها حتى لَحق بها في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1891م.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Ried Holien, John Banvard’s Brush with Success، www.southdakotamagazine.com, Retrieved 09-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Ken Zurski (06-06-2017), Three-Mile Painting: The Mammoth Panorama of the Mississippi River، www.unrememberedhistory.com, Retrieved 11-09-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Joanita Kant (1997), Watertown's John Banvard, Artist and Showman, United States: the South Dakota State Historical Society, Page 1,6,7,10,11. Edited.
  4. John Hanners (1981), “The Great Three‐Mile Painting”: John Banvard's Mississippi Panorama، www.onlinelibrary.wiley.com, Retrieved 11-09-2019.
  5. ^ أ ب Paul Collins (21-05-2015), The Atlas Excerpt: Banvard's Folly، www.atlasobscura.com, Retrieved 11-09-2019. Edited.
  6. ^ أ ب John Hanners (1981), The Great Three-Mile Painting: John Banvard's Mississippi Panorama, United States : The Journal of American Culture, Page 28. Edited.
  7. Paul Collins (2015), Banvard's Folly: Thirteen Tales of Renowned Obscurity, Famous Anonymity, and Rotten Luck, United States: Picador, Page N/A. Edited.
0 مشاهدة