القيم الإسلامية
أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام شريعةً كاملةً شاملة لم تدع جانباً من جوانب الحياة وسلوك النّاس إلاّ وتطرّقت إليه ووضعت له المنهج الصّحيح، والأسلوب المناسب الذي يضمن للإنسان أن تسير حياته وفق ما أراد الله تعالى، وبما يحقّق له السّعادة في الدّنيا والآخرة.
من خصائص الشّريعة الإسلاميّة أنّها ركّزت على القيم الرّوحيّة بالإضافة إلى عدم إغفالها المادّة كمتطلبٍ أساسي للحياة، فالنّاس يحتاجون إلى القيم الرّوحيّة التي تضبط سلوكهم الإنساني، كما يحتاجون إلى الطّعام والشّراب والمادة التي تضمن لهم البقاء والاستمرار في أداء أدوارهم في الحياة، فما هي القيم الرّوحيّة في الإسلام لغةً واصطلاحاً.
معنى القيم الروحيّة لغةً واصطلاحاً
تعرف القيم الروحيّة في اللّغة بأنّها القيم التي تتعلّق بالرّوح وتنسب إليها، فالصّدق على سبيل المثال قيمة لا تقاس بالموازين كما تقاس المادّة، وإنّما تعرفها وتدرك قيمتها وأهمّيتها الرّوح والنّفس الإنسانيّة، أما في الاصطلاح فالقيم الرّوحية في الإسلام هي تلك القيم التي تحدّث عنها القرآن الكريم والسّنّة الّنبويّة الشّريفة والتي تتعلّق بنموذج ومثال السّلوك الإنساني الذي ينبغي أن يقتدى به، وهي المعيار الذي يتحدّد بناء عليه صواب الأفعال والأقوال أو خطأها، وقد يتعارف النّاس على القيم الرّوحيّة بناء على فطرتهم السّليمة التي خلقهم الله عليها، وقد يكون مصدر تلك القيم الشّرائع السّماويّة التي جاء بها الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام.
نبذة عن بعض القيم الرّوحيّة في الإسلام
نذكر من القيم الرّوحيّة في الإسلام ما يأتي:
التّسامح والعفو
هذا الخلق الكريم، وتلك القيمة النّبيلة هي من صفات المؤمنين المتّقين الذي يرجون رحمة الله تعالى ويخشون عذابه، ومعنى هذا القيمة أنّك تقابل الإساءة التي توجّه إليك بالإحسان، ولا تحقد على النّاس أو تحمل الضّغينة في نفسك عليهم، بل يظلّ قلبك نقيًّا صافياً سليماً اتجاههم، قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم)[فصلت:34].
الصّدق
الصّدق هو قيمة روحيّة وخلقٌ كريم تعارف عليهم النّاس منذ القدم، وأكّدت عليه الشّرائع السّماويّة جميعها وعلى رأسها شريعة الإسلام التي حثّت على الصّدق ورغّبته في الأقوال والأفعال والعهود.
العدل
العدل هو قيمة ساميّة تقيّم أعمالنا وسلوكنا الإنساني في الحياة، فالإنسان الذي يحرص على إعطاء الحقوق، ورفع الظّلم هو إنسانٌ عادل، بينما من يظلم النّاس ويعتدي عليهم أو يتنقص أيّاً من حقوقهم هو إنسان ظالمٌ بلا شكّ.