مفهوم البرنامج الوراثي
هو عبارةٌ عن وسيلةٍ تطبيقيّةٍ ضمن مجال علم الأحياء والوراثة، ويعتمدُ على تطبيقِ مجموعةٍ مِن البرامج التكنولوجيّة التي تساهمُ في وصفِ نشاط وعمل الخلايا والجينات الوراثية، مِن أجل التعرّف على طبيعةِ انتقال الصفات الموروثة مِن الآباء إلى الأبناء، وأيضاً يُعرفُ البرنامج الوراثي بأنّه مصدرُ المعلومات حول الجينات الوراثية والذي يهتمّ بمُتابعةِ نُسخها المُنتقلةِ مِن خلايا الوالدين إلى خلايا الأبناء.
يُساهمُ هذا البرنامجُ بتوضيحِ كافّة التفاصيل حول الصّفات المُكتسبة من الآباء، والصفات الفردية الخاصة بالأبناءِ والتي قد تنتقلُ مِن أحد الأجداد، أو تظهرُ بسبب وجود طفرةٍ جينيةٍ في أحدِ الجينات المسؤولةِ عن التحكّم بالصفات الوراثية، والموجودة داخل نواة الخلايا في جسمِ الإنسان.
تاريخ البرنامج الوراثي
تقريباً في عام 1970م، أي بعدَ مُنتصف القرن العشرين للميلاد كان مِن الصعبِ إجراء فحوصات الأحماض النوويّة، أو دراسة طبيعة الخلايا المُوجودة في جسمِ الإنسان، وذلك بسبب عدم توافر الإمكانيّات العلمية، والتكنولوجية التي تساعدُ في التعرّفِ على بناءِ الخلايا البشرية، ولكن ظهرتْ بعض المحاولات العلميّة، والطبية للبحثِ في الطُرق الممكنة لدراسة الحمض النووي، ولكنها لم تنجح في التوصل لنتائج نهائية لهذه الدراسة.
بعد تطوّر التّكنولوجيا العلميّة والحاسوبية في الرُبعِ الأخير مِن القرن العشرين للميلاد أصبح مِن المُمكن دراسة الحمض النووي بسهولةٍ مِن خلال الاعتمادِ على البرامجِ الحاسوبيّة في مُتابعةِ الخلايا الحيّة، والتعرّف إلى نواتها الداخلية، وشريط الرّموز الذي يحتوي على الجينات الوراثية.
أما الفضلُ في اكتشافِ هذه البرامج الحاسوبية فيعودُ لعالمِ الرياضيات، والحاسوب آلان تورينج الذي ربطَ بين دراسته للفيروسات الحاسوبية بصفتها برامج تؤثرُ على نواة خلايا الحاسوب، وبين الفيروسات الطبيعية التي تؤثرُ على نواةِ الخلايا البشرية، ومن هنا تمكّن مِن الوصول إلى مفهومٍ جديدٍ يربطُ بين خلايا الحاسوب، وخلايا الإنسان، وأطلق عليه مُسمّى البرنامج الوراثي ليصبح مِن السهولة دراسةُ الحمض النووي البشري، مما أثر على علمِ الوراثةِ تأثيراً إيجابياً ليُصبح مِن أسهلِ علوم الأحياء.
مميزات البرنامج الوراثي
يحتوي البرنامج الوراثي على مجموعةٍ من المميزات، وهي:
- سرعة التعرف على السلسلةِ الوراثية بين الآباء، والأبناء مما يساهمُ في تنفيذِ العديدِ مِن الأبحاث العلميّة ضمن نطاق علم الوراثة.
- التمكّن من حفظ الخلايا الحية، مِن خلال الاعتماد على تحديد البيئة المناسبة لها، والعوامل التي تساعدُ على بقائها على قيدِ الحياة.
- سهولة تحديد وسائل نقل الجينات الوراثية مِن خلال إجراء مجموعةٍ من التجارب العلميّة على الخلايا، ويُساهم ذلك في التعرّف إلى العلاجات المُناسبة للعديدِ مِن أنواع الأمراض التي تسبّبها الفيروسات، والبكتيريا.
سلبيات البرنامج الوراثي
ظهرت مجموعةٌ من السلبيات أثناء تطبيق البرنامج الوراثي، ومنها:
- إنتاج خلايا حية غير مطابقة للمواصفات الطبيعية، والتي قد تتحوّل إلى خلايا ضارة.
- قد ينتج عن هذا البرنامج انتشار سلاسل بكتيرية قادرة على نقلِ الأمراض بسهولةٍ إلى الخلايا البشرية.
- احتمال حدوث أضرار للخلاياِ الوراثية ممّا يؤدّي إلى فقدها لصفاتِها الجينية.