محتويات
العقيدة الإسلاميّة
تُعرَّف العقيدة لغةً بأنّها الرّبط والشدّ والإيثاق، وقيل أيضاً إنّها الإحكام والثبوت والرّسوخ، وهي في أصلها مأخوذة من العَقْد، أمّا اصطلاحاً فالعقيدة الإسلاميّة تعني الإيمان الرّاسخ الجازم بالله سبحانه وتعالى بكلِّ ما يجب له من صور التوحيد، والإيمان بالأركان: الملائكة، والكتب السماويّة، والرسل عليهم السّلام، واليوم الآخر، والقَدَر خيره وشرِّه، وكلّ ما يتفرّع عن هذه الأصول ويلحق بها من أساسيّات الدين، وهذه هي العقيدة الصّحيحة، وقد أطلق عليها بعض السلف اسم عقيدة أهل السُّنة والجماعة؛ لتفريقها عن بعض العقائد الضالّة التي استُحدِثت، وهذه العقيدة إنّما هي عقيدةٌ مستمدَّةٌ من سنّة رسول الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم المبيِّنة للقرآن الكريم، والمفصِّلة لبعض أحكامه.
فضل العقيدة الإسلاميّة
التزام العقيدة الإسلامية أجلّ الطاعات وأشرفها؛ لأنّ صحّتها شرطٌ لقبول العبادات العمليّة، فإذا فسدت هذه العقيدة لا تُقبَل العبادات؛ لأنها بُنيَت في هذه الحالة على أساسٍ باطل، قال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزُّمَر:65]، لذا فإنّ العمل بمقتضاها الصّحيح واجبٌ على كلّ مسلم ومسلمة، وخير قدوةٍ يتّبعون هديهَا في ذلك الرسول محمّد صلى الله عليه وسلم، و قد أَوْلى السلفُ العقيدةَ أهميةً كبيرة، وألّفوا فيها كتبًا أسموها السنة ككتاب الإمام أحمد بن حنبل وكتاب ابن أبي عاصم رضي الله عنهما.
خصائص العقيدة الإسلاميّة
عقيدةٌ غيبيّة
العقيدة الإسلاميّة عقيدة تشمل الأمور والمسائل والأحكام الغيبيّة جميعها، والتي لا تُدرَك بالحواسّ الخمس ولا بشيءٍ منها، ويجب على المسلم أن يؤمن بهذه الأمور كلّها ويصدّقها بالغيب، مثل: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدَر خيره وشرِّه، وكذلك نعيم القبر وعذابه، وكل ما ورد ذكره ضمن الغيبيّات في القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة؛ فالإيمان بالغيب من صفات المتّقين الذين أثنى الله سبحانه وتعالى عليهم في مطلع سورة البقرة، فأولئك هم المهتدون أصحاب الفلاح في الدنيا والآخرة بإذنه عزّ وجلّ.
عقيدةٌ توقيفيّة
العقيدة الإسلامية موقوفة على كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنّة نبيّه محمّد صلى الله عليه و سلم، فالقرآن والسنّة هما المصدران الوحيدان اللّذان نجدُ فيهما اليقين الصادق الجازم لنستقي أمور عقيدتنا منهما بلا شك ولا ريب، حيث إنّ العقيدة ليست محلاً للظنّون والاجتهاد، ولا تؤخذ من آراء البشر وعقولهم، ولا يصلح أن تكون مبنيّة على علم البشر القاصر وقياساتهم.
عقيدةٌ وسطيّة
عقيدة الإسلام الصحيحة لا مُغالاة فيها، فتكون دائماً في الوسط بين فريقين آراؤهما متعاكسة وباطلة، وهي حقٌّ في الأمور جميعها، فنجدُ نهج عقيدة أهل السنة والجماعة في العبادات والمعاملات كلها وسطاً، أصله في ذلك الاعتماد على النصوص الشرعيّة من الكتاب والسنة.