الطّاغوت
الطّاغوت في اللُّغة من الفعل الثُّلاثيّ طَغَى أي زاد وتجاوز الحدّ المسموح به، ومنه الطُّغيان، وقد قال الله تعالى:"إنّا لمّا طَغَى الماء حملناكم في الجارية"؛ أي عندما زاد مستوى الماء عن حدِّه الطّبيعيّ.
أما الطَّاغوت في الاصطلاح فهو كلُّ شيءٍ عُبد من دون الله سبحانه وتعالى، ورضي بهذه العبادة من معبودٍ أو متبوعٍ أو مُطاعٍ في غير طاعة الله سبحانه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لهذا أرسل الله سبحانه الرُّسُل والأنبياء عليهم السّلام منذ بدء الخليقة؛ لغايةٍ ساميةٍ هي الأمر بعبادة الله وحده دون سواه، واجتناب عبادة الطّواغيت من بشرٍ أو حجرٍ أو شجرٍ أو كوكبٍ أو أيًّ ممّا يُعبد من دون الله، قال الله تعالى:"ولقد بعثّنا في كُلّ أُمّةٍ رسولًا أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت".
أنواع الطّاغوت
منذ بدء البشريّة على هذه الأرض عُرفت أنواعٌ كثيرةٌ للطّاغوت تمثّلت في صرف النّاس عن عبادة الله وحده إلى عبادة ما سواه، والتّوجه إلى هذا الطّاغوت بالدُّعاء والخوف والرَّجاء والتّوسل وطلب الشّفاعة، وقد حصر علماء أهل السُّنة والجماعة رؤوس الطواغيت في خمسة أقسامٍ هي:
- الشّيطان الذي يوسوس للإنسان ويدعوه إلى عبادة غير الله.
- الحاكم الذي يغيّر أحكام الله تعالى؛ فيُحرّم الحلال ويُحللّ الحرام ويُشرّع ما يُغضب الله ويُلزم به النّاس.
- القاضي الذي يحكم بغير ما أنزل الله مع علمه بما أُنزل؛ ولكنّه اعتقد عدم صلاحيّة حُكم الله أو أنّ حُكم غير الله أفضل من حُكمه جلّ في عُلاه.
- مدعي عِلم الغيّب وكشف المسّتور والعِلم بالمستقبل.
- المرء الذي يعبُده النّاس من دون الله ويتوجّهون له بالعبادة والتّقديس والقرابين وهو راضٍ بكُلِّ هذا.
الكُفر بالطّاغوت
الكُفر بالطّاغوت معناه في الشّرع هو إعلان البراءة من كُلِّ شيءٍ عُبد من دون الله والاستسلام لله وحده بالعبوديّة والطّاعة والتّوحيد؛ فيجب على كُلّ مسلمٍ أنْ يكفر بالطّاغوت حتى يكون إيمانه مستقيماً صحيحاً، قال تعالى:"فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوُثقى لا انفصام لها والله سميعٌ عليمٌ"؛ فهذه الآية الكريمة دليلٌ واضحٌ قاطعٌ على أنّ عبادة الله لا تنفع ولا تستقيم إلّا باجتناب عبادة ما سواه.
على كُلُّ مسّلمٍ تحري العبادة الصّحيحة وآداؤها بالكيفيّة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى ورسوله؛ فيتجنّب زيارة القُبور والأولياء الصّالحين والاسّتعانة بالسّحرة والعرافين لاستكشاف الغيب، وبذل النذور والذبائح لغير الله بهدف الحماية من شرّ الإنس والجنّ؛ فكلُّ هذه الأمور وما شابهها تقود الإنسان إلى عبادة الطّاغوت وبالتّالي الكُفر بالله.