ما هي خطوات البحث العلمي

كتابة - آخر تحديث: الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩

البحث العلميّ

يُعدّ البحث والتأليف من الوجوه المشرقة للحضارة العربيّة والإسلاميّة؛ حيث كُتِب التاريخ على أيدي العلماء وعقول المفكّرين؛ ليكون تتبُّع المعلومات أمراً سهلاً، وقد كُتِبت تلك البحوث بأسلوب البحث العلميّ الذي تميّز بأدواته التي تطورت تطوّراً كبيراً مع مرور الزمن، كما اهتمّ بالضوابط، وفهرسة الكتب، والحصول على المعلومات من مصادرعلميّة وأدبيّة؛ ولهذا ارتقى البحث العلميّ إلى أعلى المستويات، وخصوصاً بعد حدوث الثورة الصناعيّة، وأصبح يُعدّ من مقاييس الإنفاق المُعتمَدة في عمليّات التنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة.[١]


تعريف البحث العلميّ لغةً

  • البحث العلميّ لُغةً: البحث لُغةً هو طلب الشيء، والبحث عن الخبر هو طلب العلم به.[١]
  • البحث العلميّ اصطلاحاً: يُعرَّف البحث العلميّ بأنّه نشاط منهجيّ يهدف إلى البحث عن الحقائق؛ من أجل الإعلان عنها دون وجود أي دوافع شخصيّة، ويجب أن يهدف المنهج إلى إنتاج معلومات حديثة تربطها علاقة بتفسير الإنسان للظواهر الطبيعيّة، ممّا يسهم في زيادة قدرة الإنسان على التحكم في تلك الظواهر.[١]


خطوات البحث العلميّ

هناك العديد من الخطوات التي يجب اتباعها لكتابة البحث العلميّ، وذلك حتّى يكون البحث على أكمل وجه، وتتمثّل تلك الخطوات فيما يأتي:


اختيار المشكلة الخاصّة بالبحث العلميّ

تُعرَّف المشكلة بأنّها حيرة وغموض يراود الباحث تجاه موضوع معين، وهناك بعض الأمور التي من الممكن القيام بها للمساعدة على اختيار المشكلة؛ عن طريق مطالعة المجلات العلميّة أو رسائل الماجستير والدكتوراة، ويجب أن تكون صياغة المشكلة بالشكل الصحيح، وذلك بالسير على عدّة نقاط تتلخّص فيما يأتي:[٢]

  • تحديد موضوع البحث العلميّ.
  • وضع النقاط الرئيسيّة والفرعيّة لمشكلة البحث.
  • تحديد قائمة من الأهداف التي يجب تحقيقها من خلال هذا البحث.


جمع المعلومات

يجب على الباحث جمع المعلومات الخاصة بمشكلة البحث، ومن ثمّ قراءتها بتمعّن، مع فِهم أفكار المؤلّفين وآرائهم، ومن ثمّ تدوين الآراء التي وردت في تلك المصادر خشية نسيانها، فمن المستحيل على الباحث حِفظ جميع المعلومات التي قرأها، ولذا يُنصَح بتدوين تلك المعلومات على دفتر خاصّ، أو تخزينها في الحاسوب.[٢]


الزيارات الميدانيّة

يجب القيام بزيارات ميدانيّة ومكتبيّة وزيارات للمختبرات؛ حيث تتمّ تلك الزيارات تبعاً لنوع المشكلة الخاصّة بالبحث العلميّ، فمن الممكن القيام بالزيارات الميدانيّة في حال كانت المشكلة من الظواهر الاجتماعيّة أو الطبيعيّة، أو القيام بالزيارات المكتبيّة في حال احتاجت المشكلة إلى الحسابات والإحصاءات، أمّا الزيارات المخبريّة فتتمّ في حال احتاجت المشكلة إلى تجارب مخبريّة، ومن أجل القيام بتلك الزيارات بشكل صحيح وناجح، يجب اتّباع هذه المفاهيم للوصول إلى المعلومات الدقيقة التي يحتاجها الباحث، وهي كما يأتي:[٢]

  • مرحلة الملاحظة والتجربة: تعني الملاحظة أن يشاهد الباحث المشكلة كما هي في الطبيعة، أمّا التجربة فتعني تهيئة الباحث الظروف بالشكل الذي يناسبه.
  • مرحلة الفرضيّات: الفرضيّات هي رأي الباحث الذي كوّنه بعد مرحلة التجربة والملاحظة، وذلك بتفسير الظاهرة عن طريق التخمين والظنّ، وهي مجرد فرضيّات مؤقتة يضعها الباحث ليتأكد من صحتها، ولا تكون تلك الفرضيات علميّة إلا بتوفر هذه الشروط:
    • أن تكون الفرضيات غير مُتعارِضة مع القوانين العلميّة الثابتة.
    • أن تكون للفرضيات براهين تُثبت صحّتها.
    • أن تكون الفرضيات قابلةً للتطبيق.
  • مرحلة وضع القانون: هي المرحلة الأخيرة التي تتمّ بها صياغة القانون بعد إثبات صحّة الفرضيات.


إعداد الخطّة لكتابة البحث العلميّ

يجب أن يُعِدّ الباحث خطّةً خاصّةً لكتابة بحثه العلميّ، على أن تكون تلك الخطة مبتكرةً ولا تُشابه خطط البحوث الأخرى، وعلى الباحث أن يكون على دراية بأنّ مشروع الخطة قابل للتبديل والتطوير، ولإعداد خطّة ناجحة يجب اتّباع عدّة شروط تتمثّل فيما يأتي:[٢]

  • شموليّة الخطة: يعني ذلك شموليتها لجميع مسائل البحث العلميّ وقضاياه، مع إدخال جميع التفاصيل في الخطة.
  • التناسق والتوازن: يجب أن تكون الخطة متوازنة ومتناسقة جيّداً، ويتمّ ذلك بإيجاد توازن بين الفصول والأبواب التي يحتويها البحث العلميّ.
  • الابتكار والحداثة: بحيث لا يكون في الخطّة أيّ تقليد لمؤلّفين آخرين.


أدوات البحث العلميّ

أدوات البحث العلميّ هي مجموعة من الطرق والوسائل التي تُستخدَم للحصول على المعلومات اللازمة لإنجاز البحث العلميّ، ومن أهمّ تلك الأدوات:[٣]

  • العيّنات: يتم اختيار العينة وفق قواعد علميّة محددة؛ لتمثّل المجتمع تمثيلاً صحيحاً.
  • الملاحظة: تكمن أهميّة الملاحظة في جمع المعلومات والبيانات وخصوصاً في الدراسات النفسيّة، والاجتماعيّة، ودراسات الأنثربولوجيا، وتُقسَم الملاحظة قسمين؛ هما:
    • الملاحظة البسيطة: يُستخدَم هذا النوع من الملاحظة في الظواهر الطبيعيّة، وتتم الملاحظة دون الضبط العلميّ أو استخدام أدوات القياس.
    • الملاحظة المُنتظَمة: هي الملاحظة القائمة على أُسس منتظمة خاضعة للضبط العلميّ.
  • المقابلة: يتمّ استخدام المقابلة في البحوث الميدانيّة بشكل أكبر؛ وذلك لما يُمكن تحقيقه بها؛ ففيها يُمكن أن يُحقّق الباحث أكثر من غاية في نفسه، كأن يرى ردود الفعل النفسية لمن يُقابلهم، كما يُمكن إجراء المقابلة في حال كان الأشخاص ممّن ليس لديهم إلمام بالقراءة أو الكتابة، أو حتّى إن كانت الأسئلة بحاجة إلى توضيح، وتُقسَم المقابلة إلى عدّة أنواع؛ هي:
    • المقابلة الفرديّة.
    • المقابلة الجماعيّة.
    • المقابلة بين الرئيس والمرؤوس.
  • الاستقصاء: هو أحد الوسائل التي يتمّ جمع المعلومات بها، ويُعرَف أيضاً باسم الاستبيان، ويتمّ استخدام هذا النوع من الأدوات في حال الرغبة في الحصول على آراء الجمهور تجاه موضوع معين، ويتم من خلال توزيع عينة على فئة من المجتمع عبر الصحف أو الإنترنت، ومن ثمّ الإجابة عن ذلك الاستبيان وإعادته، والهدف منه هو الحصول على المعلومات المطلوبة بشكل واقعيّ.


المراجع

  1. ^ أ ب ت إياد خلد الطباع، الوجيز في أصول البحث والتأليف، سوريا: منشورات وزارة الثقافة-الهيئة العامة السوريّة للكتاب، صفحة: 3-6. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث واثق غازي المطوري، "أنواع البحوث العلميّة وكيفيّة انجازها"، www.geologyofmesopotamia.com، اطّلع عليه بتاريخ 8/11/2017. بتصرّف.
  3. ماثيو جيدير، منهجيّة البحث العلميّ، صفحة: 28-30. بتصرّف.
0 مشاهدة