مفهوم العقد الاجتماعي
يُشير مصطلح العقد الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Contract) إلى ذلك العقد المبرم بشكل فعلي أو افتراضي بين طرفين؛ كالحكومة والشعب، أو الحاكم والمحكوم، بحيث تحدّد بموجبه الحقوق الخاصة بكل فئة والواجبات المفروضة عليها، وظهر ذلك منذ القدم عندما بدأت الحياة البشرية بصورة من العشوائية والفوضى، فوضع العقل البشري اتفاقاً وعقداً لتنظيمها على هيئة مجتمع وحكومة، علماً بأنّ هذا المجتمع يندرج تحت خانة المصطلحات الخاصة بالفلسفة السياسية.[١]
كما يُطلق هذا المفهوم على جُملة من العادات والتقاليد والمصطلحات التي تندرج تحت خانة النظرية السياسية، بحيث يمثّل هذا العقد اتفاقاً محدداً بين مجموعة من الأشخاص الذين يساهمون في وضعه وصياغته.[٢]
نظرية العقد الاجتماعي
تدلّ نظرية العقد الاجتماعي على مجموعة من الأسس والالتزامات الأخلاقية التي تكون مشتركة بين مجموعة من الأشخاص كي يشكّلون المجتمع الذي يعيشون فيه، بحيث تكون هذه الالتزامات ضمن اتفاق بين هؤلاء الأشخاص، مع تحديد الملامح التي يتشكّل عليها محيطهم، علماً بأنّ هذا المصطلح يعود ظهوره إلى تاريخ ظهور الفلسفة، ويرتبط بصورة وثيقة بكلّ من النظرية السياسية والنظرية الأخلاقية، ومن الجدير بالذكر أنّ نظرية العقد الاجتماعي حظيت بالعديد من التحفّظات من المفكرين والفلاسفة، وخاصةً في الآونة الأخيرة، حيث اعتبرها البعض ناقصة وغير متكملة لتعبّر بشكل كافِ عن كلّ من الحياة الأخلاقية والسياسية التي نعيشها.[٣]
مع العلم بأنّ نظرية العقد الاجتماعي ترتبط بصورة وثيقة بموقف الأفراد من حكومتهم والمجتمع الذي ينتمون إليه، إلّا أنّ النظرية السياسية التعاقدية العالمية تتعلّق بالحقوق الخاصة بالأشخاص.[٢]
العقد الاجتماعي حسب روسو
توصّل المفكر جان جاك روسو عام 1762م إلى نظرية العقد الاجتماعي من خلال نظرته للطبيعة البدائية التي كانّ يعيشها الإنسان بحالة من العشوائية، حيث رأى أنّه كان لفرض القوانين التي نظمت حياة الناس أساساً لزيادة شعورهم بحس المسؤولية والأخلاق، إلى جانب الالتزام المدني.[١]