يقول الله سبحانه و تعالى في محكم التنزيل ( إذا أوحينا إلى أمّك ما يوحى، أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي و عدو له و ألقيت عليك محبة مني و لتصنع على عيني ) و يقول في موضع آخر من التنزيل الحكيم ( فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم ).
اليم (بفتح الياء و تشديد الميم) معناها في اللّغة البحر، و هو ظاهر من نص القرآن الكريم بنفس المعنى اللغوي، فاليم مسطح مائي أكبر من البحيرة و أصغر من المحيط ( البحر العظيم ) و ماؤه به ملوحة و لا يكون ماء اليم عذباً إلا أنّه قد تتخله تيارات عذبة مفصولة عنه لخواص لها علاقة بالتكوين و الكثافة و الجريان، فهذا هو التعريف الحديث لليم أمّا قدماء العرب فلم يسموا مسطح المياه الكبير بإسم المحيط و إنّما كان كل تجمع كبير للمياه يسمى بحرا أو يماً ، كما كانوا يطلقون إسم اليم على البحيرات فلذلك تجدهم يقولون إن مياه اليم قد تكون عذبة و قد تكون مالحة.
صاغ اللّغوين من اليم فعلاً، و الفعل يم ( بفح الياء و فتح الميم المشددة )، و تعني طرح في اليم فإذا قيل يم الرّجل عصاه ،أي ألقى الرّجل عصاه في اليم ( البحر )، و كذلك يأتي الفعل يم بمعنى ركب فنقول يمت السفينة البحر أي ركبت السفينة البحر، و كذلك صيغ الفعل المبني للمجهول و هو يم ( بضم الياء و فتح الميم المشددة ) فيقال يم الصبي في البحر أي ألقي في البحر و يمت المدينة أي أغرقت في اليم.
اليم إسم مفرد و كما أسلفنا معناه البحر و يجمع على جمعين في اللغة هما يموم و يمام ، إلا أن الأفضل جمعه على يموم تمييزاً له لأن كلمة يموم كجمع خاصة باليم، أمّا كلمة يمام كجمع فهي جمع لكلمة يم بمعنى بحر و جمع لكلمة يمامة و هي واحدة الحمام البرّي المعروف.