ما اسم ناقة الرسول

كتابة - آخر تحديث: الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩

رسول الله صلى الله عليه وسلم

هو رسول الله وأشرف الخلق، وأعظمهم شأناً عند ربه عز وجل، فهو سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، واسمه محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، اصطفاه الله تعالى من أكرم بيوت العرب وأطهرها نسباً، حيث اصطفاه من قريش، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى كنانة من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ومما يدل على عظم مكانته وشرف مهمته تعدّد أسمائه وحسنها، فهو أحمد، ومحمد، والماحي الذي يمحو الله به الكفر، والحاشر الذي يُحشر الناس على قدميه، والعاقب الذي ليس بعده نبي، ومن الجدير بالذكر أن الله تعالى قد أحسن خلق محمد صلى الله عليه وسلم كما أحسن خُلقه، وقد وصفه الصحابة رضي الله عنهم وصفاً دقيقاً، حيث روي عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسنَ الناسِ وجهًا، وأحسنهم خَلقًا، ليسَ بالطَّويلِ البائِنِ، ولا بالقَصير).[١][٢]


ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم

كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث نياق، الأولى كانت تسمى بالقصواء، وهي التي هاجر عليها من مكة، وكان عنده ناقتان أخرتان؛ وهما: الجدعاء، والعضباء، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:(كانت ناقةُ النبيِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقال لها العضباءُ)،[٣] والعضباء لقب لها وهو بمعنى القصواء، والعضب هو القطع، ومما كان يميز ناقته العضباء أنها لا تُسبق، وبقيت كذلك حتى جاء أعرابي على قعود قوي فتي قد بلغ السادسة من عمره، فاستطاع أن يسبق العضباء، مصداقاً لما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:(كانت ناقةٌ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تُسمى العضباءَ، وكانت لا تُسبق، فجاء أعرابيٌّ على قعودٍ له فسبقها، فاشتدَّ ذلك على المسلمِينَ، وقالوا : سُبقتِ العضباءُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :( إنَّ حقًّا على اللهِ أن لا يرفع شيئًا منَ الدنيا إلا وضعهُ ).[٤][٥]

ومن الجدير بالذكر أنّ ابن القيم رحمه الله ذكر تفصيلاً لنوق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابه زاد المعاد، حيث قال: (ومن الإبل القصواء، قيل: وهي التي هاجر عليها. والعضباء والجدعاء، ولم يكن بهما عضب ولا جدع، وإنما سميتا بذلك، وقيل: كان بأذنها عضب فسميت به. وهل العضباء والجدعاء واحدة أو اثنتان؟ فيه خلاف. والعضباء هي التي كانت لا تُسبق، ثم جاء أعرابي على قعود فسبقها).[٥]


رفق رسول الله بالحيوان

لم تقتصر رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على البشر فقط، بل تعدت الى ما أبعد من ذلك فشملت الحيوان أيضاً، حيث نظر الإسلام إلى الحيوان نظرة واقعية من منطلق أهميته ونفعه للبشر، واستخدام الإنسان له في عمارة الكون واستمرار الحياة، ومما يدل على ذلك تسمية عدة سور من القرآن الكريم بأسماء حيوانات؛ كالبقرة، والأنعام، والنحل وغيرها، ويتضح تكريم الإسلام للحيوانات وبيان أهميتها في قول الله تعالى: (وَالأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فيها دِفءٌ وَمَنافِعُ وَمِنها تَأكُلونَ*وَلَكُم فيها جَمالٌ حينَ تُريحونَ وَحينَ تَسرَحونَ*وَتَحمِلُ أَثقالَكُم إِلى بَلَدٍ لَم تَكونوا بالِغيهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُم لَرَءوفٌ رَحيمٌ)،[٦] وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته حقوق الحيوان، وحثهم على الرفق والرحمة في التعامل معها، حيث بين عليه الصلاة والسلام في الحديث النبوي المعروف أن رجلاً غُفر له ذنبه لأنه سقى كلباً كاد يموت من شدة العطش، بالإضافة إلى ما روي عنه عليه الصلاة والسلام عندما سأله بعض الصحابة رضي الله عنهم قائلين: ( يا رسولَ اللهِ ، وإن لنا في البهائمِ لأجرًا ؟ فقال : في كلِّ ذاتِ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ).[٧][٨]

ومن صور شفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفقه بالحيوان ما روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى حُمرة معها فراخها، فأخذ فرخيها، فجاءت الحُمرة وأخذت تعرش، فجاء النبي عليه الصلاة والسلام فقال: ( مَن فجعَ هذِهِ بولدِها ؟ ردُّوا ولدَها إليها)،[٩] ولا بُد من الإشارة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكّد على حق الحيوان بعدم الإيذاء، واعتبر تعذيب الحيوان أو إيذائه أو عدم الرفق به جريمة، فقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لعن من مثّل بالحيوان، بالإضافة إلى ما رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على حمار وُسِمَ في وجهه فقال: (لعن اللهُ الذي وسَمَه).[١٠][٨]

ومن حقوق الحيوانات التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم حبسها وتجويعها، مصداقاً لما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عُذِّبتِ امرأةٌ في هرةٍ أوثقتْها . فلم تُطعِمْها ولم تَسقِها . ولم تدَعْها تأكل من خَشاش الأرضِ)،[١١] ومن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحيوان أنه نهى عن استخدامه لغير ما خُلق لأجله، مصداقاً لما روي عنه أنه قال: (إيَّاكم أن تتَّخذوا ظُهورَ دوابِّكم منابرَ)،[١٢] ومن ذلك نهيه عن اتخاذ الحيوان غرضاً، ففي أحد الأيام مرّ ابن عمر رضي الله عنهما بفتيةٍ من قريش قد وضعوا طيراً وتسابقوا في رميه، فبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لعن من اتخذ شيئاً فيه روح غرضاً.[٨]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 3549 ، صحيح.
  2. "شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وشأنه وأخلاقه وهديه وخصائصه[1 "]، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2018. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2871 ، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6501 ، صحيح.
  5. ^ أ ب "دواب النبي صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2018. بتصرّف.
  6. سورة النحل، آية: 5-7.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2466 ، صحيح.
  8. ^ أ ب ت "رسول الله وحقوق الحيوان الثلاثا"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2018. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5268 ، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2117 ، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2242 ، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2567 ، صحيح.
177 مشاهدة