الرسول صلى الله عليه وسلم
هو رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي أرسله الله تعالى لنشر الخير والهدى بين العالمين، وقد أنزل الله تعالى عليه القرآن الكريم ليكون مصدقاً لرسالته العظيمة، وحاملاً للإرشادات التي تحتاجها الإنسانية حتى تصير أكثر قدرة على تحقيقة غاية الله تعالى في خلقه.
المولد والنسب الشريف
ولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في الثاني والعشرين من شهر أبريل من عام خمسمئة وواحد وسبعين من الميلاد، وقد صادف ميلاده الشريف يوم الإثنين من شهر ربيع الأول من عام الفيل، وهو العام الذي غزا فيه أبرهة الأشرم وجيشه مكة المكرمة لهدم الكعبة المشرفة، وقد خلد القرآن الكريم هذه الحادثة في سورة الفيل العظيمة.
نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسرة عريقة جداً في الجزيرة العربية، فهو من بني هاشم أشرف العرب، حيث يعود في نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم –عليهما السلام-. جده لأبيه هو عبد المطلب سيد قريش، وأبوه عبد الله بن عبد المطلب الذي فداه أبوه بمئة من الإبل، أما أمه فهي السيدة آمنة بنت وهب والتي كانت تعتبر أرفع نساء قريش مكانة، ونسباً، فأبوها هو وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب سيد بني زهرة.
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع أسباب الشرف والسؤدد والمكانة والرفعة والأخلاق، ولا غرابة في ذلك فهذه هي الصفات التي يجب أن يكون عليها خير إنسان وطأت قدماه الأرض.
النشأة
توفي والد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يزال في بطن أمه، وتوفيت أمه ولديه ستة أعوام، وقد حضنته السيدة أم أيمن بعد وفاة والدته، وكفله جده سيد مكة عبد المطلب، فعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبنائه، وبعد قرابة عامين من وفاة أمه توفي جده، فانتقلت رعايته إلى عمه أبي طالب.
عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية حياته في رعي الغنم، كما سافر مع عمه إلى بلاد الشام في التجارة عندما بلغ سن الثانية عشرة، وقد ذاع صيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سكان مكة، حيث اشتهر بأمانته، وصدقه، وأخلاقه العالية الكريمة، وبسبب صيته الطيب، تزوجته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عندما كبر وشبَّ، وأنجب منها أبناءه وبناته الكرام، وقد توفيت السيدة خديجة بعد بعثته الشريفة في العام المعروف باسم عام الحزن.