كيف يولد الخفاش

كتابة - آخر تحديث: الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٩

الخفاش

الخفاش أو الوطواط (بالإنجليزيّة: bat) هو حيوان ثديي صغير الحجم، يتميز عن باقي الثّديّات بقدرته على الطيران، ينتمي الخفاش إلى رتبة Chiroptera والتي تعني باليونانيّة مُجنّحات الأيدي؛ وذلك لأنّ تركيب جناح الخفاش المفتوح يشبه تركيب يد الإنسان مع وجود أغشية تصل بين الأصابع الأربعة وبقاء الإبهام حرّاََ لا يتصل بباقي الأصابع، يَستخدِم الخفاش الأصبع الأماميّ الحر وأطرافه الخلفيّة ليتعلّق بالأشجار أو بالكهوف بالمقلوب؛ بحيث يتدلّى رأسه وجسمه للأسفل. الخفافيش كباقي الثّدييات تتكاثر بالولادة، وترضع صغارها، ويغطي جسمها الشّعر باستثناء الأجنحة. تُقدّر أنواع الخفافيش بما يقرُب من (1100) نوع في جميع أنحاء العالم، وهي تمثّل خُمس أعداد الثّديّات تقريباََ.[١][٢]


أنواع الخفافيش

تُقسم الخفافيش إلى مجموعتين رئيسيتين، وهما:[١][٣]

  • الخفافيش الكبيرة، أو خفافيش الفاكهة (بالإنجليزيّة: Megachiroptera أو Megabats) : يوجد ما يقارب 170 نوع من الخفافيش الكبيرة التي تنتشر في آسيا وإفريقيا، ولا يُشترط أن تكون الخفافيش الكبيرة كبيرة الحجم فعلاََ، ففي الحقيقة يوجد خفافيش تنتمي لهذه المجموعة بالرغم من أنّها أصغر حجماََ من بعض الخفافيش الصغيرة. تتغذّى الخفافيش الكبيرة على الفاكهة، وحبوب اللّقاح، و رحيق الأزهار، وأحياناً الحشرات، وتختلف عن الخفافيش الصّغيرة بأنها لا تستخدم السّونار الحيوي (الرّصد بالصّدى) لتحديد اتجاهها باستثناء خفاش الفاكهة المصري. إنّ أكبر أنواع الخفافيش الكبيرة هو خفاش الثّعلب الطّائر الذي يزن 998غ، والمسافة بين جناحيه ما بين 1.5- 1.8م، أما أصغر أنواعها فهو خفاش الفاكهة طويل اللّسان الذي يبلغ وزنه 14غ، والمسافة بين جناحيه 25.4سم.
  • الخفافيش الصّغيرة (بالإنجليزيّة: Microchiroptera أو microbats): يوجد ما يُقارب 800 نوع من الخفافيش الصّغيرة التي تنتشر في جميع القارات باستثناء القارة القطبيّة الجنوبيّة. تتغذّى معظم الخفافيش الصّغيرة على الحشرات، والقليل منها يأكل الفاكهة والرّحيق أو الحيوانات الصّغيرة، وبعضها يشرب دم الحيوانات الكبيرة. أكبر الخفافيش الصغيرة هو الخفاش مصاص الدّماء الكاذب الذي يزن ما بين 145-190غ، وتكون المسافة بين جناحيه متراً واحداً، أما أصغر الخفافيش فهو النّحلة الطّنانة الذي يزن 2غ، والمسافة بين جناحيه 3سم. تتميّز الخفافيش الصّغيرة بخصائص تميزها عن الخفافيش الكبيرة، ومنها أنّها:
    • تستخدم السّونار الحيويّ لتحديد اتجاهها.
    • تفتقر لوجود مخلب في أصبع القدم الثّاني في الأطراف الأماميّة.
    • لا تشكّل آذانها حلقة مغلقة، بل تكون الأطراف منفصلة عن بعضها البعض عند قاعدة الأذن.
    • تفتقر لوجود الفرو التحتيّ، ولكنها تمتلك شعراً حامياً، كما يمكن أن تكون عارية.


تكاثر الخفاش

تختلف طريقة تكاثر الخفاش باختلاف النّوع الذي ينتمي إليه والبيئة التي يعيش فيها، وبشكلٍ عام تُعدّ المعلومات المتوافرة عن طرق تكاثر الخفافيش محدودة؛ نظراََ لتنوعها وانتشارها؛ مما يجعل أمر دراستها صعباً. تمرّ بعض إناث الخفاش في الدّورة النّزويّة (أي الفترة التي تُظهر فيها استعدادها للتزاوج) مرة واحدة أو مرتين سنويّاََ، وبعض الإناث تكون متعددة الدّورات النّزويّة. تغازل ذكور الخفاش الإناث بعدة طرق، منها: الغناء، وفرد الأجنحة واستعراضها، ومدّ الشّعر الطّويل الذي يوجد على قمة الرأس. يحدث التّزاوج في أنواع خفافيش أمريكا الشّماليّة وشمال أوراسيا وخفافيش الحدوة في الخريف، ثم تبيت بعدها بياتاََ شتوياََ، وتخزّن الأنثى الحيوانات المنويّة داخل جهازها التّناسليّ حتى قدوم الرّبيع وبدء موسم الدّفء ووجود وفرة في الغذاء، عندها تستيقظ الأنثى وتحدث الإباضة، وتُستخدم الحيوانات المنويّة المخزنّة لتلقيح البويضة؛ وذلك لزيادة فرص الصّغار بالنّمو والبقاء على قيد الحياة.[٤][٥]


يعتمد طول فترة حمل أنثى الخفاش على البيئة التي تعيش فيها الأنثى ودرجة حرارتها، على سبيل المثال تكون فترة حمل خفاش الأنف الورقيّ ثلاثة شهور، وتتراوح فترة حمل أنثى الثّعلب الطّائر ما بين 5-6 شهور، وأكثر من خمسة شهور في الخفاش مصاص الدّماء، أما أنثى خفاش اللّيل فتتراوح فترة حملها ما بين 6-14 أسبوعاً. في بعض الأنواع تهاجر الإناث الحوامل عندما يقترب موعد ولادتها إلى مستوطنات خاصة (حضانات) تكون أكثر دفئاََ، وتضم فقط الإناث الحوامل، ولا تستقبل الذّكور أو الإناث غير الحوامل. تلد الأنثى وهي مُعلّقة من قدميها، وتُمسِك الوليد بجناحها لتمنع سقوطه على الأرض. تلد معظم الخفافيش صغيراً واحداََ، وبعضها مثل أنثى الخفاش البنيّ الكبير قد تضع توأماََ، وبعضها قد تضع ما بين 1-4 صغار مثل الخفاش الأحمر الشّرقيّ، وبعض الإناث يمكنها أن تحمل مرتين في العام الواحد.[٤][٥]


يولَد صغير الخفاش أعمى وأصم وعديم أو قليل الشّعر، ويكون وزن الولادة ما بين سُدس إلى ثُلث وزن الأم؛ أي ما بين 0.22-370 غرام، وتكون الأرجل الخلفيّة متطوّرة، ويستخدمها الصّغير للتعلق بالأم أو بالمجثم، والأجنحة تكون غير مكتملة النّمو. تَرضَع الإناث الصّغار من الغدد الثّدييّة التي توجد في منطقة الصّدر في بعض الأنواع، أو في منطقة تحت الإبط في أنواع أخرى، كما أنّ بعض الأنواع تمتلك حلمات كاذبة ليتعلّق بها الصّغير بفمه أثناء طيران الأم، تُفطم الصّغار غالباً بعد مرور خمسة أو ستة أسابيع في أنواع الخفافيش الصّغيرة، وخمسة أشهر في الثّعلب الطّائر الهندي. تترك الأمهات الحضانة بحثاََ عن الطّعام، وقد تحمل معها صغيرها لفترة بسيطة من الوقت، ولكن يُترك معظم الصغار مُعلّقين على جدار أو سقف الحضانة، وعند عودة الأم فإنّها تتمكّن من تمييز صغارها من ضمن ملايين الخفافيش المتشابهة بالشّكل؛ من خلال أصواتهم ورائحتهم وتذكُّرها للمكان الذي تركتهم فيه. يصل الصّغار إلى عمر النّضج الجنسيّ في السّنة الأولى أو الثّانية من العمر، ولكن من المعروف أنّ وفيات صغار الخفاش تكون مرتفعة مقارنةً بالكبار؛ بسبب سقوطهم من الأسقف أو تعرُّضهم للجروح أثناء محاولاتهم الأولى للطيران، بالإضافة إلى الأمراض والاضطرابات النّاتجة عن الطّفرات الوراثيّة.[٤][٥]

أهمية الخفافيش

للخفافيش أهمية كبيرة في حياة البشر، ومنها:[٤][٥]

  • تُلقّح الكثير من النّباتات والأشجار الاستوائيّة وشبه الاستوائيّة، مثل: التّين، والأفوكادو، والموز، وفاكهة الخبز (بريدفروت)، والمانجو، والخوخ، والتّمر.
  • تلتهم أعداد كبيرة من الحشرات، فكلّ خفاش يأكل ما يُقدّر نصف وزنه من الحشرات؛ ممّا يساعد في السّيطرة على أعداد كبيرة من الآفات التي تضرّ المحاصيل والحد من انتشار الأمراض.
  • تُنتِج الرّوث الغني بالفسفور والنّيتروجين الذي يُستخدَم كسماد طبيعيّ في كثير من البلدان في العالم.
  • يُغطّي روث الخفاش القطع الأثرية والأحافير في الكهوف؛ ممّا يساعد على حفظها.
  • تُعدّ بعض أنواع الخفافيش مثل الثّعالب الطّائرة مصدراََ للطعام في بعض أجزاء جنوب شرق آسيا، وبعض جزر المحيط الهادئ.
  • تُعد الخفافيش ذات أهمية كبيرة لأغراض البحث العلمي؛ حيث يتم دراسة بعض النّواحي الفسيولوجيّة للخفاش مثل: الهجرة لمسافات طويلة، والسّبات الشتوي، وتنظيم درجة الحرارة المُعقّد، والاستدلال على الاتجاه باستخدام الصّوت.


ومن ناحية أخرى للخفافيش بعض المضار، مثل:[٤]

  • يُسبّب الخفاش مصاص الدّماء جروح صغيرة للماشية في بعض أجزاء أمريكا الاستوائيّة، وتشكّل هذه الجروح مواقع مثاليّة للطُّفيليّات لتضع فيها بيوضها.
  • ينقل الخفاش مصاص الدماء داء الكَلَب وداء المثقبيات إلى الماشية.
  • تُسبّب المستعمرات الكبيرة من الخفافيش التي تسكن في المنازل والمباني العامة في المناطق الاستوائيّة الإزعاج بأصواتها، ورائحتها، ورَوثِها.


المراجع

  1. ^ أ ب "Bat", www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 1-11-2017. Edited.
  2. "الخفافيش"، www.arab-ency.com/، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2017. بتصرّف.
  3. Alina Bradford (8-8-2014), "Facts About Bats"، www.livescience.com, Retrieved 1-11-2017. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج Don Wilson (Updated 27-1-2017), "Bat"، www.britannica.com, Retrieved 1-11-2017. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Bat", animals.sandiegozoo.org, Retrieved 1-11-2017. Edited.
249 مشاهدة