القرآن الكريم
القُرآن الكريم هوَ كلام الله تعالى الذي أعجزَ بهِ الإنس والجنّ، وهوَ القولُ الخالد الذي أنزلهُ الله سُبحانهُ وتعالى على رسولهِ مُحمّد -عليهِ أفضل الصلاةُ وأتَمّ التسليم-، والقُرآن الكريم أنزلهُ الله ليكون دليلاً على صدق رسالة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وليكونَ منهجَ حياةٍ للناسّ كافّة.
والقرآن الكريم هو باللغة العربيّة، واختصاص اللغة العربيّة لحمل القُرآن الكريم هو دليل على سِعة هذهِ اللغة وقوّتها وجزالتها ووفرة معانيها، فأنت بالعربيّة تستطيع التعبير وإظهار البلاغة بالشكل الذي لا تستطيع تحقيقه في لُغةٍ أُخرى، ويجب أن يفتخر كُلّ عربيّ وكُلّ ناطقٍ ومُتقنٍ لهذه اللُغة بأنّه يتكلّم بلغة القُرآن التي اصطفاها الله ليجعل كتابهُ الخالد منطوقاً بها، بلسانٍ عربيّ مُبين.
ومن الأمور التي ترتفع بها درجات المؤمن عند ربّه هي أن يحفظ كلام الله عزّ وجلّ في صدره وأن يجعل القُرآن يتردد في داخله ويُتلى على لسانه استحضاراً واستظهاراً من الحفظ المُتمكّن، وهذا الحفظ يجعل منكَ مُتقناً للعربيّة شديد الفهم لكلام العرب، واسع الاطّلاع والعِلم، لأنّ كلّ العِلم في كتاب الله عزَّ وجلّ الذي علّم الإنسانَ ما لم يعلم، وفي هذا المقال سنُحاول الوصول إلى أفضل الطُرق لحفظ القُرآن الكريم والمُحافظة على هذا الحفظ وتثبيته من الضياع والنسيان.
كيفية تثبيت حفظ القُرآن
- ينبغي أن يكون حفظ القُرآن برغبة من الإنسان وحُبّاً في حفظ كلام الله تعالى، وليس سعياً إلى السُمعة وإعجاب الناس بذلك وقولهم بأنّك حافظ لكتاب الله، وهذا من الرياء الذي يُحبط العمل وهو المُنافي للإخلاص لله وحده، فأنت تحفظ كلام الله لتنال رضا الله أوّلاً، ولتصل إلى درجة أن تكون من أهل القُرآن وهُم أهل الله وخاصّته.
- اقرأ القُرآن واحفظهُ على يدِ شيخٍ مُجاز في حفظ القرآن ومشهور عنهُ الحفظ والإتقان والورع، فأنت تقرأ كلام الله كما أُنزل على رسول الله -صلّى الله عليهِ وسلّم- وكما علّمهُ أصحابه -عليهم رضوان الله تعالى-، ويكون هذا من خلال سندٍ مُتّصل بالتواتر إلى رسولنا -عليهِ الصلاة والسلام- عن جبريل عن ربّهِ جلَّ وعلا.
- افهم كلام الله، عن طريق التفسير الواضح لجميع آيات الله، فالفهم هو السبيل إلى الحفظ وإلى التثبّت على هذا الحفظ، فأنت عندما تحفظ آيةً تفهُمُها وتعيها جيّداً فلا شكَّ بأنَّ هذا الحفظ سيتثبّت في صدرك ولا يزول بإذن الله تعالى.
- ابتعد عن المعاصي والذنوب، فهي التي تُنسيكَ القُرآن، لأنّ كلام الله لا يجتمع مع ما حرّم الله، فلا تحرم نفسك من حفظ كلام الله لأجلِ شهوةٍ زائلة أو ذنب لحظيّ.
- اجعل لنفسكَ وِرْداً من القُرآن الكريم بحيث تُكرر ما تحفظه دائماً، ولا تترك الحفظ بدون إعادة فهذا يُعين على الحفظ والتثبّت فيه.