الحمل
يحدث الحمل (بالإنجليزية: Pregnancy) نتيجة إخصاب الحيوان المنويّ البويضة، لتكوين البويضة المخصبة التي تمرّ بمراحل عديدة إلى لحظة حدوث الانغراس (بالإنجليزية: Implantation)، وفي عملية الانغراس تنغرس البويضة المخصبة في الرحم وغالباً ما يحدث ذلك بعد خمسة إلى سبعة أيام من لحظة الإخصاب. ويجدر بالذكر إنّ هناك مجموعة من العوامل التي تتحكم بحدوث الحمل لدى المرأة منها طبيعة غذاء المرأة، وصحتها العامّة، وموعد الإباضة ومدى تحرّيه لحدوث الحمل، بالإضافة إلى العمر، فقد وُجد أنّ احتمالية حمل النساء اللاتي تقل أعمارهنّ 25 عاماً تصل إلى ما يُقارب 86%، بينما تكون فرصة حدوث الحمل لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهنّ ما بين 25 و29 عاماً ما يُقارب 78%، وتقل هذه النسبة لتصل إلى 63% لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهنّ ما بين ثلاثين و34 عاماً، وتستمر النسبة بالانخفاض لتكون 50% في الحالات التي تبلغ فيها النساء الخامسة والثلاثين من العمر. وتجدر الإشارة إلى أنّ فهم الحمل وكيفية حدوثه يُعدّ أمراً في غاية الأهمية للأزواج الذين يُخطّطون للإنجاب، وكذلك الأزواج الذين يُحاولون تجنّب حدوث الحمل، لمساعدتهم على استخدام الطرق المثالية مثل العوازل الجنسية والطرق الهرمونية الواقية.[١]
الكشف عن الحمل
الأعراض والعلامات
في الحقيقة هناك العديد من الأعراض والعلامات التي تظهر على النساء في حال حدوث الحمل، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأعراض والعلامات قد تتشابه مع أعراض وعلامات حالات صحية أخرى بما فيها الدورة الشهرية، وعلى هذا يمكن القول إنّ ظهور هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الحمل، فالطريقة الوحيدة لإثبات الحمل هي اللجوء لاختبارات طبية تكشف عنه، ومن جهة أخرى يجدر بالذكر أنّ الأعراض والعلامات التي تظهر في حال حدوث الحمل تختلف من امرأة إلى أخرى، وكذلك تختلف لدى المرأة ذاتها من حملٍ إلى آخر، وفيما يأتي بيان أهمّها وأكثرها شيوعاً:[٢]
- أعراض نزف الانغراس: في اللحظة التي تنغرس فيها البويضة المخصبة في الرحم تظهر على المرأة أعراض تُشبه أعراض الدورة الشهرية من حيث الشعور بالمغص (الإنجليزية: Cramping) بالإضافة إلى ظهور نقط أو بقع من الدم، ويجدر بالذكر أنّ كثيراً من النساء تعتقد أنّ هذه الأعراض تدلّ على بداية الدورة الشهرية، ولكنّ الأمر في الواقع يرتبط بحدوث الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ المغص والنزف يكونان أخف حدّة من المغص والنزف المرافقَين للدورة الشهرية، بالإضافة إلى ذلك قد تُلاحظ بعض النساء ظهور إفرازات مهبلية بيضاء اللون حليبيّة المظهر، وقد تستمر هذه الإفرازات طول فترة الحمل، ولا تُعدّ مؤذيةً أبداً، ولكن في حال ظهورها برائحة كريهة أو شعور المرأة بالحكة أو الحرقة عند خروج هذه الإفرازات فإنّ مثل هذه الحالات تتطلب مراجعة الطبيب المختص، فقد تكون هذه الأعراض دلالةً على وجود أحد أنواع العدوى.
- تغيّرات في الثدي: بعد مرور أسبوعٍ إلى أسبوعين على لحظة حدوث الحمل، فإنّ المرأة قد تُلاحظ امتلاء الثديين، وانتفاخهما، وقد تشعر بالألم عند لمسهما، ويُعزى حدوث ذلك للتغييرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلب هذه الأعراض تخف بتقدّم الحمل.
- الشعور بالتعب والإعياء: وغالباً ما يحدث ذلك بعد مرور أسبوع على الحمل، ويمكن تفسير الشعور بالتعب والإعياء بارتفاع نسبة هرمون البروجستيرون في الدم، ويمكن كذلك أن يُعزى إلى انخفاض مستويات السكر ومعدلات الضغط في الدم.
- الغثيان: قد تشعر بعض النساء بالغثيان خلال الحمل، وخاصة في الصباح الباكر، وقد فسّر البعض حدوث الغثيان لتغيّرات مستوى الهرمونات في الجسم، وتجدر الإشارة إلى احتمالية معاناة بعض الحوامل من تغير الرغبة تجاه الأطعمة، فقد تنفر من أنواع لم تكن تنفر منها في السابق، وقد تشتهي أطعمة لم تكن تشتهيها سابقاً، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأعراض تقل بشكل ملحوظ عند الكثير من النساء بين الأسبوعين الثالث عشر و الرابع عشر من الحمل.
- غياب الدورة الشهرية: ولعلّ غياب الدورة الشهرية أهمّ علامات الحمل، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ غياب الدورة لا يعني بالضرورة حدوث الحمل، فقد يكون غيابها مرتبطاً بالشعور بالتعب، أو اختلال مستوى الهرمونات، أو حدوث تغيرات كبيرة في الوزن، أو غير ذلك.
- كثرة التبول: وغالباً ما يحدث هذا العرض بعد مرور ستة إلى ثمانية أسابيع على حدوث الحمل.
- تقلّبات المزاج: وخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
- الإمساك: ويُعزى حدوثه لارتفاع مستوى هرمون البروجستيرون الذي يُبطّئ مرور الطعام في الأمعاء الدقيقة. و يُنصح بتناول كميات وافرة من الماء والأطعمة الغنية بالألياف للتقليل من هذا العرض.
الاختبارات الطبية
يقوم مبدأ الاختبارات الطبية التي تكشف عن وجود الحمل على الكشف عن هرمون الحمل المعروف علمياً بهرمون الموجهة الغدد التناسلية الميشمائية (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin)، و من هذه الاختبارات نذكر ما يأتي:[٣]
- فحص البول: (بالإنجليزية: Urine test)، ويمكن إجراء هذا الفحص في المنزل أو عيادة الطبيب المختص، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الفحص غالباً ما يكشف عن وجود الحمل بعد مرور ما يقارب أسبوعين على حدوثه، وتصل دقته إلى ما يُقارب نسبته 99%.
-
فحص الدم: (بالإنجليزية: Blood Test)، لا يُجرى هذا الفحص إلا في عيادة الطبيب المختص، وفي الحقيقة يمكن من خلال هذا الفحص الكشف عن وجود الحمل في وقت أبكر من فحص البول، إلا أنّ الوقت المستغرق في الحصول على النتيجة أطول، ولهذا الفحص نوعان يمكن إجمالهما فيما يأتي:
- الفحص الكميّ: ويكشف هذا الفحص عن كمية هرمون الحمل في الدم مهما كانت قليلة، بالإضافة إلى إمكانية معرفة عمر الحمل باستخدام هذا الفحص.
- الفحص النّوعيّ: ويُستخدم هذا الفحص للكشف عن حدوث الحمل من عدمه دون إعطاء نسبة هرمون الحمل في الدم.