المشاعر الإنسانية
خلق الله تعالى الإنسان مجبولاً في فطرته على المشاعر التي تفتقدها بعضها الكائنات الحية الأخرى، فيتأثر الإنسان بما يحيط به بدرجاتٍ متفاوتةٍ؛ فالبعض قد يتأثر بشكلٍ كبيرٍ بل وقد يؤثر ذلك على سير حياته، وهناك من يكون التأثير لديه بسيطاً ولحظياً وينتهي مع انتهاء الموقف ولكن توجد بعض الأصناف من الناس ممّن يكاد يكون معدوماً لديهم التأثر وغالباً يوصف هؤلاء بالحجارة.
تُعتبر المرأة أكثر انفعالاً من الرجل؛ فقد خلقها الله تعالى بهذا الشكل لتتناسب مع مهمتها وهي تربية الأبناء والعطف عليهم وتقديم الحب والحنان والرعاية لهم، بينما الرجل خلِق ليعمل فجعله الله تعالى أقدر على التحكم بانفعالاته ومشاعره.
تتعدّد الطرق التي يُعبّر الإنسان فيها عن انفعالاته سواءً كانت هذه الانفعالات فرحاً أم حزناً أم اندهاشاً وغيرها، وقد يترافق معها البكاء الحزين أو الفرح، ولكن في بعض الحالات قد يُصاب الشّخص بعدم القدرة على البكاء لأيّ سببٍ كان، وتعتبر هذه مشكلةً خطيرةً ترتبط ببعض الأمراض الداخلية في الجسم، لذلك دعونا نتعرّف على هذه المشكلة لتقديم النصائح التي قد تفيد في حلها.
عدم القدرة على البكاء
البكاء من الأمور التي يمتاز بها الإنسان عن بقية الكائنات الحية، وتظهر من خلال تساقط الدموع من العين، وتفيد هذه الدموع في تخلّص الجسم من الضغوطات النفسية التي قد تضغط على أعصاب الشخص، فبعد إجراء الدراسات تبيّن أنّ معظم الأشخاص يرتاحون وتستقر مشاعرهم بعد البكاء، وعندما تمّت دراسة المواد التي تحتوي عليها هذه الدموع وجدوا أنها تحتوي على البرولاكتين أو الحليب وهرمون آي سي تي أتشن وهما اللذان ترتفع نسبتهما في الدم عند التعرّض لموقف انفعال، وبالتالي فإنّه مع الدموع يتخلّص الجسم منهما، كما أن البكاء والدموع تساعد في تنظيف القرنية والتخلص من الأوساخ والأتربة التي قد تدخل إلى العين، كما أن البكاء يخلص الجسم من المواد الكيميائية الضارة والسموم.
قد يُعاني بعض الأشخاص من عدم القدرة على البكاء، وهذا يُعتبر عائقاً صحياً نظراً لفقدان المصاب الفوائد المرتبطة به، وقد تكون عدم القدرة على البكاء ناتجةً عن أسبابٍ نفسيةٍ أو مشاكل في الجسم؛ فالبكاء في بعض المجتمعات وخاصةً للرجل يُعتبر من الأمور غير الجيّدة ولا يجوز ذلك لارتباطه في أذهانهم بالضعف فيحاول الرجل كبت مشاعره ممّا يُسبّب له الكثير من المشاكل الأخرى، أو قد يكون نتيجة إصابة الشخص بالاكتئاب وكثرة المشاكل التي يمر بها مما يجعله بليد الإحساس، أو قد يكون نتيجة وجود خللٍ في الجسم مثل الإصابة بالجفاف الذي يؤدّي إلى عدم المقدرة على البكاء وذرف الدموع.