منزلة علي بن أبي طالب
كان علي رضي الله عنه صاحب منزلة رفيعة عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كيف لا وهو ابن عمه ومن الأكرمين عند الله عز وجل، وهو أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين، إنَّه علي زوج فاطمة بنت خير الأنبياء والمُرسلين ووالد الحسين والحسين سبطي رسول الله، فقد كفله النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو ابن ثماني سنوات وكان أول من آمن من الصبيان، فقد كان صاحب دعوة قريش، وقد فدى الرسول فنام في فراشه ليلة مكر المشركين ومحاولتم قتله، وهو مؤدي أمانات النبي في مكة بعد الهجرة، وقد خرج مع عبيدة وحمزة للخصوم في غزوة بدر، وهو من واجه أحد صناديد العرب يوم الخندق وفُتحت على يديه خيبر، وكان من المدافعين عن الرسول في أُحد، فقد كان من منزلة هارون لموسى عند النبي حيث رُوي: (أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرجَ إلى تَبوكَ، واسْتَخْلَفَ عَليًّا، فقال: أتُخَلِّفُني في الصِّبيانِ والنساءِ ؟ قال: (ألا ترْضَى أنْ تكونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هارونَ مِن مُوسَى؟ إلا أنهُ ليس نبيٌّ بَعْدِي).[١][٢]
ما ورد في السنة عن منزلة علي
ذكر في السنّة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث النبوية الشريفة والتي تبيّن منزلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن هذه الأحاديث:
- (أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال يومَ خيبرَ: (لأعطين هذه الرايةَ غدَا رجلاً يفتحُ اللهُ على يديه، يحبُّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُه). قال: فبات الناسُ يدُوكون ليلتَهم أيُّهم يعطاها ، فلما أصبحَ الناسُ غدوْا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهم يرجو أن يُعطاها، فقال:(أين عليٌّ بنُ أبي طالبٍ). فقيل: هو يا رسولَ اللهِ يشتكي عينَيه، قال:(فأرْسِلوا إليه). فأتي به فبصقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأَ حتى كأن لم يكن به وجعٌ، فأعطاه الرايةَ، فقال عليٌّ: يا رسولَ اللهِ ، أقاتِلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال: (انْفُذْ على رسلِك حتى تنزلَ بساحتِهم، ثم ادعُهم إلى الإسلامِ، وأخبرْهم بما يجبُ عليهم من حقِّ اللهِ فيه، فوالله لأَن يهديَ اللهُ بك رجلاً واحداً ، خيرٌ لك من أن يكونَ لك حُمْرُ النَّعَمِ).[٣]
- (قالَ عليٌّ : والَّذي فلقَ الحبَّةَ وبرأَ النَّسمةَ ! إنَّهُ لعهدُ النَّبيِّ الأمِّيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إليَّ أن لا يحبَّني إلَّا مؤمِنٌ ، ولا يبغضَني إلَّا منافقٌ).[٤]
- (لا تَكذِبوا عليَّ ، فإنه مَن كذَب عليَّ فلْيَلِجِ النارَ).[٥]
حياة علي ووفاته
علي بن ابي طالب هو ابن عم رسول الله ورابع الخلفاء الراشدين، أمه فاطمة بنت أسد ابنة عم أبي طالب كانت من المهاجرين وتوفيت في المدينة المنورة، كان رضي الله عنه من السباقين للإسلام حيث لم يبلغ الرشد بعد، يُكنى بأبي الحسن وأبي تُراب،[٦]توفي رضي الله عنه في ليلة السابع عشر من رمضان عام أربعين للهجرة حيث بلغ من العمر ثلاثة وستين عاماً وقيل بضع وخمسين، وقضى أمير المؤمنين بعد أن طُعن على يد عبدالرحمن بن ملجم.[٧]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 4416، صحيح.
- ↑ "فضل علي بن أبي طالب"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 4210، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 78، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 106، صحيح.
- ↑ شمس الدين الذهبي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، مصر: المكتبة التوفيقية، صفحة 136، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ ابن أبي الدنيا (2001)، مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (الطبعة الأولى)، دمشق: دار البشائر، صفحة 23، جزء 1. بتصرّف.