القلب
يُعتبر القلبُ (بالإنجليزية: Heart) العضوَ المسؤولَ عن ضخِّ الدم في الجسم، ويُعدّ مركزَ الجهاز الدوراني، وبالتحديد بين الرئتين إلى الجهة اليسرى قليلاً خلف عظام القص، وإنّ للقلب ثلاث طبقات رئيسية، أمّا الأولى فهي الطبقة العضلية التي تُمثل القلب ذاته، والطبقة الثانية فتُعرف بالتامور (بالإنجليزية: Pericardium) وهي الطبقة التي تُغلّف القلب، أمّا الطبقة الثالثة والأخيرة فتُعرف بالشغاف (بالإنجليزية: Endocardium)، ويتكون القلب ببساطة من أربع حجرات، حجرتان علويتان تُعرفان بالأذينين (بالإنجليزية: Atria) وحجرتان سفليتان تثعرفان بالبطينين (بالإنجليزية: Ventricles)، ويمكن القول إنّ الوظيفة الرئيسيّة للأذينين تتمثل باستقبال الدم، وأمّا البطينان فتتمثل وظيفتهما بضخ الدم، ويجدر بالذكر أنّ البطينين يُعدّان حجرات أكثر قوة من الأذينين، وهذا ما يُسفر مسؤوليتهما عن ضخ الدم إلى مختلف أجزاء الجسم.[١]
معدل نبضات القلب الطبيعي
يمكن تعريف معدل نبضات القلب (بالإنجليزية: Heart Rate) على أنّه عدد نبضات القلب في الدقيقة الواحدة، وفي الحقيقة يتفاوت معدل نبضات القلب من شخص إلى آخر، وكذلك من ظرف إلى آخر، إذ إنّ هذا المعدل يكون في أقل مستوياته عند الراحة ليصبح في مستويات عالية للغاية عند ممارسة الإنسان للتمارين الرياضيّة مثلاً، إذ بيّن الباحثون أنّ معدل نبضات القلب الطبيعيّ وقت الراحة لدى البالغين يتراوح ما بين 60-100 نبضةً في الدقيقة الواحدة، أمّا الأطفال فيكون معدّل نبضات القلب لديهم وقت الراحة أعلى من البالغين.[٢]
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك ما يُعرف بأقصى معدّل لنبضات القلب (بالإنجليزية: Maximum Heart Rate) ويمكن حسابه بإنقاص عمر الإنسان من الرقم 220، وعليه يمكن القول إنّ الشخص الذي يبلغ من العمر أربعين عاماً، يكون أقصى معدل لنبضات القلب لديه 220-40=180 نبضة في الدقيقة الواحدة. وإنّ حساب القيمة القصوى لنبضات القلب أمر مهم لتحديد معدل ضربات القلب المستهدف (بالإنجليزية: Target Heart Rate Zone)، والذي يُعرّف على أنّه بلوغ معدل ضربات القلب 60-80% من القيمة القصوى لضربات القلب أثناء ممارسة التمارين الرياضية، وتجدر الإشارة إلى أنّ تحيق معدل ضربات القلب المستهدف أثناء ممارسة التمارين الرياضية ليس بالأمر السهل في بداية الأمر، إذ لا بُدّ من إعطاء الجسم الفرصة لبناء ذاته حتى يستطيع تحقيق الهدف المنشود، ولذلك يُطلب من الشخص الذي يرغب بممارسة التمارين الرياضية الحرص على عدم إرهاق الذات، وأخذ الوقت الكافي للوصول إلى الهدف المرجوّ.[٢]
حقائق وخرافات حول معدل نبضات القلب
هناك بعض الخرافات التي شاعت حول معدل ضربات القلب الطبيعيّ، ويمكن بيانها وبيان الحقائق المنافية لها فيما يأتي:[٣]
- يعتقد الكثير من الناس أنّ الشعور باضطراب نظم القلب دليلٌ على الإصابة بالجلطة أو النوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart Attack)، والصواب أنّ عدم نبض القلب على الوجه المُعتاد يُعرف بخفقان القلب (بالإنجليزية: Palpitation)، وإنّ هذه الحالة عادةً ما تكون ناتجةً عن مُسبّبٍ ما، وفي الحقيقة غالباً لا يكون خفقان القلب حالةً خطيرة، ولا تُودي بحياة المصاب، ومن العوامل والأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى معاناة المصاب من خفقان القلب: شرب الكحول، أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو التعرّض للتوتر، وكذلك يمكن أن يتسبّب الجفافُ بمعاناة المصاب من خفقان القلب، هذا بالإضافة إلى أنّ تناول بعض أنواع الأدوية والمكمّلات الغذائية قد يؤدي إلى خفقان القلب أيضاً، وأخيراً يُعدّ التدخين، والإصابة بمشاكل الغدة الدرقية، والحمّى من الأسباب المؤدية إلى خفقان القلب أيضاً.
- يدّعي البعض أنّ زيادة سرعة ضربات القلب تُوحي بالضرورة بوجود عامل قلقٍ أو توتر، والصواب أنّ هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة سرعة ضربات القلب قد ترتبط بعددٍ من الأسباب الأخرى، منها الشعور بالحزن، وممارسة التمارين الرياضيّة، وارتفاع درجات حرارة الجوّ والرطوبة، وتناول أدوية علاج الغدّة الدرقية وغير ذلك.
- يعتقد البعض أنّ وجود معدل ضربات القلب ضمن الحدود الطبيعية يدلّ على سلامة ضغط الدم (بالإنجليزية: Blood Pressure)، والصواب أنّه بالرغم من وجود علاقةٍ وثيقةٍ بين معدّل ضربات القلب ومستوى ضغط الدم، إلا أنّ وجود معدّل ضربات القلب ضمن الحدود الطبيعيّة لا يعني بالضرورة أن يكون ضغط الدم لدى الشخص طبيعيّاً، فقد يكون مرتفعاً وقد يكون منخفضاً، وهذا ما يُفسر ضرورة قياس ضغط الدم بشكلٍ دوريٍّ ومنتظمٍ على الرغم من عدم وجود اضطراباتٍ في معدل نبضات القلب.
- يعتقد البعض أنّ المعاناة من انخفاض معدل ضربات القلب تدل على ضعفٍ في عضلة القلب، والصواب خلاف ذلك تماماً، فقد يكون معدل نبضات القلب المنخفض دلالةً على قوّة القلب كما هو الحال عند الأشخاص الرياضيين، فعلى الرغم من ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء ممارسة التمارين الرياضية، إلا أنّ معدّل ضربات القلب للشخص الرياضي خارج وقت ممارستها يكون منخفضاً عن الحدّ الطبيعيّ وهذا يدل على مدى قوّة عضلة القلب لديه، ولكنّ هذا لا يتنافى مع قولنا إنّ هناك العديد من الحالات التي يُعاني فيها المصاب من انخفاض معدل ضربات القلب قد يكون مؤشراً للإصابة بمشكلةٍ صحيّةٍ ما، وخاصةً في الحالات التي يُرافق فيها انخفاض معدّل ضربات القلب ظهورَ أعراضٍ أخرى، مثل الدوخة، والشعور بألم في الصدر، وغير ذلك، وفي مثل هذه الحالات تجب مراجعة الطبيب بشكل فوريّ للاطمئنان على الصحّة العامة والتأكد من عدم المعاناة من أية مشاكل صحية.