طريقة الكلام
يرغب كل شخص بإعطاء رأيه وجذب الانتباه له من خلال كلامه وطريقة نقاشه، ويلجأ لكل الأساليب حتى يقنع الآخرين بأفكاره ويظهر لهم بأن ما يقوله هو الكلام الصائب، السيطرة في الكلام لا تتم من خلال الصراخ ولا الهذر، أو الأسلوب الهمجي الخالي من المنطق، بل من خلال الكلام المليء بالفائدة الذي يدل على نضج عقل صاحبه، ومدى قدرته على إدارة الحديث وجعل من يستمعون له يشعرون بمدى قدراته الكلامية والعقلية.
كيفيّة السيطرة على الآخرين بالكلام
من الأمور التي تعتبر من مقومات تحقيق السيطرة على الآخرين بالكلام ما يلي:
- يجب أن تكون مطلعاً ومثقفاً ولديك الكثير من المعرفة بالموضوع المطروح للنقاش، فمن غير المعقول أن تناقش في موضوع لا دراية لك به، وتعرض نفسك للسخرية والإحراج والانتقادات، يجب أن تكون واثقاً بنفسك قويّ الشخصية، والثقة تأتي من اعتيادك على التحدث مع الآخرين ويحتاج منك هذا للتدريب وكسر حاجز الخجل أوالخوف، ولا تخف ما دمت على حقّ، ولا تتردد أو تشكك بنفسك ما دمت واثقاً مما تقول، وقدّم الوثائق والأدلة إن اضطررت لذلك حتى تؤكد صحة كلامك.
- يجب أن يكون كلامك فصيحاً مميزاً عمّا غيره، وأن تكون مؤدباً في الحديث ولديك قوة وفنّ في الرّد بسرعة، مع الحرص على رسم الابتسامة على وجهك أثناء الحديث مع هدوء الأعصاب، ولا تظهر للآخرين أنك متوتر أوغاضب من النقاش وركز نظرك على المتكلم لأن هذا أحد سمات الثقة بالنفس، ولا تقلل من كلام الآخرين أو مقاطعتهم في الحديث، أعطهم فرصة التكلم لكن كن أنت الأقوى في طرح فكرتك وعززها بذكر الأمثلة والمواقف، مع مراعاة الصدق حتى تستطيع الإجابة، عن أي شيء تسأل عنه دون تلعثم، إذا شعرت بفقدان السيطرة على الحديث اطرح الاسئلة بدلاً من طرح الأفكار حتى تستجمع قواك العقلية وتعود للنقاش مرة أخرى، وابتعد عن الثرثرة، وانتقِ كلماتك وضع في ذهنك أن لكلّ مقامٍ مقالاً، تكلّم قليلاً عن علم ومعرفة أفضل من أن تتكلم كثيراً دون فائدة.
- يجب أن تعلم أن الأشخاص الذين تناقشهم، لديهم معلومات يريدون التكلم بها ويرغبون أيضاً في السيطرة والإقناع بكلامهم مثلك، لذا لا تستهين بمن أمامك وتشعر بأنهم أقل منك، ما دمت موافقاً على إجراء الحديث معهم فأنت تصرح بذلك أنهم ذوو عقول مفكرة، وأنهم يستحقون منك سماعهم واحترام آرائهم، كما ذكرت أن السيطرة في الكلام لا تحتاج للصوت العالي قدر احتياجها للفكر النيّر.