محتويات
المعجزة
المعجزة هي عبارة عن دليل وإثبات سواء كان حسي أو معنوي، ولا يستطيع أيّ أحد من البشر على المجيء بمثلها؛ لأنّها من عند الله سبحانه وتعالى، والمعجزة مخصّصة لأنبياء الله تعالى ورسله، ليكون دليل على صحّة نبوتهم ورسالتهم، التي بعثوا من أجلها إلى الأقوام وهي التوحيد لله تعالى، فأيّد الله سبحانه وتعالى رسله وأنبياءه بمعجزات مختلفة، لكي يستطيعوا مواجهة الأقوام الذين بعثوا إليها، فمعجزة سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم القرآن الكريم، وقد عجز البشر عن المجيء بسورة أو آية واحدة مثله، وهناك تعريف آخر للمعجزة تمّ إيجاده من قبل العديد من العلماء وهو أن المعجزة هي حدوث أمر معيّن يؤيّد به الله سبحانه وتعالى للإنسان الذي سوف يحمل الدعوة والنبوة، ليتحدّى بها كل من يقف في طريق دعوته، فهي أمانة يحملها النبي والرسول.
شروط المعجزة
ومن هذه التعاريف نستطيع الخروج بمجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر في المعجزة وهي:
- يجب أن تكون المعجزة من عند الله سبحانه وتعالى؛ لأنّها تكون بمثابة تصديقه للرسول الذي كلّف بحمل الرسالة، سواء كانت هذه المعجزة كلاماً كالقرآن الكريم أو أفعالاً كما حدث مع سيّدنا موسى عندما فلق البحر، أو خرقاً لقوانين الطبيعة كحادثة سيّدنا إبراهيم عليه السلام، عندما ألقاه قومه في النار، وتمّ حفظه وحمايته من الله سبحانه وتعالى.
- يجب أن تكون المعجزة أمر خارق وغير موجود، فلو كانت المعجزة أمر اعتيادي بالنسبة للإنسان، فإنّ ذلك يؤدّي إلى عدم تصديق النبي أو الرسول الذي جاء بها، لأنّه بإمكان أي شخص المجيء بمثلها.
- عند حدوث المعجزة يجب أن تأتي على يد النبيّ أو الرسول وتحدث أمام الأقوام الذي سوف يتم هدايتهم؛ لأنّها تعد بمثابة تصديق للأنبياء والرسل.
- يجب أن تقترن المعجزة بنفس الزمن الذي دعا به الرسول أو النبي لرسالته، وعدم تأخّرها عن الوقت الذي يدعوا فيه.
- مطابقة المعجزة للأمر المطلوب إثباته، فإذا كانت المعجزة مخالفة لهذا الأمر، كما حدث مع مسيلمة الكذاب، تكون بمثابة تكذيب وإهانة لمن جاء بها.
- أن لا تكون هذه المعجزة تكذيب لمن يدعيها.
- حامل المعجزة يكون ذو أخلاق حميدة وخالياً من العيوب والأخطاء.
- إذا حدثت المعجزة في أوقات تعارض الأمور الخارقة ومناقضة للعادات، فلو حدثت في مثل هذا الوقت لا تكون معجزة، كالوقت الذي يظهر به المسيح الدجال، وحديث الدواب، وطلوع الشمس من الغرب.
معجزات الأنبياء
كل رسول ونبيّ له معجزة تختلف عن غيره من الأنبياء، فمعجزة سيّدنا سليمان عليه السلم التحدث وفهم الحيوانات والطيور، ومعجزة سيّدنا إبراهيم عليه السلام هي خروجه من النار بسلام وآمان، ومعجزة سيّدنا عيسى عليه السلام هي إحياء الموتى، ومعجزة سيّدنا موسى انشقاق البحر، وسّيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم المعجزة الخالدة والخاتمة لجميع المعجزات وهي القرآن الكريم.