محتويات
لوط عليه السلام
ذكر الله سبحانه وتعالى قصصاً لعددٍ من أنبيائه وحالهم مع أقوامهم، ومن بين هؤلاء الأنبياء نبيّ الله لوط عليه السّلام، فقد كان لوط ابن أخ إبراهيم عليه السّلام، وكان مقيماً معه في أرض العراق وآمن برسالة عمّه ودعوته ووقف معه في شتّى الظّروف وأحلكها، وقد قيل أنّه سمّي لوطاً لشدّة حبّه لعمّه والتصاق قلبه به، وقد نجّى الله سبحانه أنبياءه إبراهيم ولوط عليهما السّلام بأن أمرهما أن يهاجرا من أرض العراق إلى الأرض التي باركها الله للعالمين وهي أرض فلسطين، وهناك بقي إبراهيم ولوط عليهما السّلام واستوطنا تلك المنطقة، وتتحدّث الرّوايات أنّ خلافاً نشب بين رعاة غنم إبراهيم ولوط عليهما السّلام ورأى إبراهيم بعدها أنّ الحكمة تقتضي أن يتوسّع لوط في الأرض فيذهب شرق نهر الأردن حيث توجد هناك قرى سدوم وعمورة وهناك بدأت قصّة لوط عليه السّلام مع قومه حيث اختصّه الله بالنّبوة وآتاه العلم والحكمة لتبليغ قومه ونصيحتهم.
قوم لوط
لقد اشتهر قوم لوط بصفةٍ ذميمة وعادات سيّئة عدلوا فيها عن فطرة الله سبحانه وتعالى للبشر حيث كانوا يأتون الذّكران من العالمين ويدعون نساءهم، كما كانوا يفعلون المنكر والفواحش في نواديهم ويجهرون بها ويتفاخرون، وقد وقف نبي الله لوط عليه السّلام فيهم ناصحاً ومذكّراً، وقد أنذرهم عذاب الله وغضبه على من يعمل مثل عملهم، وعلى الرّغم من النّداءات المتكرّرة للوط عليه السّلام إلاّ أنّها لم تجد آذاناً صاغية لدى قومه بل كان جوابهم أن أخرجوا آل لوط من قريتكم إنّهم أناس يتطهّرون، وقد كان لوط عليه السّلام ضعيفاً فيهم وبدون رهط يحمونه حتّى أنّه تمنّى لو أنّ له قوّة يحتمي بها من قومه.
لقد شاء الله سبحانه أن يرسل الملائكة رسلاً إلى إبراهيم ولوط عليه السّلام، فمرّوا أولاً على إبراهيم وبشّروه باسحق ولداً من امرأته العقيم، كما بشّروه بهلاك قوم لوط المجرمين، فقال لهم إبراهيم أنّ القرية فيها لوطاً ومن آمن معه فأخبرته الملائكة أنّها سوف تنجّيهم بأمر الله تعالى، وقد جاءت الملائكة إلى لوط عليه السّلام وأخبرته بأنّ يخرج بأهله ومن آمن معه ليلاً وأن لا يلتفت منهم أحد إلا امرأته فإنّه سوف يحلّ عليها العذاب مع قومها لخيانتها زوجها حين دلّت قومها على خبر ضيف لوط، وعندما خرج لوط وأهله ومن آمن معه من القرية أمر الله سبحانه جبريل عليه السّلام أن يحمل تلك القرية فيرفعه،ا ثمّ يقلبها رأساً على عقب فجعل الله عاليها سافلها، ثمّ أمطر عليهم حجارةٍ من سجيل منضود زيادةً في العذاب والنّكال لما أتوه من الكفر والعصيان.