الأخلاق والآداب
التهذيب بجميع أشكاله وفي جميع الأماكن والظروف والحالات خلق حميد دعت إليه كافة الرسالات السماوية والعادات والتقاليد والأعراف، ومن تحلى به نال القدر والمكانة والاحترام، وهو سلوك يمكن اكتسابه وتعلمه من قبل الأهل والبيئة والتنشئة بدايةً ومن ثمّ المدارس والجامعات وغيرها من المؤسسات، وخير من دعى إلى الأخلاق الحميدة والآداب إسلامنا الحنيف ونبينا الكريم صلّ الله عليه وسلم، وكان له مواقف وأحاديث كثيرة في نشر الفضائل ومكارم الأخلاق، بكافة مجالات الحياة، الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والتجارية، ومن بين هذه الأمور التي نحتاج إليها كثيراً هي آداب الطريق، والمقصود بها تَحلي الإنسان بالالتزام والاحترام والأدب عند سلوكه الطريق؛ لأنّه ملك عام لكل الناس، وليس لشخص معين بحيث "تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين".
آداب الطريق
تتضمن الالتزام بكلٍ مما يلي:
- عدم رفع الصوت أو التحدّث بصوت عالٍ مزعج، وعدم الضحك بصوت مُخل ومرتفع ومبالغ فيه "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير".
- عدم رمي النفايات في الطريق، ووضعها في الأماكن المخصّصة لها؛ لأنّ الشارع العام مرآة الحي والدولة، وإذا كان نظيفاً سيترك انطباعاً حسن لدى المواطن والسياح، وإذا كان متسخاً، سيعطي انطباعاً سيئاً للجميع ويؤثر على السياحة.
- إزالة الأذى عن الطريق، لقول قدوتنا صلّ الله عليه وسلم: "إماطة الأذى عن الطريق صدقة".
- عدم الجلوس في الطريق لوقت طويل.
- عدم إيقاف السيارات في أماكن ممنوع الوقوف فيها، كمداخل المستشفيات، ومخارج الطواريء، من خلال التوجه إلى المجمّعات المخصّصة لصف السيارات.
- عدم التعرض للآخرين بالاصطدام المقصود، والتحرش والسب وإثارة المشاكل، وعدم لفت النظر، والتصرف بطريقة تؤذي وتزعج الآخرين.
- إعانة المحتاجين ومساعدتهم، كالمكفوفين، وكبار السن.
- عدم القيادة بسرعة، خصوصاً بالأماكن المزدحمة، وأماكن تواجد الأطفال، كالمدارس، والمساجد، والأسواق، " القيادة فن وذوق وآخلاق".
- عدم استخدام العنف والتصرف باعتدال.
- عدم التعرض لحيوانات الشوارع وتعذيبها كالكلاب والقطط.
واجبات الدولة نحو الطرق
في البداية إنّ آداب الطريق كثيرة وتحكمها بالأساس ذاتية الشخص، إذا كان شخص واعياً ملماً بكل ما يتعلّق بآداب الطريق، لأنه في الأصل يعكس صورة نفسه، وباطنه، فالشخص المهذب مهذب سواء كان بالمنزل أو أمام الناس، ولا ضرر من نشر الوعي والإرشاد المستمر من قبل المؤسسات الدينية والتربوية، التي تصب في مصلحة واحدة ألا وهي نشأة الفرد نشأة مثالية، تعكس صورة رائعة عن نفسه ومجتمعه ووطنه إضافةً إلى ذلك يقع على عاتق الدولة القيام بمجموعة من الأمور لتحسين الطرق ومنها زراعة الأشجار والورود على أطراف الطريق، ورصف الشوارع وتعبيدها، لضمان سير الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بأمان وتخصيص أرصفة لهم مهيّأة حسب احتياجاتهم، وتوفير إجراءات الأمن والسلامة كإشارات المرور، واللوحات الإرشادية إلى الأماكن العامة والمستشفيات وبحسب ما تقتضيه الحاجة.