البحث العلمي
يهدفُ البحثُ العلميّ عامّة إلى تفسير وفَهم المشكلات التي تواجه الإنسان بصورة منطقيّة؛ للوصول إلى حلول تسهمُ في تقدّم العلوم والمعرفة البشريّة، وتحسين طبيعة الحياة على الأرض، ويحتاج هذا الفهم للبحث العلميّ إلى اتباع طرق وأساليب معيّنة في الدراسة التحليليّة والتجريبيّة؛ لتفادي العشوائيّة، والاعتماد على الخرافات والتكهّنات التي تكون غير مستندة إلى دلائل وقرائن واضحة. طوّر الباحثون الأكاديميّون على مدار الكثير من العقود ما يُعرف بمناهج البحث العلميّ المختلفة، والتي يناسبُ كلٌّ منها أحدَ الفروع العلميّة إما نظريّاً أو تطبيقيّاً، وتطوّرت الأبحاث حول طبيعة مناهج البحث العلميّ إلى وضع قواعد أساسيّة للتفكير العلمي التي تصلُ بالإنسان إلى الحقائق بصورة منهجيّة.[١]
مناهج البحث العلمي
اشتقّت كلمة منهج في اللغة العربيّة من نَهَجَ، التي تشيرُ إلى سلوك طريقٍ معيّن دون الحيادة عنه، ولذلك كثيراً ما تكون لفظة طرائق مرادفة لكلمة المنهج عند الحديث عن البحث العلميّ بصفة خاصّة، وعموماً فإنّ المناهج البحثيّة في التعريف هي الوسيلة التي تؤدّي إلى الأغراض المطلوبة في الفرع العلميّ محل الدراسة، وتحدّدُ طبيعة المنهج بحسْب طبيعة الموضوع، أو الفرع العلميّ، أو الأهداف المحدّدة مسبقاً من قبل الباحث، ولذلك قسّمت مناهج البحث العلميّ من حيث العمليّات العقليّة المبذولة فيها، ومن حيث الأسلوب المتّبع في إجراء البحث، من خلال عدّة معايير موضوعة أكاديميّاً لتفادي الخلط بين المناهج المختلفة، مع إمكانيّة الباحث العمل وفقَ أكثر من منهج في آن.[٢]
أنواع مناهج البحث العلمي
صنّف الباحثون مناهج البحث العلمي وفقاً للعمليّات العقليّة المبذولة فيها إلى ثلاثة مناهج أساسيّة، وهي:[٣]
- المنهج الاستدلاليّ، ويطلق عليه كذلك الاستنباطيّ، ويعمل فيه الذهن على الربط بين المقدّمات المنطقيّة والنتائج، بحيث يبدأ الباحث من الأمور الكليّة ويصل إلى الجزئيات العلميّة، والأساس في هذا المنهج هو المنطق والتأمّل الذهني للباحث ذاته.
- المنهج الاستقرائيّ، يعتمد هذا المنهج على التجربة والملاحظة، وتنظيم عدة تجارب، والتحكّم في متغيّرات مختلفة فيها وصولاً إلى قوانين عامة تحكم سيرَ المادة، ويكون بذلك المنهج المقابل للمنهج الاستدلاليّ.
- المنهج الاسترداديّ، ويعمل وفق هذا المنهج الباحثون في العلوم التاريخيّة، والاقتصاديّة، والسياسيّة بصفة عامة، إلى جانب باحثي الأنثروبولوجيا والاجتماع، وهو يمثّلُ استرداد الأحداث والحقائق السابقة والتحقّق من مجرياتها لاستخلاص القوانين أو الأسباب الرئيسية التي شكلت الزمن الحاضر.
- كذلك تصنّفُ المناهج العلميّة من حيث أسلوب البحث إلى منهج تاريخيّ، ومنهج دراسة حالة، وتجريبيّ، وفلسفيّ، ومسحيّ، ووصفيّ.