الصبر على طاعة الله
يعدّ الصبر من أهم الصفات التي يتّصف بها المؤمن، إذ لا تمام للإيمان دون صبرٍ، فالصبر هو الذي يجعل الفارق بين العبد ذي العزيمة والهمّة العالية ومن هو خوّارٌ كسولٌ لا يحمل الهمّة ولا يقوى على الطاعة، وللصبر صوراً وأشكالاً، منها: صبر العبد على طاعة ربّه عزّ وجلّ، والإقبال على أوامره برغبةٍ وشوقٍ دون تضجّرٍ أو تهاونٍ، ومتى علم العبد الثواب المترتّب على طاعته وإقباله على تحقيق رضوان الله -تعالى- هان عنده الصبر والمداومة، وأقبل راغباً بالأجر والفضل، وهذا السبب الأول والأساسي الذي دفع أنبياء الله -تعالى- للصبر في سبيل نشرهم لدعوة الله تعالى، وحبّ فوزهم برضوانه وفضله، ذلك أنّهم ابتغوا الأجر كاملاً من عنده سبحانه، فهان عليهم التكليف وأداء الطاعات.[١]
ثمرات المداومة على طاعة الله
إنّ العبد إذا صبر وصابر على ملازمة طاعة ربّه، وأدامها في حياته نال الكثير من الخصال الحسنة في حياته وآخرته، فمن ثمار المداومة على الطاعات:[٢]
- دوام الاتصال بالله تعالى، ممّا يزيد الإيمان والتقوى والسكينة والطمأنينة.
- النجاة من الغفلة.
- نيل محبة الله تعالى.
- النجاة من الشدائد والمحن.
- محو الذنوب وتكفيرها.
- تيسير الحساب يوم القيامة.
- سببٌ لدخول الجنة.
المفاضلة بين أنواع الصبر
ذكر ابن القيم -رحمه الله- حين سُئل عن المفاضلة بين صبر العبد على طاعة ربه وصبره عن المعاصي ونهي النفس عنها، وبين الصبر على ما نزل بالعبد من بلاء، فقال: "الصبر المتعلّق بالتكليف وهو الأمر والنهي؛ أفضل من الصبر على مجرد القدر، ثمّ قال: أمّا الصبر على الأوامر والنواهي، فصبر أتباع الرسل، وأعظمهم اتّباعاً أصبرهم في ذلك، وكلّ صبرٍ في محلّه وموضعه أفضل، فالصبر عن الحرام في محلّه أفضل، وعلى الطاعة في محلّها أفضل".[٣]