عبد الرحمن بن الأشعث
هو عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث بن قيس الكنديّ، يُعتبر من أحد أشراف الكوفة وقادتها الذين تميّزوا بالشجاعة، قُتل والده في إحدى المعارك التي كانت ضدّ المختار بن أبي عبيد الثقفيّ، وكان عبد الرحمن بن الأشعث قد انضم إلى مصعب بن الزبير في قتاله المواجه للمختار الثقفي، كما كان ابن الأشعث على رأس آلاف المقاتلين الذين ذهبوا دعماً لجيش المهلّب بن أبي صفرةٍ في الحرب التي كانت ضدّ الخوارج الأزارقة.[١]
ثورة ابن الأشعث على الحجّاج
كان عبد الرحمن بن الأشعث أحد أبرز قادة الحجّاج بن يوسف الثقفيّ، والذي بعثه غازياً لملك الترك في بلاد سجستان، فانتصر ابن الأشعث على رتبيل، وبعد الفتح طلب من الحجاّج أن يتوقّف الجيش عن القتال والاستمرار في الفتح إلى حين التعرّف على البلاد والأرض جيداً، حتّى لا يُصاب الجيش بأية صعوباتٍ تُودّي بهم إلى الهزيمة أو التهلكة، إلّا أنّ الحجّاج رفض ذلك معتبره جُبناً وتردّداً عن الفتوحات، فبعث كتاباً لابن الأشعث مُهدّداً ومٌتوعّداً، والذي ردّ على ذلك بأخذ البيعة من الجيش الذي كان ساخطاً على الحجّاج، وخرج ثائراً وخارجاً عليه، حتى وقعت بينهما العديد من المعارك كانت بدايتها ميلاً لابن الأشعث، أمّا نهايتها فكانت نصراً كبيراً للحجّاج.[٢]
وفاة ابن الأشعث
استمرّت المعارك بين عبد الرحمن بن الأشعث والحجّاج أشهراً عديدةً مات فيها الكثير من الناس، إلّا أنّه بعد نهايتها هرب ابن الأشعث إلى الملك رتبيل لاجئاً إليه، بيد أنّ الحجّاج لم يترك الأمر على ما هو عليه، بل تابعه مطارداً بالمقاتلين والرسل الحاملين معهم التهديد والوعيد إلى الملك رتبيل، إلى أن مُسك ابن الأشعث وحُمل إلى العراق، وحين اقترب منها رمى بنفسه من فوق مرتفعٍ ومات، وقيل إنّه رمى بنفسه ومن كان مُقيّداً معه فمات كلاهما، وكان ذلك في السنة الرابعة والثمانين من الهجرة، إلّا أنّ هناك من قال إنّه مات بمرض السلّ وقُطع رأسه وبُعث به إلى الحجّاج.[٣]