سورة الفتح
أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على النبيّ محمّد عليه الصلاة والسلام، ليخرج الناس من الظلمات والجهل إلى النور، فبالقرآن تسمو الروح وتهدأ الجوارح ويرتاح القلب، ويبلغ عدد آيات القرآن الكريم 114 سورة، فمنها ما هو مدنيّ، ومنها ما هو مكيّ، وفي كلّ سورة منه سببٍ وحكمة لنزولها وهنا في هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أسباب نزول سورة الفتح.
تعتبر سورة الفتح من السورة المدنيّة التي أنزلت على النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، بعد صلح الحديبية عام 6 هـ، وعدد آياتها هو 26 آية، وتأخذ الترتيب الثامن والأربعين بين سور القرآن الكريم، وقد سميت هذا الاسم؛ لأنّ الله تعالى بشّر المؤمنين بالفتح المبين.
أسباب نزول سورة الفتح
"إنّا فتحْنا لك فتْحًا مُبِينًا لِيغفر لك اللّهُ ما تقدّم مِن ذنبك وما تأخّر"، أنزلت هذه السورة الكريمة عندما رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الحديبية في ذي القعدة من سنة ست من الهجرة، حيث منعه المشركون عن الوصول إلى المسجد الحرام من أجل أداء عمرته، ثمّ مالوا إلى المهادنة والمصالحة، وأن يرجع عامه هذا عن العمرة ثمّ يأتي من قابل، فرفض بعض الصحابة ذلك، منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
لمّا نحر النبيّ عليه الصلاة والسلام هديه حيث أحصر ورجع، أنزل الله سبحانه وتعالى هذه السورة، وجعل ذلك الصلح فتحاً للمسلمين باعتبار ما فيه من المصلحة لهم، كما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أو غيره أنّه قال: إنكم تعدون الفتح فتح مكّة، ونحن نعد الفتح صلح الحديبية، وقال الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال: ما كنا نعد الفتح إلّا يوم الحديبية.
أما الآية الرابعة والعشرون والتي نصها: "وهُو الّذِي كفّ أيْدِيهُمْ عنكُمْ وأيْدِيكُمْ عنْهُم بِبطْنِ مكّة مِن بعْدِ أنْ أظْفركُمْ عليْهِمْ وكان اللّهُ بِما تعْملُون بصِيرًا" كان سبب نزولها هو أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا من جبل التنعيم متسلحين إلى رسول الله يريدون غرته وغرة وأصحباهم، لكنه أخذهم اسرى واستحياهم، فأنزلت هذه الآية الكريمة.
محور مواضيع السورة
- منّ الله سبحانه وتعالى على نبيّه والمسلمين بالفتح.
- فوائد صلح الحديبية وآثاره على المنافقين والمشركين، وثناء الله تعالى على أهل بيعة الرضوان.
- تحقيق رؤيا النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم وذكر صفاته وصفات أصحابه.