من هم السبايا

كتابة - آخر تحديث: السبت ٢١ يوليو ٢٠١٩

تعريف السبايا

ورد تعريف كلمة السبايا في اللغة والاصطلاح كما يأتي:

  • السبايا لغةً: السبايا جمعٌ لكلمة سبيٍ، والسبيّ هنّ النساء، وقد سمّين بذلك؛ لأنّهنّ يأسرن القلوب، أو يقعن في الأسر، فإن قيل امرأة سبي؛ أيّ امرأةٌ مأسورةٌ، ويأتي منها فعل تُسبى، فيُقال: هوجمت قريةٌ، وسبَوا نساءها؛ أيّ حُملن إلى الأسر، وتسابى؛ أيّ أسر بعضهم بعضاً.[١]
  • السبايا اصطلاحاً: هنّ النساء اللواتي يقعن في الحرب أسرى بين أيدي المسلمين، فإنّ الإسلام نهى عن قتل النساء اللواتي حضرن الحرب غير مقاتلاتٍ، فلا يجوز للمسلمين قتلهنّ، فإن انتصر المسلمون، أخذوا النسوة كأسيرات حربٍ، يُقال لهنّ: سبايا، وبالرغم من أنّ معنى السبي عامٌ شاملٌ كمفهوم أسيرٍ، إلّا أنّ بعض الفقهاء جعلوه مخصوصاً في الأطفال والنساء عمّن سواهم.[٢]


السبايا في الإسلام

كان استرقاق النساء منتشراً في الجاهلية كثيراً، وقد كان الاسترقاق يحصل على عدّة وجوهٍ، منها: البيع والشراء للنساء والبنات من شدّة الفقر، ووقوع النساء في الأسر بعد الحروب، والاختطاف، والاعتداء عليهنّ عنوةً، ولمّا جاء الإسلام حرّم استرقاق النساء بالبيع والشراء، أو الاختطاف والاعتداء، وظلّ بابٌ واحدٌ للاسترقاق؛ وهو السبي: وهو أن تقع النساء في الأسر بعد انتصار المسلمين، فتصبح المرأة ملك اليمين لرجلٍ مسلمٍ، ويطلق على النساء أسيرات الحروب سبايا، أو يُقال لهنّ: جواري، أو ملك اليمين، ودليل ذلك قول الله تعالى: (أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)،[٣] ولقد هذّب الإسلام أخلاق المسلمين في التعامل مع السبايا، وجعل لهنّ حقوقاً على المسلم احترامها، وفيما يأتي بيان تلك الحقوق في الإسلام:[٤]

  • لا يجوز للسيد أن يأمر جاريته بمعصيةٍ لله تعالى.
  • لا يجوز للسيد أن يجبرها على الدخول في دين الإسلام؛ فإنّه لا إكراهٌ في الدين.
  • لا يجوز للسيد أن يزوّج أمته من يشاء رغماً عنها، فإن اختيار الزوج من حقّها وحدها، ولا يجوز له كذلك تطليقها من زوجها بالإجبار.
  • لا يجوز للسيد أن يحرم أمته من أكل الخنزير، أو شرب الخمر، أو الذهاب إلى الكنيسة، فإنّ ذلك كلّه مباحٌ في دينها، فإنّ لها حرية التصرّف في ذلك.
  • لا يجوز للسيد أن يحمّل أمته فوق استطاعتها، فلا يأمرها بما يشقّ عليها.
  • يجب على السيد أن يحافظ على حياة أمته، فلا يؤذيها، أو يضرّها عامداً متعمّداً.
  • يجب على السيد أن ينفق على أمته، ويطعمها، ويكسوها، ويمرّضها إن مرضت، وإن احتاجت نفقةً إضافيةً للعلاج، كما ينفق على أولاده، وأهل بيته.
  • يجب على السيد أن يحافظ على أمته عفيفةً طاهرةً، فيزوجها إن رأى حاجتها لذلك، أو يطأها هو إن ظنّ أنّ في ذلك منفعةً لها.
  • حثّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على تعليم وتأديب الأمة كذلك، بل وحتى على إعتاقها، والزواج بها رحمةً بها، ولقد قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مرغّباً صحابته بذلك: (من كانت له جاريةٌ فعالها فأحسنَ إليها، ثمّ أعتقَها وتزوجَها كان له أجران).[٥]


أحكام السبايا في الإسلام

أباح الإسلام للرجل السيد أن يطأ أمته سواءً أكان متزوجاً أم لا، وتلك شريعةٌ من الله سبحانه، وسار عليها الأنبياء والمرسلين، فقد رزق النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بابنه إبراهيم من سريته؛ وهي مارية القبطية، ولقد كانت السيدة هاجر سريةً عند إبراهيم عليه السلام، وولدت له إسماعيل عليهما السلام، وكذلك فإنّ من الصحابة عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وغيرهما من كان عنده جاريات أمهات أولادٍ لهم، فإنّ الله -تعالى- قد أحلّ ذلك في شرعه، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ)،[٦] ولقد نظّم الإسلام علاقة السيّد بسباياه وما ملكت يمينه، وفيما يأتي ذكرٌ لجانبٍ من الأحكام المتعلقة بالأمة مع سيدها، كما ذكرها العلماء:[٤][٧][٨]

  • إذا امتلك مسلمٌ أمةً لا يربط بينهما رضاعٌ أو محرميةٌ، فإنّه يحلّ له أن يطأها دون عقد زواجٍ أو شهودٍ، أو غير ذلك.
  • إذا وقعت الأمة بالأسر لسيدين اثنين، فلا يجوز لأيٍّ منهما أن يجامعها.
  • إذا كانت الأمة متزوّجةً، فإنّه لا يحلّ لسيّدها أن يطأها، أو أن يجبرها على الطلاق من زوجها.
  • إذا وقعت في الأسر أختين لسيّدٍ واحدٍ، فلا يحلّ له أن يطأهما كلتيهما، لحرمة ذلك في الإسلام، وقال فريقٌ من العلماء بكراهة ذلك، وليس بحرمته.
  • إذا أنجبت الجارية من سيدها، سميت أم ولدٍ، ويُلحق الولد بأمّه في العبودية، ثمّ إذا مات عنها سيدها تعتق المرأة.[٩]


المرأة في الإسلام

كرّم الإسلام المرأة، وحفظ لها حقوقاً سواءً أكانت حرّةً أم أمةً، وذلك في الوقت الذي كانت عادة الأقوام من حول المسلمين تهين المرأة، وتتلاعب في حياتها، لكنّ الإسلام جاء بالعدل، وحفظ الحقوق لكلا الجنسين، بل إنّه زاد كفّة العناية بالمرأة من خلال التوصيات عليها في القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة، فقد كانت آخر وصايا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قبل وفاته: (استوصوا بالنِّساءِ خيراً)،[١٠] وإنّ مظاهر تكريم الإسلام للمرأة تتعدّد وتتنوّع، وفيما يأتي بيان ذلك:[١١]

  • كرّم الإسلام المرأة حين أسقط عنها واجب النفقة، فهي غير مجبرةٍ على الإنفاق على زوجها، أو والدها، أو أخيها، حتى ولو كانت غنيةً، وبالرغم من ذلك فإنّها ترث منهم كلّهم بحسب الحالة التي تمرّ بها.
  • كرّم الإسلام المرأة حين أسقط عنها حضور صلوات الجماعة، بما فيها صلاة الجمعة، وذلك تقديراً لانشغالها في بيتها مع أطفالها.
  • كرّم الإسلام المرأة إذ جعلها ترث زوجها، إذا توفي بمجرّد العقد عليها.
  • كرّم الإسلام المرأة فأسقط عنها فريضة الجهاد، وركن الحجّ؛ وهو من أركان الإسلام الخمسة، إذا لم يكن معها محرمٌ يعينها لتدبّر شؤونها في سفرها.
  • كرّم الإسلام المرأة حين جعل التقصير من شعرها، هو التحلّل من الإحرام، ولم يأمرها بالحلق؛ وذلك حفظاً لجمالها.
  • كرّم الإسلام المرأة حين أوجب حضور شاهدين على عقد قرانها؛ حتى لا تُتّهم بعِرضها لمن شاء الاعتداء عليها.


المراجع

  1. "معنى كلمة السبايا"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  2. "أحكام سبايا النساء"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-28. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية: 3.
  4. ^ أ ب "الجواري في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 2544، صحيح.
  6. سورة الأحزاب، آية: 50.
  7. "حكم جماع الإماء مع وجود الزوجة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  8. "تحريم وطء الجارية المشتركة"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  9. "حكم ملك اليمين وشروط معاشرتها"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1468، صحيح.
  11. "مكانة المرأة في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-16. بتصرّف.
522 مشاهدة