من هم آل البيت

كتابة - آخر تحديث: الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩

آل البيت وطهارة النّسب

آل بيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الأطهار، هم خاصّة الرّسول الكريم، وهم من وصفهم الله -تعالى- في كتابه العزيز بقوله: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)،[١] وكان لهم شرف السَّبق في نصرة العقيدة الإسلاميّة ونشر الهداية، وتحمّلوا مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مع جماعة من المسلمين ضريبة الثّبات على الدّين؛ فسجّل لهم التّاريخ مِداداً ناصع البياض، وتضحيةً وجهاداً وعلماً واستقامةً وشهامةً، وأوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بهم غير مرّة، وأثنى عليهم في عدّة مواقف، والمسلمون من شتّى المذاهب يبجّلون آل البيت الأخيار، ويعترفون لهم بالفَضْل والمكانة، ويذكرون سيرتهم العطرة وتضحياتهم الجليلة، لا سيما أنّها سيرة تُقدّم النماذج التي تحتاج الأمّة إلى أمثال أصحابها ومواقفهم، فمن هم آل البيت، وما هو فضلهم، وما حقّهم على عموم المسلمين؟


تعريف آل البيت وسلالة النّبي الأطهار

اجتهد العلماء في بالتعريف بأهل البيت وبيان سلالتهم الفضائل الخاصّة بهم، وبيان ذلك على النحو الآتي:

  • مفهوم آل البيت: تعدّدت آراء العلماء في تحديد المقصود بآل بيت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على عدّة أقوال، وذهب جمهور العلماء وابن حزم وابن تيمية وغيرهم إلى أنّ آل البيت هم الذين حُرِّمَ عليهم أخذ مال الصّدقة، ثمّ اختلفت مذاهبهم فيمن تحرُم عليه الصّدقة بين من يقول أنّهما بنو هاشم وبنو عبد المطلب، وبين من اقتصرهم على بني هاشم، وبنو هاشم الذين هم موضع اتّفاق عند العلماء هم: آل العبّاس، وآل عليّ، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل الحارث بن عبد المطلب، وأجمع العلماء على أنّ أزواج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هنّ من آل البيت النبوّة بدليل سياق آية التّطير؛ حيث قال الله تعالى: (وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا*وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا )،[١] ولقول عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها: (إنَّا آلَ محمدٍ لا تحلُّ لنا الصدقةُ)،[٢] ويدخل في آل البيت مواليهم للحديث الذي رواه أبو رافع مولى رسول الله: (إنَّ الصَّدقةَ لا تحِلُّ لنا، وإنَّ مَوالِيَ القومِ مِن أنفُسِهم)،[٣] والعلماء الذين أضافوا بني عبد المطلب إلى آل بيت النبوّة من العلماء استدّلوا بقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إنما بنو المطلبِ وبنو هاشمٍ شيٌء واحدٌ).[٤][٥]
  • سلالة النبيّ: من المعلوم أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- له ثلاثة أبناء من الذّكور؛ وهم: القاسم وعبد الله وإبراهيم، وله أربعة من البنات؛ هنّ: زينب ورقيّة وأمّ كلثوم وفاطمة، وتؤكّد الرّوايات أنّهم جميعاً لَحِقوا بالرّفيق الأعلى قبله باستثناء فاطمة الزّهراء رضي الله عنها، وقد انقطع فنسل الرّسول الكريم منحصر في ذريّة فاطمة، وتحديداً من ولديها الحسن والحسين رضي الله عنهم، ومنهما اتّسعت ذريّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأولاد الحسن وأولاد الحسين من ذريّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وأمّا آل بيته فهم أعمّ من ذلك.[٦]


صفات آل البيت وواجب المسلمين تجاههم

اختُصّ آل بيت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بخصائص ومزايا جعلت لهم الفَضْل على غيرهم؛ فهم الأقرب إلى معين النبوّة، والأجدر بتحلّيهم بأخلاقها، ولذلك كان لآل البيت حقّ لازم على عموم المسلمين تظهر من وصية النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من بعده.


صفات آل البيت

آل البيت هم المطهّرون بقُربِ النبيّ الكريم، والمتّصفون بأحسن الصّفات والأخلاق، والمبرّؤون من مسالك الشياطين، وهم كذلك وصيّة الله -تعالى- للمسلمين بإظهار ودّهم وحبّهم؛ حيث قال الله تعالى: (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)،[٧] وآل البيت أمان للأمّة بما عرفوا من أهميّة الدّين والالتزام بشرائعه، فروي في الحديث النبويّ: (النُّجومُ أمانٌ لأهلِ السَّماءِ، وأصحابي أمانٌ لأُمَّتي)،[٨] وقد وردت الوصيّة بالاعتراف بفضلهم في عدّة أحاديث نبويّة،[٩] ومن مزايا آل البيت أنّهم مشمولون بالصّلاة عليهم في التشهّد الأخير من كلّ صلاة، كما حُرّمت عليهم الصّدقة تكريماً لهم ورفعةً لشأنهم، وفرض الله -تعالى- لهم سهماً بمقدار خمس خمس الغنائم والفيء.[١٠]


واجب المسلمين تجاه آل البيت

لآل البيت الأطهار حقوق تجب لهم على المسلمين، وبيان ذلك فيما يأتي:[١١]

  • إظهار محبّتهم وموالاتهم بالحقّ ونصرتهم، وإكرامهم حبّاً لهم ولرّسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي ينتسبون إليه.
  • الاهتداء بهديهم وبما أثُر عنهم من الخير والفضيلة، والاقتداء بسيرتهم التي دوّنها العلماء في تاريخهم الحافل بالتّضحيات والمآثر الحسنة.
  • الدّعاء لهم بالخير وعدم الإساءة لهم بفعل أو كلام، بل الواجب الدّفاع عنهم ومنع وصول الأذى لهم، وعندما رأى الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- غضباً في وجه عمّه العبّاس -رضي الله عنه- قال: (والذي نفسي بيدِهِ، لا يَدْخُلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يُحِبَّكم للهِ ولرسولِهِ، ثمّ قال: يا أَيُّها الناسُ، من آذى عَمِّي فقد آذاني، فإنما عَمُّ الرجلِ صِنْوُ أبيهِ).[١٢]
  • إنزالهم منزلتهم من الكرامة والمودّة من غير غلوّ ولا تفريط، ولا يصحّ أنْ يكون غلوّ بعض النّاس بمحبّتهم سبباً في التّقليل من شأنهم، بل الواجب الاعتراف لهم بالفضل دون الاعتقاد بعصمتهم من الزّلل، وكان كبار الصّحابة -رضي الله عنهم- إذا مرّ العبّاس -رضي الله عنهم- ماشياً وهم ركوب فنزلوا احتراماً وتوقيراً لنسب العبّاس من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  • إنشاء مراكز خاصّة تُعنى بشؤون آل بيت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من حيث نشر سيرتهم، واطلاع الأجيال على مواقفهم وتضحياتهم، مع ضرورة إثبات شجرة النّسب لهم، وحفظ حقوقهم الماديّة التي أقرّها لهم الشّرع من غير منّة أو انتقاص حقّ، وكشف زيغ الذين ينتسبون لهم زُوراً وبُهتاناً.


المراجع

  1. ^ أ ب سورة الأحزاب، آية: 33.
  2. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري، عن عبد الله بن أبي مليكة، الصفحة أو الرقم: 3/416، إسناده حسن.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أسلم القبطي أبو رافع مولى رسول الله، الصفحة أو الرقم: 657 ، حسن صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم: 3140 ، صحيح.
  5. أمين الشقاوي (16-6-2015)، "فضائل أهل البيت وحقوقهم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2018. بتصرّف.
  6. مركز الفتوى (4-6-2000)، "فضل ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2018. بتصرّف.
  7. سورة الشورى، آية: 23.
  8. رواه ابن حجر العسقلاني، في الأمالي المطلقة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 62، رجاله موثقون.
  9. عمر أحمد (25-9-2010)، "فضل آل بيت النبي ومنزلة من أحبهم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-3-2018. بتصرّف.
  10. مركز الفتوى (24-1-2005)، "حقوق أهل البيت"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-3-2018. بتصرّف.
  11. أحمد بن سواد (5-6-2014)، "حقوق آل البيت"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-3-2018. بتصرّف.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 3758، حسن صحيح.
141 مشاهدة