مفهوم الغزل العذري

كتابة - آخر تحديث: الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩
مفهوم الغزل العذري

الشَّعر

الشعر لغةً من شَعَرَ بمعنى الشعور والاحساس، أمّا اصطلاحاً فهو نوع من الفنون الأدبية الراقية يقوم على الوزن والقافية، يعبر فيه الفرد عما يجول في خاطره من أفكار وما يشعر به من أحاسيس لذلك سُميَ بالشعر ويؤثر على الإنسان بموسيقاه وإيقاعه الخاص، برع فيه العرب منذ الجاهلية وظلوا يبتكرون كل ما هو جديد فيه من موضوعات حتى بلغوا فيه الذروة، وسجلوا فيه تراثهم ومآثرهم حتى تنتقل عبر الأجيال.


الغزل

يتناول الشعر موضوعاتٍ عدة، يُعبر عنها ويعالجها ومن ضمن هذه الموضوعات الغزل وهو شكل من أشكال التعبير عن خلجات النفس الإنسانية وعن المشاعرالفياضة التي تنبعث منها حين يمتلكها سلطان المحبة وتتأجج فيها العواطف، وقد عرف الجاهليون الغزل سواء في مقدمات القصائد، أو تضاعيفها، لقد وقفوا على ديار المحبوبة، وكان امرؤ القيس أول من وقف عليها، وعُرِف بعضهم بقصصه الغرامية ومغامراته العاطفية، ومن الأمثلة على الشعر الغزلي:


فَوَاكبدا على أميمةَ بعدما

طَعمتُ، فَهَبهَا نِعمةَ العيشِ زَلَّتِ


مفهوم الغزل العذريّ

هناك نوعان من الشعر الغزلي، الغزل الصريح وهو الذي يصف المرأة وصفاً حسياً، وذلك بوصف جسمها فضلاً عن ثيابها وزينتها وحُليَها، وقد برع فيه الشعراء الجاهلين بشكلٍ كبير في مقدامات قصائدهم فوصفوا خدها، وجيدها، وشعرها، وخصرها، ووجهها، وساقها، ويشبهون كل جزء من أجزاء جسمها بما يناسبه من مظاهر الطبيعة، ومن هؤلاء الشعراء امرؤ القيس والأعشى الذي يصف وجه محبوبته ونحرها ورائحتها، وبرع زهير في وصف المرأة التي تحمل على الهودج من خلال رحلة مسلكها بوادي الرَّس إذ يقول:


بكرن بكوراً واستحرنَ بسحرةٍ

فهنّ ووادي الرّسّ كاليد للفم


أما الشعر العذريّ فهو شعر أمويّ النشأة، يتحدّث عن عفة المرأة وأخلاقها، فهو يصفها بأنها عفيفة تحافظ على سمعتها، وهي لا تسقط قناعها أثناء مشيها وهذا دليل على حيائها، وهي كريمة بارّة بجيرانها، ويتحدث هذا الغزل أيضاً عن آلام الفراق والبعد عن الحبيبة، وسُميّ بذلك نسبة إلى قبيلة عذره، الذين اشتهروا بهذا النوع من الغزل، ومن أشهر شعراء الغزل العذريّ قيس بن الملوح الذي يقول:


خليليَّ لا واللهِ لا أملكُ الذي

قضى اللهُ في ليلى ولا مَا قضى لِيَا


حاول الشاعر العذريّ (المحب) أن يرفع محبوبته إلى مكانة تليق بالحب الذي اجهد نفسه من أجله، فجميل مثلاً لا يكتفي بتشبيه صاحبته بالبدر، بل يخبرنا أن االله فضّلها، إذ اختصّها بحسن فريد بين الناس، مثلما خصّ ليلة القدر، بتفضيلها على بقية الليالي، وذلك ينمّ عن روح إسلامية ويدلّ على ثقافة تتمثّل في استعمال الألفاظ والمعاني القرآنيّة، إذ يقول:


هي البدر حسناً والنساء كواكب

وشتّان ما بين الكواكب والبدر


خصائص الغزل العذريّ

  • المشاعر الصادقة، والعذاب الشديد في سبيل المحبوب.
  • العفّة والبعد عن الوصف الحسي للمرأة.
  • البعد عن الألفاظ الجريئة التي تخدش حياء المرأة.
250 مشاهدة