مفهوم الديمقراطية في الإسلام

كتابة - آخر تحديث: الأربعاء ٢١ يوليو ٢٠١٩

الديمقراطية

كثيراً ما تطرق مسامع النّاس في الإذاعات والمحطّات الفضائيّة كلمة الديمقراطيّة، ويرى الناس المفكّرين والسياسيّين والمنادين بحقوق الإنسان والحرّيات في مختلف أنحاء العالم يرفعونها شعاراً عندما يطالبون بالعودة إلى الحياة المدنيّة وحكم الشعب، فما معنى الديمقراطيّة، وما هي نظرة الإسلام إلى هذا المفهوم؟


مفهوم الديمقراطيّة

تعود أصول كلمة الديمقراطيّة إلى اليونانيّة القديمة، فقد عرف اليونان القدماء أشكال الحكم الدّيمقراطي التي عبّرت عن حكم الشّعب لنفسه من خلال المجالس المختلفة، ولفظ الديمقراطيّة مكوّن من شقّين، (ديموس) ومعناها عامّة الشّعب أو الشّعب، و(كراتيا) وتعني حكم، فيكون معنى هذا اللّفظ حكم الشعب.


مفهوم الديمقراطيّة في الإسلام

أمّا مفهوم الديمقراطيّة في الإسلام فيشير إلى أسلوب من أساليب الحكم وتشريع القرارات وإبداء الرّأي المستند إلى مرجعيّة وضعيّة وقوانين ودساتير لم تأسّس وفق رؤية القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهّرة التي تعتبر المرجع الرّئيسي عند المسلمين لاستنباط الأحكام والمسائل، ومعرفة الحلال والحرام وما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله.


جوانب تعارض الديمقراطيّة مع الإسلام

تتعارض الديمقراطيّة بلا شكّ مع الشّريعة الإسلاميّة من جوانب كثيرة منها: 
  • أنّ القرآن الكريم قد بيّن في نصوصٍ واضحة صريحة أنّ الحكم هو لله تعالى، فهو سبحانه وحده المشرّع الذي وضع للنّاس كلّ ما يصلح لهم في حياتهم من جميع جوانبها، فحكمه سبحانه لا معقّب له، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو الحقّ المطلق المبين، وإنّ أدلة ذلك هي في القرآن الكريم في قوله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون)[يوسف:40] بينما نرى أنّ الديمقراطيّة تعطي الشّعب أو نوّابه حقّ التّشريع وإصدار الأحكام في الأمور والمسائل التي نزل فيها حكمٌ ربّاني قطعي، ومن الأمثلة على ذلك مسألة الخمور وبيعها وشراؤها وتداولها، والتي تطرح في كثيرٍ من المجالس المسمّاة بالديمقراطيّة، وإن مجرّد تصويت الأكثريّة في المجالس على قرار إباحة الخمر بيعاً وشراء يجعلها كذلك في واقع الحال وهذا يخالف حكم الله تعالى.
  • أنّ الإسلام قد وضع مبدأ الشّورى القائم على مشاورة أهل الخبرة والعلم والكفاءة بما لم يرد فيه النّص، وحيث يكون مظنّة الاجتهاد البشري، بينما لا تشترط المجالس المسمّاة بالديمقراطيّة أن يكون المختارِين على درجةٍ من العلم أو الكفاءة فقد يتولّى النيابة مثلاً أهل الفنّ المبتذَل، أو سفهاء النّاس.
  • أنّ حكم الديمقراطيّات المعاصرة يتضمّن إلزام الحاكم برأي الأكثريّة بينما في الإسلام قد يرجّح الحاكم أمراً بعد الاستماع إلى آراء الخبراء والنّواب ومشاورتهم.


جوانب تشابه الديمقراطية والشورى

على الرّغم من الاختلافات الكثيرة بين مفهومَي الديمقراطيّة والشّورى إلاّ أنّ كليهما يؤكّد معنى الحريّة وإبداء الرّأي الذي هو حقٌّ لكلّ إنسانٍ على وجه هذه الأرض، كما يؤكّد كلا المفهومين على حق المشاركة السياسيّة لكلّ إنسان من خلال الانتخابات التي هي أحد تعابير وأشكال الديمقراطيّة، أو من خلال مجالس أهل الحلّ والعقد التي يكون لها دورٌ كبير في اختيار الحاكم والمسؤولين كما في مفهوم الشّورى في الإسلام.


91 مشاهدة