مفهوم الخطابة في عصرها الذهبي

هي الكلام المنثور الذي يُخاطب به المتكلم جمعاً من الناس من أجل إقناعهم بقضيّة أو أمرٍ ما؛ والخطيب هو الذي يقوم بالخطابة، وفي تعريف العلماء هي الكلام المؤلَّف الذي يتضمن وعظاً، وإرشاداً، وإبلاغاً على صفةٍ مخصوصة. هي أيضاً فنُ المشافهة للتأثير على الجمهور واستمالتهم، وللخطابة عناصر تتألف منها من أهمها الأسلوب، والموضوع. سنتعرف في هذا المقال على الخطابة في عصرها الذهبيّ، وعلى أنواعها. كانت الدولة العباسية الجديدة بحاجة إلى ترسيخ وإثبات حقها في الخلافة؛ لذا كان للخطابة شأن كبير في أوائل هذا العصر ممّا كان سبباً في تطورها وازدهارها، فمن أشهر خطبائه الأوائل واللامعين: السفاح، والمنصور، والمهدي. كانت الخطبة تُلقى على مسامع الناس لأغراضٍ مختلفة، فالخطب السياسيّة مثلاً هي التي يُلقيها القادة في استقبال القبائل والوفود المختلفة، أو في تحميس وتشجيع الجنود من أجل التجهيز للمعارك، إلى جانب الخطب الدينية التي تُقال وتُلقى في الأعياد وأيّام الجُمع، وكذلك الخطب الاجتماعيّة في المدح، أو الذم، أو الاستعطاف، أو العتاب. تميّزت الخطابة في أوائل العصر العباسيّ بعدة خصائص وسمات منها: جزالة الألفاظ والعبارات، وعدم الالتزام والإكثار من السجع في أواخر الجمل، وبكثرة الاستشهاد بالآيات القرآنيّة والأحاديث النبوية الشريفة، كما وغلب عليها القصر والإيجاز، إلاّ في بعض الحالات التي تدعو إلى الإسهاب. لما ضعفت الدولة العباسيّة، وسيطر العجم من سلاجقة، وبويهيين على الخلافة، ضعفت الخطابة، وأصبحت الكتابة أكثر انتشاراً، فلم يعد الخلفاء والقادة قادرين على قول الخطابة كأسلافهم السابقين، فاقتصرت الخطابة على المناسبات الدينية في العيدين ويوم الجمعة، وما لبث إلاّ أن ازداد الأمر سوءاً في أواخر العصر العباسيّ، فضعفت الخطابة الدينية أيضاً، وأصبح خطباء الجوامع يرددون ما كتبه أسلافهم، ويقرؤونها من الكتب على المنابر. هي من أصعب فنون الخطابة، وهدفها هو تحريك همم الأفراد نحو أهدافهم ومصالحهم، أو إقناع مجموعة معيّنة بالأفكار والعقائد السياسية التي ينتمي إليها الخطيب، أو بهدف إبطال وتكذيب حجج الأعداء والخصوم، أو للدفاع عن بعض الآراء والقرارات. الهدف منها إنهاض همم الجنود من أجل القتال، وإذكاء روح الحماسة لديهم، وتهوين الموت، وتجميل التضحية في سبيل الله، وخير مثال عليها خطبة طارق بن زياد بعد أن أحرق سفنه في فتح الأندلس: "أيها الناس أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو من أمامكم، وليس لكم والله إلاّ الصدق والصبر". ازدهرت في البدء في الكنائس، وبمجيء الإسلام ازدهرت في المساجد، وحلقات الذكر، حيثُ اشتهرت خطبتان إسلاميتان منذ القدم وحتى يومنا هذا وهما: خطبة الجمعة، وخطبة العيدين، فهي تتميّز بدعوة الناس لتهذيب النفس على مكارم الأخلاق والابتعاد عن الظلم والجَور. تم الإرسال بنجاح، شكراً لك!

الخطابة

هي الكلام المنثور الذي يُخاطب به المتكلم جمعاً من الناس من أجل إقناعهم بقضيّة أو أمرٍ ما؛ والخطيب هو الذي يقوم بالخطابة، وفي تعريف العلماء هي الكلام المؤلَّف الذي يتضمن وعظاً، وإرشاداً، وإبلاغاً على صفةٍ مخصوصة.


هي أيضاً فنُ المشافهة للتأثير على الجمهور واستمالتهم، وللخطابة عناصر تتألف منها من أهمها الأسلوب، والموضوع. سنتعرف في هذا المقال على الخطابة في عصرها الذهبيّ، وعلى أنواعها.


مفهوم الخطابة في عصرها الذهبي

كانت الدولة العباسية الجديدة بحاجة إلى ترسيخ وإثبات حقها في الخلافة؛ لذا كان للخطابة شأن كبير في أوائل هذا العصر ممّا كان سبباً في تطورها وازدهارها، فمن أشهر خطبائه الأوائل واللامعين: السفاح، والمنصور، والمهدي.


كانت الخطبة تُلقى على مسامع الناس لأغراضٍ مختلفة، فالخطب السياسيّة مثلاً هي التي يُلقيها القادة في استقبال القبائل والوفود المختلفة، أو في تحميس وتشجيع الجنود من أجل التجهيز للمعارك، إلى جانب الخطب الدينية التي تُقال وتُلقى في الأعياد وأيّام الجُمع، وكذلك الخطب الاجتماعيّة في المدح، أو الذم، أو الاستعطاف، أو العتاب.


تميّزت الخطابة في أوائل العصر العباسيّ بعدة خصائص وسمات منها: جزالة الألفاظ والعبارات، وعدم الالتزام والإكثار من السجع في أواخر الجمل، وبكثرة الاستشهاد بالآيات القرآنيّة والأحاديث النبوية الشريفة، كما وغلب عليها القصر والإيجاز، إلاّ في بعض الحالات التي تدعو إلى الإسهاب.


لما ضعفت الدولة العباسيّة، وسيطر العجم من سلاجقة، وبويهيين على الخلافة، ضعفت الخطابة، وأصبحت الكتابة أكثر انتشاراً، فلم يعد الخلفاء والقادة قادرين على قول الخطابة كأسلافهم السابقين، فاقتصرت الخطابة على المناسبات الدينية في العيدين ويوم الجمعة، وما لبث إلاّ أن ازداد الأمر سوءاً في أواخر العصر العباسيّ، فضعفت الخطابة الدينية أيضاً، وأصبح خطباء الجوامع يرددون ما كتبه أسلافهم، ويقرؤونها من الكتب على المنابر.


أنواع الخطبة

الخطب السياسية

هي من أصعب فنون الخطابة، وهدفها هو تحريك همم الأفراد نحو أهدافهم ومصالحهم، أو إقناع مجموعة معيّنة بالأفكار والعقائد السياسية التي ينتمي إليها الخطيب، أو بهدف إبطال وتكذيب حجج الأعداء والخصوم، أو للدفاع عن بعض الآراء والقرارات.


الخطب العسكريّة

الهدف منها إنهاض همم الجنود من أجل القتال، وإذكاء روح الحماسة لديهم، وتهوين الموت، وتجميل التضحية في سبيل الله، وخير مثال عليها خطبة طارق بن زياد بعد أن أحرق سفنه في فتح الأندلس: "أيها الناس أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو من أمامكم، وليس لكم والله إلاّ الصدق والصبر".


الخطب الدينية

ازدهرت في البدء في الكنائس، وبمجيء الإسلام ازدهرت في المساجد، وحلقات الذكر، حيثُ اشتهرت خطبتان إسلاميتان منذ القدم وحتى يومنا هذا وهما: خطبة الجمعة، وخطبة العيدين، فهي تتميّز بدعوة الناس لتهذيب النفس على مكارم الأخلاق والابتعاد عن الظلم والجَور.