ما هي أنواع الحب

كتابة - آخر تحديث: الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٩

أنواع الحب

لا يقتصر الحب على مفهوم معيّن ومدّحد فهو شعور لا إرادي في القلب ويكون تجاه أشخاص معيّنين كالأب والأم والأخ والصديق والحبيب والزوج، وهو شعور يدعونا للعطاء دونما تفكير. في مقالي هذا أضع بعض الأنواع التي تلخّص معناه الحقيقي.


حب الله

إنَّ حب الله عزّ وجلّ هو الحب الذي نطلق عليه الحب الروحاني والذي يكون فيه العبد في علاقة وطيدة مع ربه، ويجب أن تكون محبتك لله مستمرة في جميع المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، وكما نعلم؛ فإنّ محبة الله عزّ وجلّ موجودة في الفطرة فالأنبياء كإبراهيم عليه السلام أخذ يبحث عن الخالق دون أن يخبره أحد، فأخذ يتأمل ويحلل، وفطرته وتأمله أخذه لمعرفة أن الله عزّ وجلّ هو رب السماوات والأرض وهو الذي خلقنا وخلق الشمس والقمر، وخلق الجنة والنار؛ لذلك يجب علينا أن نحب الله عزّ وجلّ ونخشاه ونحبه بقلب صافي صادق؛ كي نكسب الجنة. وكذلك يجب أن نحب رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام قدوة المسلمين وشفيعنا يوم القيامة، فكي نحصل على شفاعته ونشرب من يديه الطاهرة، من عند الحوض يجب أن نحبه، ونتبع سنته، ونصدق ما جاء به ونعمل بما أمر به الله وأن نحب الله بقلب سليم، وأن تكون نيتنا في عمل أي شيء خالصة لله، وأن نستشعر وجود الخالق، وأن نصلي بخشية عند الوقوف بين يدي الله عزّ وجلّ وكذلك يجب العمل بأركان الإسلام والتصديق بأركان الإيمان.


حب الأم والأب

عندما يولد الطفل لا تكون لديه سوى الغرائز، وهي غريزته التي تجعله يذهب لأمه دون غيرها؛ ليحصل منها على الطعام، وأبيه الذي يفرقه من بين جميع الأشخاص، ففي بداية المراحل العمرية للطفل يكون حبه الوحيد لأمه وأبيه ويحرص على الالتصاق بهم، ويتمنى لو أن يبقى بجوارهم طوال الوقت؛ ليشعر بحبهم وحنانهم عليه، ففي أول خمس سنوات من عمر الطفل يكتفي الطفل بحب أمه وأبيه ولا ينظر لحب من حوله، فلا ينظر لحب أقاربه، فتكون الأم والأب بالنسبة لديه بمثابة العالم الخاص؛ لذلك على الأم والأب أن يهتموا بالطفل في هذه المرحلة العمرية وإعطائه كل ما يحتاجه من حب وحنان، وإذا لم يحدث ذلك؛ فهذا سينعكس على سلوك الطفل عندما يكبر، فيكون ضعيف الشخصية أوشخص قاسي بارد المشاعر لا يسمح لأحد أن يقترب منه ومعرفة ما بداخله.


حب الأهل والأقارب

يسعى الأشخاص لمكسبة محبة من حولهم من الأهل كالأخوة، الأخوات، الأعمام، والأقارب، وذلك ليضمن قدرته على كسب قلوب من حوله بعدما نجح في مقدرته على كسب محبة أمه وأبيه، فيبدأ ببناء العلاقات ومصادقة الأقرب له في الشخصية والأفكار، فتصبح شريحة من يحبهم أكبر، فعلى الأهل أن يربوا لدى أبنائهم أهمية الحب المتبادل بين الأخوة والأخوات الذين يستطيعون قضاء أجمل الأوقات مع بعضهم البعض، ويقفون بجوار بعضهم البعض عند الشدّة.  


حب الأصدقاء

هناك في البيئة المحيطة بك العديد من الناس والشخصيات المختلفة، قد ترتاح نفسك لأشخاص تعرفت عليهم منذ وقت قصير، وقد تنفر نفسك من أشخاص أخرى قد تعتاد على أحدهم رغم قصر الوقت الذي عرفته فيه بالمقابل شخص تعيش معه لوقت طويل، لكنك لم تعتدْ على أسلوبه بعد من الأشخاص المحيطين بك في الدراسة والعمل؛ وذلك يعود لأسباب متعددة، ومنها الانسجام مع هذا الشخص، فيصبح بينكم صداقة ويشعر الفرد أنه بحاجة لبناء علاقات وصداقات لتعزيز قدرتك على عمل علاقات اجتماعية، ويكون هذا في المرحلة العمرية التي تسمى (مرحلة المراهقة) وفيها يعمد الفرد للابتعاد عن قوقعة المنزل، والأهل، والأقارب، والتفرد بأصدقاء وأشخاص اختارهم بنفسه على ذوقه الخاص؛ وذلك ليقيس قدرته على بناء العلاقات الاجتماعية؛ وليعزز ثقته بنفسه أنه شخص مهم ولديه من يحبه ويعتني به. 


حب الذات

كل منا حيز داخله يترك لنفسه كي يحبها، ويعتني بها ويكون حب الذات في حاجتك لمعرفة ما تريد وما الذي تحتاجه في أي مرحلة من بناء الشخصية، وتعمد لبناء لشخصيتك؛ كي تشعر بثقتك بنفسك ومقدرتك على تحقيق ما تريد؛ ولمعرفة أنك شخص تستحق الثناء فكما نعلم كيف لشخص أن يحبك إذا لم تكن تحب نفسك؟ وقد أثبتت الدراسات أن أكثر الأشخاص الذين نحبهم هم أشخاص ذو شخصية تحمل بداخلها ثقة، وتقدير لنفسها، فحتى تحصل على شخص يحبك يجب أن تحب نفسك وهذا سيجعل لك قيمة أكبر لدى من حولك، وهذا يجعلك شخصاً أكثر نفعاً وجاذبيةً.


الحب العاطفي

يعتبر الحب العاطفي الذي يكون بين الرجل، والمرأة من أكثر أنواع الحب الذي يكون عليه محور الاهتمام والأنظار، ويعتبر الحب العاطفي الذي ينشأ بين الرجل والمرأة من أهم الأنواع؛ لأن المشاعر فيه تكون متفجرة ويسعى كلاً من الطرفين أنْ يظهر جميع معاني الحب لديه، وتمر علاقة الحب بين الطرفين بالكثير من التحديات التي تجعله يكبر أكثر، أوينتهي. وبالإضافة للتحديات من البيئة المحيطة، هناك التحديات التي تواجه الطرفين؛ بسبب اختلاف أطباع وعادات كل واحد من الطرفين، والأكثر تعقيداً يكون في دورة الحب التي تبدأ بالحفاوة والسعادة الكبيرة التي تغمر الطرفين في بداية العلاقة أوبداية الخطوبة، وبعدها تنتقل للمرحلة الثانية التي تبدأ فيها المناوشات والمشاكل، ففي المرحلة الأولى يرى الطرفين مميزات بعضهم البعض ولم ينظر أحدهم لعيوب الآخر، في المرحلة الثانية يبدأ كل من الطرفين يتعرف على عيوب غيره فيبدأ بتغييرها، أوالتأقلم معها وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل، وقد تستمر لثلاث سنوات، وهذه الفترة يحدث فيها انفصال بكثرة، فيجب الصبر وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، وبعد اجتياز هذه المرحلة تعود الحياة لطبيعتها واستقرارها وتصبح حياة الطرفين منسجمة، والحب العاطفي له العديد من الأنواع كالحب العفوي غير المشروط بأي غاية وهدف، فهذا الحب الذي يكون بدون سبب يكون حب حقيقي ويكتب له الدوام؛ لأن الحب بسبب يزول عند زوال السبب، أما الحب النقي الذي يكون سببه الانسجام والرضا لدى شريكك يكون حب حقيقيَ، وهناك حب امتلاك تريد فيه تملك الطرف الآخر، وهو يشبه الحب الأناني الذي يكون فيه الطرف الآخر يسعى لإرضاء نفسه، وهناك حب من طرف واحد وفيه يكون الحب بلا مقابل. 


حب الأولاد والأبناء

منذ أن يخلق الجنين في بطنه أمه يشعر أهله بالسعادة التي تغمرهم؛ لأن الله سيرزقهم بنعمة من نعمه فيبدأ قلبهم يخفق؛ وذلك لترقب وصول المولد الجديد فيستقبلوه بمحبة كبيرة، فيعشق الأب والأم أبنائهم أكثر من حبهم لأنفسهم، فيفعلوا جميع الأشياء لتوفير سبل السعادة لأطفالهم ولتوفير جميع طلباتهم؛ كي ينعموا بحياة جميلة وسعيدة فيدلل الوالدين أبنائهم، فعندما يكبر الشخص ويصبح عمره يقارب الثلاثين يشعر أنه في أمس الحاجة لوجود طفل يرعاه ويهبه جميع المحبة التي داخل قلبه، فيكون الإنسان في هذه المرحلة أكثر قدرة على تحمل المسؤولية وتكون لدى الفتاة غريزة الأمومة القوية، التي تجعلها بحاجة لطفل تدلّله وتداعبه وتربيه؛ ليصبح كبيراً يساعدها ويساندها، وكذلك الأب في هذه المرحلة العمرية يشعر أنه بحاجة لمن يحمل اسمه و يتعلم منه، و يقلده، ويكون قطعةً من جسده فيحمل صفاته، أوطفلة تدلل أبيها وأمها وتحن عليهم وتعطي للبيت جوٌّ من المرح والفرح. 
  • كلام فى الحب والرومانسية
115 مشاهدة