كيف يتقرب العبد الى الله

كتابة - آخر تحديث: الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩

القرب من الله

يسعى كلّ مسلمٍ في حياته إلى التقرب من الله عزّ وجلّ، فإنّ القرب من الله -تعالى- من أهم الأهداف في حياة العبد، حيث قال الله -تعالى- عن نبيه موسى عليه السلام: (وَنادَيناهُ مِن جانِبِ الطّورِ الأَيمَنِ وَقَرَّبناهُ نَجِيًاً)،[١] فإنّ قرب النبي موسى -عليه السلام- من الله تعالى، كان عوناً وسنداً له في مواجهة عدو الله فرعون وأتباعه، وفي مواجهة قارون، وفي مواجهة كيد سحرة فرعون، كما أنّ القرب من الله -تعالى- يحقق للمسلم الهيبة، والعزة، والمنعة، ودليل ذلك قول الله تعالى لنبيه محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب)،[٢] فإنّ قرب الرسول من الله عزّ وجلّ، كان عوناً للنبي محمدٍ -صلّى الله عيله وسلّم- في مواجهة كفار قريشٍ، أمثال أبي جهلٍ، ومن شابهه، وفي مواجهة الكثير من الأحداث التي مرت بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، مثل: عام الحزن، وغلظة أهل الطائف مع النبي، ثم الهجرة من أحبّ البلاد إليه إلى المدينة المنورة، والغزوات والمعارك التي خاضها النبي -صلّى الله عليه وسلمّ- في سبيل الدعوة وإعلاء كلمة الله تعالى، فإنّ العباد المقربون من الله -تعالى- في الحياة الدنيا؛ هم الفائزون والفالحون في الحياة الآخرة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)،[٣] فإنّ المقربين من الله -تعالى- يتمتعون بمختلف أنواع النعيم في الحياة الآخرة.[٤]


كيفية التقرب من الله

إنّ بعض العبادات تحقق للعبد منزلة القرب من الله تعالى، وفيما يأتي بيان بعضها:

  • التوبة إلى الله تعالى، والإنابة إليه، والحرص على الاستغفار، وبذلك فإنّ العبد يجاب دعاؤه وسؤاله، وطلبه من الله تعالى، ودليل ذلك قول الله تعالى: (فَاستَغفِروهُ ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي قَريبٌ مُجيبٌ)،[٥] كما أنّ الله -تعالى- يتقرّب إلى عبده بإضعافٍ مضاعفةٍ من تقرّب العبد إلى الله، فإن تقرب العبد بمقدار شبرٍ إلى الله، فإنّ الله تعالى يتقرب إالى العبد بمقدار ذراعٍ، ويحصل القرب من الله تعالى؛ بالإيمان به إيماناً جازماً، وبذلك فإنّ العبد يصبح محباً لما يحبه الله تعالى، ومبغضاً لما يبغض الله تعالى، وبذلك يحقق العبد ما يريده الله تعالى، وذلك يتوافق أيضاً مع المولاة لله تعالى، وموالاة الله للعبد، فالولاية تتمثل بالمحبة والموافقة.[٦]
  • التوكل على الله تعالى، وتفويض جميع الأمور له، مع إحسان الظنّ بالله تعالى، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)،[٧] فإنّ الله -تعالى- لا يخيّب آمال العباد، ويستجيب دعاءهم، ويجيب الله سؤال عباده، إن سألوه أمراً من أمور الدنيا والآخرة، حيث إنّ الدعاء من أعظم الأساليب للحصول على مراد العبد، إلّا أنّ العبد يجب أن يكون واثقاً بإجابة الله -تعالى- له، مع تعلق القلب بالله تعالى.[٨]
  • أداء العبد للصلوات المفروضة عليه، وأداء الفرائض الأخرى غير الصلاة التي فرضها الله -تعالى- على عباده، والإكثار من النوافل التي تقرب العبد من الله سبحانه، إلّا أنّ الصلاة لا بدّ من الخشوع فيها، ومن وسائل تحقيق الخشوع في الصلاة: الاستعداد للصلاة قبل حلول وقتها، ومعرفة أهمية الصلاة في حياة العبد المسلم، والتطهّر قبل الصلاة، والحرص على إسباغ الوضوء، وتدبّر معاني الآيات والأدعية والأذكار في الصلاة، ويجب على العبد أن يستحضر بأنّه يخاطب الله تعالى.[٩]
  • التقرب من الله -تعالى- بكلّ أنواع العبادات، ومن ذلك: صيام يومي الاثنين والخميس من كلّ أسبوعٍ، وصيام ثلاثة أيامٍ من كلّ شهرٍ، والحرص على صلاة الضحى، وعلى قيام الليل، والإكثار من ذكر الله -تعالى- في كل الأوقات، وقراءة القرآن الكريم، والاهتمام بجانب الصدقات المالية، إن كان العبد قادراً عليها.[١٠]
  • يحقق العبد منزلة القرب من الله تعالى؛ باتباع الأوامر الواردة في القرآن الكريم، واتباع سنة الرسول محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، في جميع الأمور، والأقوال، والأفعال، ودليل ذلك قول الله تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[١١][١٢]


اسم الله القريب

إنّ الله -تعالى- قريبٌ من عباده، ويجب على العبد الإيمان بذلك إيماناً جازماً لا شكّ فيه، فإنّ الله -تعالى- يرى عباده ويسمعهم، ولا يخفى على الله أيّ أمرٍ من الأمور، حيث إنّ علمه محيطٌ بكلّ شيءٍ، كما أنّ الله -تعالى- ينصر عباده العابدين والذاكرين له، ويثبتهم، ويحفظهم، كما أنّ الله -تعالى- قريبٌ من عباده بإجابة دعواتهم، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)،[١٣] إلّا أنّ استجابة الله لدعاء عباده تكون باستجابة العباد لله تعالى، ومما دلّ على ذلك قول الله تعالى: (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ)،[١٤] فإنّ الله -تعالى- يجيب العبد المضطر إن دعى الله وسأله من فضله، ويدفع الله البلاء عن عباده، ويكشف همومهم وكرباتهم، فإنّ كلّ المخلوقات تتوكل على الله تعالى، ودليل ذلك قول الله سبحانه: (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)،[١٥] إلّا أنّ الدعاء لله -تعالى- يجب أن يكون من العبد الصادق في إيمانه بالله، والموالي له، ومن الجدير بالذكر أنّ الله -تعالى- قد يجيب سؤال العبد فوراً، أو مآلاً باختلاف حال السائل، وحال السؤال، وقد تكون الإجابة باختيار الحال الأفضل والمناسب للعبد، وقد يدخّر الله -تعالى- الدعاء إلى يوم القيامة، إلّا أنّ العبد المحسن لربّه مستجاب الدعاء، حيث إنّ العبد المحسن يستشعر رقابة الله له، وقربه منه.[١٦]


المراجع

  1. سورة مريم، آية: 52.
  2. سورة العلق، آية: 19.
  3. سورة الواقعة، آية: 10-12.
  4. "أهمية القرب من الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف.
  5. سورة هود، آية: 61.
  6. "كيف أحقق منزلة القرب من الله"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف.
  7. سورة الطلاق، آية: 3.
  8. "كيف يتقرب العبد العاصي إلى ربه"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف.
  9. "طريق التقرب إلى الله والخشوع في الصلاة"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف.
  10. "أفضل القرب والعبادات"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف.
  11. سورة آل عمران، آية: 31.
  12. "أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله أداء فرائضه"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف.
  13. سورة البقرة، آية: 186.
  14. سورة الشورى، آية: 26.
  15. سورة الرحمن، آية: 29.
  16. "فإني قريب"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-9-2018. بتصرّف.
419 مشاهدة