كيف كانت الصلاة قبل الإسلام

كتابة - آخر تحديث: الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩

كيف كانت صلاة الأنبياء قبل الإسلام

يظهر من النصوص الواردة في شأن صلاة الأنبياء قبل الإسلام أنّها صلاة تشبه الصلاة التي فرضت على المسلمين دون معرفة تفاصيلها الدقيقة، أو معرفة درجة التشابه بين الصلاتين، ومن النصوص التي دلت على ذلك قوله تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)،[١] وقوله تعالى: (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين)،[٢] ومن الأحاديث النبوية الشريفة ما روي عن ابن عباس أنّه قال: (إنَّا معشرَ الأنبياءِ أُمِرنا بتعجيلِ فطرِنا وتأخيرِ سحورِنا وأنْ نضعَ أيمانَنا على شمائلِنا في الصَّلاةِ)،[٣] وقوله عليه الصلاة والسلام: (غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ، وَلَا آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا وَلَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَهَا، وَلَا آخَرُ قَدْ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ مُنْتَظِرٌ وِلَادَهَا. قَالَ فَغَزَا فَأَدْنَى لِلْقَرْيَةِ حِينَ صَلَاةِ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِك)،[٤] وفي الحديث كذلك أنّ النبي عليه الصلاة والسلام توضأ ثلاثاً ثلاثاً، ثمّ قال: (هذا وضوئي ووضوءُ الأنبياءِ قبلي)،[٥] فهذه النصوص كلها تشير إلى أنّ الصلاة قبل الإسلام كان فيها ركوع وسجود ووضوء بدون تفصيل لكيفيتها.[٦]


كيف كانت الصلاة قبل فرضها

عرفت الصلاة قبل أن تفرض على المسلمين ليلة الإسراء، ويرى بعض أهل العلم أنّها كانت ركعتين في أول النهار وركعتين في آخره، وقال العلامة ابن حجر أنّه لم تكن قبل ليلة الإسراء صلاة مفروضة إلا ما جاء به الأمر من صلاة الليل وقيامه دون تحديد، وذهب الحربي في المقدمات أن الصلاة كانت ركعتين في الغداة، وركعتين في العشي، كما روي عن الحسن في قوله تعالى (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[٧] أي أنّ المقصود منها الصلاة التي كانت صلاتين في الغدو والعشي، والتي دوام عليها النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون معه تسع سنين وهم في مكة، وذلك قبل أن تفرض الصلاة قبل سنة من الهجرة النبوية في ليلة الإسراء حينما أسري بالنبي عليه الصلاة والسلام، ثمّ عرج به إلى السماء.[٨]


قبلة الصلاة قبل الإسلام

أشار القرطبي في تفسيره إلى خلاف أهل العلم في تعيين القبلة الأولى للمسلمين أول ما افترضت الصلاة، فذكر قول ابن عباس أنّها كانت إلى بيت المقدس سبعة عشر شهراً منذ افترضت في مكة والمدينة قبل أن تحوّل إلى الكعبة، كما ذكر القرطبي قول آخرين بأنّ القبلة كانت إلى الكعبة أول ما فرضت الصلاة، وقد ظل النبي عليه الصلاة والسلام يصلي إليها مدة إقامته في مكة كما كانت صلاة إبراهيم وإسماعيل، ثمّ بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة صلى الرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمون سبعة عشر أو ستة عشر شهراً إلى بيت المقدس قبل أن يتوجهوا إلى الكعبة، وقال أبو عمر إنّ هذا الرأي هو أصح القولين عنده، وقال غيره إنّ النبي عليه الصلاة والسلام أراد باتخاذ بيت المقدس قبلة أن يتألف اليهود، وأن يكون ذلك أدعى لهم للإسلام، فلما تبين له عنادهم وأيس منهم توجه إلى الكعبة قبلة إبراهيم حيث كان ينظر في السماء رجاء أن يتحول إليها.[٩]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 125.
  2. سورة آل عمران، آية: 43.
  3. رواه الألباني، في أصل صفة الصلاة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1/205، خلاصة حكم المحدث صحيح له طرق يقوي بعضها بعضاً
  4. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 202، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  5. رواه ابن عساكر، في معجم الشيوخ، عن عبد الله بن عمر وأنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم: 2/1048، خلاصة حكم المحدث حسن غريب .
  6. الشيخ محمد صالح المنجد (2010-06-04)، "كيف كانت صلاة الأنبياء عليهم السلام"، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-07. بتصرّف.
  7. سورة غافر، آية: 55.
  8. "الصلاة كانت معروفة قبل الإسراء / فتوى رقم 105894"، إسلام ويب ، 2008-03-17، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-07. بتصرّف.
  9. "الصلاة في شرعنا وشرع من قبلنا / فتوى رقم 56147"، إسلام ويب ، 2004-11-29، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-07. بتصرّف.
67 مشاهدة